أثبت استطلاع للرأي الأهمية القصوى لوجود علاقة صحية بين الموظفين والمدراء في أماكن العمل بمنطقة الشرق الأوسط، وهو ما رأت الدراسة أن من شأنه تعزيز الإنتاجية وتحسين الأداء في بيئة العمل.


تعتبر العلاقة الصحية أمراً أساسياً بالنسبة للموظفين في المنطقة. إذ يعتبر 72 % من العاملين في منطقة الشرق الأوسط ممن شاركوا في سلسلة الاستطلاعات الإلكترونية أن العلاقة الصحية مع مديرهم المباشر هي أمر بالغ الأهمية ضمن أماكن العمل، فيما اعتبر 14 % بأنها هامة إلى حد ما، واعتقد 10 % منهم أن ذلك يعتمد على طبيعة المنصب الذي يشغلونه.

تم إجراء الاستطلاع الخاص بــ» العلاقة بين المدير والموظف في منطقة الشرق الأوسط»، والذي أجراه Bayt.com المتخصص في خدمات التوظيف في الشرق الأوسط، بغرض تقييم مدى أهمية العلاقات بين الموظف والمدير في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك مدى رضى المدراء فيها.

كما أنها درست آثار العلاقة العملية غير الصحية بين الموظفين والمدراء، إضافة إلى استكشاف ما يمكن القيام به لتقليل الاستياء ضمن أماكن العمل في المستقبل.
وفي هذا الصدد، علق عامر زريقات، المدير الاقليمي في Bayt.com بالقول :»لقد أعطى هذا التقرير فكرة مثيرة للاهتمام عن خبرات الموظفين في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك مواقفهم تجاه العلاقة التي تربط الموظف بالمدير. وتظهر أهمية هذا الاستطلاع من خلال الحقيقة القائلة بأن الغالبية الساحقة تعتبر أن العلاقة العملية الصحية مع رؤساء العمل أمراً حيوياً».

حالة ممتازة

وكان من بين النقاط الأساسية التي جرى تناولها في الاستطلاع هي إبرازه أن 27 % من الموظفين بينوا أن علاقتهم بمديريهم المباشرين في أماكن العمل هي في حالة ممتازة، مؤكدين أن المدير ليس مجرد رئيس للعمل بل هو مرشد أيضاَ، فيما اعتبر 31 % بأن علاقتهم بمديريهم جيدة جيداً وتتمتع باحترام متبادل في ظل وجود قنوات تواصل بين الطرفين. وصرح 24 % ممن طرحت عليهم الأسئلة بأن علاقتهم مع مديرهم ليست مستقرة، وتعتمد في العادة على مزاج رئيسهم في العمل، في الوقت الذي كشفت نسبة مذهلة من المستطلعة آراؤهم قدرها 17 % بأن تلك العلاقة سيئة وبأنهم لا يحتملون رؤسائهم في العمل.

وأضاف زريقات قائلا:»في الوقت الذي كان فيه العديد من المشاركين مسرورين بمدرائهم، أبدى عدد لا يستهان به من العاملين في منطقة الشرق الأوسط استياءهم من علاقتهم برئيسهم في العمل. وهذا يشير إلى إمكانية إحراز بعض التطور في سبيل تحسين العلاقات التي تربط المدير بالموظف في هذه المنطقة.»

الدافع الضعيف

ومن الجدير بالذكر أنه عند سؤال المشاركين في الاستطلاع عن رأيهم في آثار العلاقة غير الصحية بين المدير والموظف في مكان العمل: قال 17 % منهم بأن الدافع الضعيف لدى الموظف له تأثير بالغ الضرر، فيما أقرت ما نسبته 13 % أن النتيجة ستكون بيئة عمل مرهقة بالنسبة للمدير والموظف على حد سواء، في مقابل 12 % ممن يعتقدون بأنها قد تقود إلى عدم إنجاز المهام الوظيفية.

