[بسم الله الرحمن الرحيم

النظام الرأسمالي الديموقراطي يترنح ليسقط وينهار

الحمد لله نحمده.. ونستعينه ونستهديه ونستغفره.. ونتوب إليه ونتوكل عليه ونستنصره.. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.. إنه من يهده الله فلا مضل له.. ومن يضلل فلا هادي له.. وأشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له.. واشهد ان محمدا صلى الله عليه وآله وسلم عبده ورسوله.. إمام المتقين.. وقائد المجاهدين.. ورحمة الله للعالمين.. ثم اما بعد أيها المسلمون:
أوصيكم وإياي بتقوى الله وطاعته.. واحذركم ونفسي من مغبة معصيته ومخالفة امره.. فإن التقوى وقاية والمعاصي غواية..{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)(آل عمران).
أيها المسلمون الموحدون عباد الله:
قال الله تعالى..[وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا (16) (الجن).. لو سار الجميع على نظام الله وتركوا نظام البشر.. ما كانت لتحدث الأزمات والكورارث الإقتصادية في اليونان وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا..

النظام الرأسمالي الديموقراطي المطبق في العالم اليوم..جعل الثروة بيد قلة من الناس .. والبقية تموت.. أتصدقون أيها المسلمون أن ثروة العالم بيد 200 شخص فقط.. الله أكبر.. 200 شخص يتحكمون ويحكمون على ثروة العالم.. ومن المدهش أيضا أن الشركات الكبرى في أمريكا هي أقل الجهات التي تدفع ضرائب.. الناس تعاني الجوع والفقر من ويلات هذا النظام الرأسمالي الديموقراطي وتثور عليه.. ألف مدينة في العالم ثارت واحتجت على هذا النظام الرأسمالي الديموقراطي .. إنه ينهار من الداخل.. نعم .. الثروة والإنتاج عند قلة من الجشعين وبقية الناس تموت.
أيها الناس:
الرأسماليون الديموقراطيون.. تكلموا عن معالجات الفقر والجوع والبطالة والإنتاج.. فكانمن نظرتهم لعلاج المشاكل.. تقليل عدد سكان الكرة الأرضية إلى ملياري نسمة.. وإشعال الحروب بين البشر.. ونشر الأوبئة والامراض.. بحجة عدم كفاية الإنتاج والثروات والأقوات.. فهل بعد هذا الإجرام من إجرام.. واسمعوا ما قال الله تعالى( (وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ (19) (الحجر). وقال (..وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ (8) (الرعد)..( (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ(9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ) [فصلت:9،10].

النظام الرأسمالي الديموقراطي.. من أجل الجشع .. قتل الناس ونهب الخيرات.. لقد جلب للعالم الدمار والخراب والحروب والويلات وإزهاق الأرواح.. وقتل الأبرياء.. تصوررا .. يعمل هذا النظام الرأسمالي على إهلاك الزروع والمحاصيل .. من أجل الحفاظ على إرتفاع الأسعار وبقاء الثروة بيد القلة.. وهو الآن ينهار من داخله.. ألف مدينة في العالم بتظاهرون ضد النظام الرأسمالي الديموقراطي.. يطالبون باستبداله بنظام آخر ومنهم من نادى بنظام الإسلام بديلا له.. أرأيتم المرأة العجوز وهي ترفع لافتة مكتوب عليها ( استبدلوا النظام الرأسمالي بالنظام الإسلامي)..أبشروا .. أيها المسلمون.. بإذن الله تعالى..النظام الرأسمالي الديموقراطي ينهار من الداخل.. إنه يترنح ويسقط.. ويذهب إلى غير رجعة بإذن الله.
أيها المسلمون:-
النظام الرأسمالي الديموقراطي كله مشاكل.. ويحمل هذا النظام الرأسمالي الديموقراطي في طياته فنائه وهلاكه ودماره وأسباب انهياره.. ولن يستطيع أحد في العالم حل مشكلته.. لأسباب عدة منها:
1- لأنه نظام بشري من وضع البشر و يخدم الاغنياء فقط.
2- لأنه قائم على الربا واساسه الربا.. ففي العام الماضي أعلن 135 بنك إفلاسهم في أمريكا.
3- ولأنه مبني على التجارة الوهمية( الألكترونية)... فهناك شركات تأسست ولكنها وهمية غير موجودة على الارض، تمارس تجارة البيع والشراء والأرباح، دون ان يكون عندها بضائع عينية وهذه تجارة البورصةوهي تجارة وهمية.
4-عدم إعتماده نظام الذهب والفضة الذي أقره وبينه وفصله ربنا في نظام الإسلام..فعملاتهم ورقية مزورة غير مغطاة بالذهب والفضة... فما لم تعالج هذه الامور .. فلن يستطيع احد منع إنهيار هذا النظام... وانتم ترون بأم اعينكم الإنهيارات الإقتصادية في اليونان وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا.. والمشاكل الإقتصادية الكبرى في أمريكا.
أيها المسلمون:

