- دور الإخوة في تنمية الإبداع.
إعداد: أ. سعد التركي.

تحدثنا كثيراً - فيما سبق - عن دور الأب ثم الأم في تنمية مواهب الأبناء وتطوير قدراتهم ومهاراتهم للوصول بهم إلى درجة الإبداع والتميز، وسنتحدث اليوم عن فئة لا تقل أهمية عنهما وهم الاخوة والأخوات، فلو تأملنا تعامل كثير من الاخوة والاخوات مع بعضهم لرأينا النزاع وكثرة الخلاف والتشاجر بينهم حتى صنفت - لعلاج ذلك - الكتب وألقيت المحاضرات، في حين أن البيئة الإبداعية تحتاج إلى توفر وعي كامل لدى الاخوة والأخوات بقدرات ومواهب أشقائهم الأصغر سناً، ثم بعد ذلك المساهمة الجادة في توجيه طاقاتهم نحو الهدف الصحيح، فعندما يتم شحذ الهمم نحو الابتكار والتميز سنحظى عندها بجيل مبدع في شتى المجالات.

ولمساعدة الاخوة والاخوات في هذا الدور القيادي الهام نذكرهم "بالاخوان رايت" حيث ينسب إليهما معظم المؤرخين اختراع أول طائرة، والقيام بأول عملية طيران ناجحة، فتعاون الاخوان رايت "أورفيل وويلبر" واتحادهما في التفكير مع الجهد المتواصل حقق لهما مكانة عالمية عظيمة بتحقيق حلم رواد الإنسان وداعب خياله.
ومن التوجيهات العملية المساندة للإخوة الكبار:

- تأمل حديث النبي عليه الصلاة والسلام "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" رواه البخاري. فكيف إذا كان هذا الأخ المسلم هو شقيقك أو شقيقتك.

- ابتعد عن مقارنة نفسك بهم، وكن صديقاً مخلصاً يلتجأون إليك دائماً.

- تقبل أسئلتهم الكثيرة، واجبهم بما تعرف، وأرشدهم لطرق البحث عن المعلومة التي تجهلها.

- احرص على تنمية حبهم للقراءة، من خلال ممارستها معهم.

- احذر من السخرية منهم، لئلا تخسرهم.

- تقبل أفكارهم الغريبة وشجعهم على تطويرهم وتحسينها.

- ساعدهم في التغلب على الخجل والخوف من خلال اصطحابهم معك ومنحهم الثقة اللازمة.

- ركز على جوانب القوة لديهم، وضع - بالتعاون معهم - خطة واضحة للاستفادة من هذه القدرات "فمن يملك موهبة الرسم تتم مساعدته بتوفير أدوات الرسم وكتبه، ومن يهوى الحاسب الآلي وصيانته يوفر له الجهاز اللازم، ومن يمتلك موهبة الشعر يتم إرشاده لنشر شعره في المنتديات والصحف.. وهكذا".

- اجعلهم يأتمنونك على أسرارهم وكن أميناً عليها فأنت أقرب إليهم من أمك وأبيك.

- بما أنك في عصر التقنية والمعرفة فأنت تملك الكثير من المعلومات والمهارات التي قد يفتقدها والديك، فاحرص على نقلها لأشقائك ليستفيدوا منها.

- تقمص دور الأب مع أشقائك، ليس بالضرب والصراخ - كما يتوهم الكثير - بل بالنصح والتوجيه والتفاعل معهم.

- تقمص دور الأم، ليس بالدلال والتهاون، إنما بالحب والحنان وتوفير الأمان العاطفي.

- وأخيراً تقمص شخصيتك أنت تلك الشخصية المثالية الرائعة التي تجمع كل ما سبق.
المصدر : صحيفة الرياض ، العدد 14512 .