عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
4 نصائح ليقول طفلك نعم
لمساعدة طفلك على مواجهة الظروف الجديدة والتبدلات التي تثير قلقه، إليك هذه المجموعة من نصائح الاختصاصيين.
يأخذ وقته قبل القبول بمشروع جديد
يرفض طفلك الذهاب إلى عيد ميلاد أو إلى حفلة حيث لا يعرف أحداً. وإذا اصطحبته معك في زياراتك الاجتماعية، يبقى ملتصقاً بك ولا يغادر حضنك. ما المشكلة؟ في الواقع، يكون خوف الانفصال كبيراً ومتواتراً جداً عند الأطفال إذا كانت الفترة الأولى من حياتهم هشة ودقيقة. ويقول الاختصاصيون إن الخوف من المجهول يشكل جزءاً طبيعياً من مراحل النمو عند الطفل. وتعتبر ردة الفعل هذه مفيدة وضرورية، لأن الطفل الذي يستطيع التمييز بين أقاربه والغرباء يكون أقل هشاشة وضعفاً. واللافت أن هذا الخوف من المجهول يبدأ في عمر 8 أشهر تقريباً، ويستمر لوقت طويل نسبياً، حسب إصرار الأهل على دفعه للانخراط مع الآخرين. وعند بعض الأطفال، تكون الرغبة في إقامة علاقة اجتماعية مع الغير قوية جداً بحيث قد تتجلى على شكل رفض ونفور في البداية. لكن بعد إحساس الطفل بالطمأنينة، ينخرط في العلاقة الاجتماعية التي تدوم على الأرجح لفترة طويلة جداً، على عكس الطفل الاجتماعي الذي يعتاد على الآخرين بسرعة، وإنما يتخلى عنهم بسرعة أيضاً.
يجدر بالأهل مراجعة الطبيب وأهل الاختصاص في حال تحول هذا الخجل إلى خوف حقيقي وأصبح مصدر صعوبات في التكيف مع الحياة الاجتماعية. وفي الإجمال، يستحسن عدم إرساله وحيداً إلى حفلة أو عيد ميلاد حيث لا يعرف أحداً، ولا بد من إنذاره مسبقاً بأنه سيقابل هناك أشخاصاً لا يعرفهم. من المهم أن يستبق الأهل انزعاج الطفل بحيث يشعر الطفل أن أهله يفهمون فعلاً مخاوفه.
يبدأ دوماً بقول «لا»
تتمثل دوماً ردة فعله الأولى بقول «لا» كلما طرحت الأم عليه فكرة جديدة أو مشروعاً جديداً. فهو يرغب دوماً في مشاهدة الحلقة نفسها من الرسوم المتحركة، أو سماع القصة المسلية نفسها التي حفظها عن ظهر قلب! لكن إذا أصرّت الأم وألحّت، يوافق على المشروع الجديد ويستمتع به كثيراً لاحقاً.
يقول الاختصاصيون إن هذا الرفض الأولي لا يعني بالضرورة خوفاً من المجهول، وإنما هو في الواقع قلة اهتمام في نشاط لا يعرف إذا كان ممتعاً أم لا. لذا، فإن عودة الطفل دوماً إلى الأشياء التي يعرفها تتيح له تعزيز معارفه والتعمق أكثر فأكثر في الموضوع. كما أن معرفة الطفل مسبقاً بما سيجري تمنحه إحساساً كبيراً بالطمأنينة.
لا داعي إلى القلق إلا إذا أصبح الطفل عاجزاً فعلاً عن قول «نعم»، حتى عندما تضيفين عنصراً بسيطاً جداً إلى الرواية المسلية التي يعرفها مثلاً. في هذه الحالة، لا بد من تشجيعه ببطء وروية، وحثه على اكتشاف الأمور الجديدة حين يكون في أوج نشاطه، وليس مساء، مثلاً، قبل الخلود إلى النوم حين يكون متعباً وأقل تقبلاً لاكتشاف أمور جديدة.
يتشبث بمبادئه
يعشق طفلك الروتين ويكره كل ما هو جديد. ويعلن معارضته فور إدخال عنصر جديد إلى روتينه اليومي. في الواقع، يشعر الطفل بالطمأنينة حين تكون أموره كلها منظمة دوماً بالطريقة نفسها وبالتسلسل نفسه. ولذا، نجد الطفل يرحب بحماس عند اصطحابه إلى المطعم نفسه أو الحديقة نفسها، ويكره كثيراً التغيرات التي تطرأ في الدقيقة الأخيرة. يقول الاختصاصيون إن بعض الأطفال يكونون أكثر حذراً من الآخرين، بحيث يحتاجون أكثر من غيرهم إلى الهدوء ولا يحبون التقلبات والتغيرات. وفي الإجمال، يرتبط موقف الطفل بالإطار العائلي الذي ينمو فيه الطفل، علماً أن «الهزات» العاطفية الكبيرة في حياة الطفل (مثل انفصال الأهل عن بعضهم، أو شجارهم الدائم على مسامع الطفل، أو الانتقال من منزل إلى آخر...) تؤثر سلباً في استقراره العاطفي.
يتوجب على الأهل مراجعة الطبيب إذا لاحظوا أن طفلهم بات يشعر بالكثير من القلق أو التوتر أو الغضب عند حصول أدنى تغيير في روتينه اليومي. وفي هذه الحالات، يستحسن إجراء التعديلات بشكل تدريجي وصغير لجعله يعتاد رويداً رويداً على المشروع الجديد. والأهم من كل شيء، لا يجدر بالأهل معاملة الطفل كأنه مهووس، ولا الاستسلام لمتطلباته وشروطه التي تقيّد كل أفراد العائلة.
ينفجر بكاء عند إصرار الأهل
إذا أصرّ الأهل على تعليم الطفل رياضة جديدة، أو توجب على الطفل تعلم مادة مدرسية جديدة... يتجمد ويكبح دماغه ويتوقف عن استيعاب أي شيء. وقد ينفجر في نوبات غضب أو بكاء بسبب شعوره بالنبذ أو خيبة الأمل... إنها آلية دفاع طبيعية لمواجهة الخوف والقلق من المجهول.
إذا أصبح خوف الطفل معرقلاً فعلاً لحياته الاجتماعية والمدرسية، ودفعه إلى العزلة والانطواء، لا بد من مراجعة الطبيب الاختصاصي. وفي الإجمال، يتوجب على الأهل تهدئة روع الطفل بالكلام الناعم والمداعبات اللطيفة، بدل إغراقه بكلمات التعظيم (أنت رائع، أنت الأفضل، أنت البطل...) التي قد تعزز شكوكه.
المفضلات