وقد ذكر 54 % من المشاركين أنه بالإمكان حصول كل هذه التأثيرات نتيجة للعلاقة غير الصحية مع رئيسهم في العمل.

وتابع الاستطلاع طريقه ليسأل عن مواصفات المدير التي يمكنها أن تسهل الحفاظ على علاقة قوية بين المدير والموظف وذلك من أجل التوصل إلى فهم كيفية تحسين العلاقات في أماكن العمل. وفي هذا السياق، قال ما يقارب من ربع الذين استطلعت آراؤهم، 24 %، أن التواصل الفعال هو أمر أساسي، في حين صرح 23 % منهم بأن مهارات القيادة الجيدة هي أمر أساسي أيضاً، واعتقد 22 % أن الاحترام المتبادل هو أمر هام، فيما قال 10 % أنها الثقة بين الموظفين وذكر 14 % أن القدوة الحسنة هي إحدى المواصفات الجيدة للإدارة.

مهارات التواصل

وأكد زريقات على ذلك بقوله :«بعد تقييم مدى الرضا عن الإدارة في مكان العمل، تم طرح العديد من الأسئلة على المشاركين عن رأيهم فيما يمكن القيام به لتطوير العلاقات القائمة بين الموظف والمدير، وتبين أن معظم الموظفين يقدرون المدراء ذوي المهارات الجيدة في التواصل والقيادة. وهذا يعطينا بعض المؤشرات عن كيفية تطوير العلاقات في أماكن العمل.»

أما عندما طرح السؤال عما تفعله الشركات لتحفيز العلاقات الصحية بين المدير والموظف، أكد 37 % من المستطلعة آراؤهم بأن الشركة التي يعملون لديها قامت بذلك عند كل فرصة سانحة، في الوقت الذي قال فيه 18 % منهم أن هناك جهوداً كانت تبذل من وقت لوقت قي سبيل تحقيق ذلك، فيما صرح ما يزيد عن ثلث المشاركين، 32 %، بأنهم لا يعتقدون أن شركتهم تفعل شيئاً لتحسين علاقات العمل الطيبة بين المدراء والموظفين.

وأوضح زريقات قائلا :«تكشف هذه النتائج بأن الشركات في المنطقة تكرس اهتماماً بتطوير العلاقات العملية الصحية. ولكن العديد من المشاركين أظهروا أن نسبة لا بأس بها من الشركات لا تقوم بجهود هامة في مراقبة العلاقات القائمة بين المدير والموظف، وهي مسألة ينبغي معالجتها.»

التقييم المتكرر

وأخيرأً تم سؤال المشاركين عن رأيهم بالكيفية التي يجب أن تتدخل من خلالها الشركة بشكل أفضل لتحفيز علاقات أكثر صحية بين المدير والموظف. وظهر بأن 38 % منهم يعتقدون بأن التقييم المتكرر سيكون له تأثير إيجابي، فيما قال 11 % بأن ذلك سيكون من خلال التركيز على التواصل، واقترح 7 % إقامة دورات تدريبية على الإدارة، وقال 5 % بأن إقامة نشاطات خارجية بشكل أكبر يساعد في رؤية الوجه الآخر لرئيس العمل. واعتقد ما يزيد عن ثلث الذين طرحت عليهم الأسئلة، 31 %، أن كل هذه العوامل ستساهم في بناء علاقة عملية صحية بين المدير والموظف. يشار إلى أنه تم جمع المعلومات المتعلقة باستطلاع الرأي الخاص بـ«العلاقة بين المدير والموظف في منطقة الشرق الأوسط» بشكل إلكتروني في الفترة الواقعة بين 17 نوفمبر و28 ديسمبر/كانون الأول 2009 من خلال 14380 من الأشخاص الذين استطلعت آراؤهم في كافة أنحاء الشرق الأوسط.

بقلم محرر من آرابيان بيزنس في يوم الخميس, 07 يناير 2010

سياس واقتصاد