ربنا سبحانه وتعالى جعل المسؤولية على الدولة .. واعطى للحاكم مسؤولية إطعام كل الرعية المسلمين وأهل الذمة.. حتى الدواب والحيوانات ..{ مما ورد في كتاب الأمير الزّاهد..عُمر بن عبدالعزيز .. ما يلي: - ( فوجئ أمير المؤمنين بشكاوى من كل الأمصار المفتوحة (مصر والشام وأفريقيا...)، وكانت الشكوى من عدم وجود مكان لتخزين الخير والزكاة، ويسألون: ماذا نفعل؟ فيقول عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: أرسلوا منادياً ينادي في ديار الإسلام.. أيها الناس: من كان عاملاً للدولة وليس له بيتٌ يسكنه فلْيُبْنَ له بيتٌ على حساب بيت مال المسلمين... يا أيها الناس: من كان عاملاً للدولة وليس له مركَبٌ يركبه، فلْيُشْتَرَ له مركب على حساب بيت مال المسلمين... يا أيها الناس: من كان عليه دينٌ لا يستطيع قضاءه، فقضاؤه على حساب بيت مال المسلمين... يا أيها الناس: من كان في سن الزواج ولم يتزوج، فزواجه على حساب بيت مال المسلمين... فتزوج الشباب الاعزب وانقضى الدين عن المدينين وبني بيت لمن لا بيت له وصرف مركب لمن لا مركب له.. بالله عليكم احبابي واخواني في دين الله .. هل سبق وان سمعتم حضارة على مر العصور والازمنة حدث فيها مثل ما حدث في عهد الخليفة الاسلامي عمر بن عبدالعزيز... ولكن المفاجئة الاكبر ...ان الشكوى ما زالت مستمرة بعدم وجود اماكن لتخزين الاموال والخيرات! فيرسل عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه إلى ولاته : عُودوا ببعض خيرنا على فقراء اليهود والنصارى حتى يسْتَكْفُوا... فأُعْطُوا، والشكوى ما زالت قائمة، فقال: وماذا أفعل، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، خذوا بعض الحبوب وانثروها على رؤوس الجبال فتأكل منه الطير وتشبع.. حتى لا يقول قائل : جاعت الطيور في بلاد المسلمين..}. هذ ا دين الإسلام عندما يطبق.. هذ ثمار النظام الرباني عندما يطبق.

أيها المسلمون:
بوادر إنهيار النظام الرأسمالي الديموقراطي ظاهرة للعيان.. فحالة الحرمان وحالة الفوضى والجوع والغضب والمظاهرات والإحتجاجات عند الغربيين.. إحتجاجا على النظام من أجل إستبداله بنظام آخر.. ومنهم من يقول بنظام الإسلام.
أيها المسلمون:
كل هذا يحدث في النظام الغربي وكل هذه الإنهيارات فيه.. واهله يقومون بخطى حثيثة للتخلص منه.. ويحارب هذا النظام في عقر داره.. لكن من المبكي المضحك..أن تجد الحكام في بلاد المسلمين.. يفرضون النظام الرأسمالي الديموقراطي وأفكاره البالية المنهارة.
أليس من المؤلم أن يستبدل النظام الإسلامي الرباني بالنظام الرأسمالي الديموقراطي .. في الوقت الذي يعمل أهله على تدمير والتخلص منه.
ألا يستحق هذا منا نحن المسلمين أن نقاتل ونحارب الحكام الذين يفرضون علينا هذا النظام البئس المنهار.

أوليس من المؤلم أن نتعامل بالقروض الربوية وبالربافي الوقت الذي رأينا فيه من يتعامل به من الكفار قد هلك وافلس.. ألم نسمع قول الله تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (278) فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ (279)
وما روي عنه صلى الله عليه وسلم( أنه وقف يوما على الصيارفة فقال: ((أبشروا بالنار)). وروي أنه قال: ((أربعة حق على الله أن لا يدخلهم الجنة ولا يذيقهم نعيمهاً: مدمن الخمر، وآكل الربا، وآكل مال اليتيم، والعاق لوالديه))، وروي عنه أنه قال: ((إن الدرهم يصيبه الرجل من الربا أعظم عند الله من الخطيئة من ست وثلاثين زنية يزنيها الرجل)). وروي أنه قال: ((الربا ثلاثة وسبعون باباً أيسرها مثل ان ينكح الرجل أمه)).
أيها المسلمون:
إذا كان الكفار والربا ليس محرما عندهم يهربون منهلم جر عليهم من ويلات ودمار.. ونحن قد أخبرنا ربنا حرمة الربا علينا إن تعاملنا به.. فكيف لا نخاف جهنم.. كيف لا نخاف حرب الله علينا.
أيها المسلمون:
هذه الأمة الإسلامية التي تصنع المجد والتاريخ اليوم.. تقوم بثوراتها المباركة على النظام الرأسمالي الديموقراطي والحكام.. ها هي هذه الامة تخرج من عبودية النظام الرأسمالي الديموقراطي.. ها هي تثور على حكامها وتنادي بتركه واستبداله بنظام الإسلام.. نظام الخلافة.
أيها المسلمون:
يخرج علينا..وللأسف من المسلمين.. من أبناء جلدتنا.. ويتكلم وينادي بالدولة المدنية وبالديموقراطية..التي يحاربها أهلها في الغرب...هؤلاء هم الذين قال عنهم صلى الله عليه وسلم( دعاة على أبواب جهنم .. من أجابهم قذفوه فيها..).
أيها المسلمون:
إحذروا هؤلاء .. فقد كشفهم لنا ربنا..إحذروا كل متسربل من هؤلاء الذين تسربلوا بنظام الإسلام .. لا ترضوا على نظام الخلافة بديلا..
ونقول للذين يفرضون علينا ثقافة الرأسمالية والديموقراطية.. بالقوة والقهر وقوة السلاح.. نقول لهم : إن هذه الأفكار قد كفر بها أهلها.. الرأسماليون.. وضاقوا بها ذرعا .. نقول لهم : إن الامة لن تغفر له سوء فعالهم.. ولن تغفر لهم تسويق أفكار الديموقراطية والرأسمالية وكلاء عن الكفار الرأسمالييين اليموقراطيين... وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.