بعد الأزمات الاقتصادية والفقاعات المالية التي شهدها العالم في السنوات السابقة، من المهم والضروري جداً أن يحذر الناس من احتمالية حدوث أي أزمات مقبلة، للاحتياط منها قبل حصولها فعلاً. لكن يبدو أن مسألة التحذير من هذه الكوارث الاقتصادية، يعد محبطاً للعديد من الأشخاص.
ويحدث هذا في حالات عدة، منها:
1- أشخاص لن يصدقوك إلا بعد حدوث الأزمة: يقع الكثير في الناس بارتكاب خطأ إدراكي يسمى: (التحيز الطبيعي- Normalcy bias) وهي حالة يقلل فيها الأشخاص من احتمال حدوث أزمة ما، حتى لو عرضت عليهم أدلة وافرة حول احتمال حدوثها. وعادة يلجأ الأشخاص الذين يتسمون بمثل هذا النوع من التفكير إلى مواساة أنفسهم من خلال بعض الأفكار مثل: " لن تسمح الحكومة بحدوث مثل هذه الكارثة"، أو "الأزمة التي حصلت عام 2008 لن تتكرر مرة أخرى"، أو "هذا الوقت مختلف". مثل هؤلاء الأشخاص الذين لا يصدقون احتمال حدوث أي شيء إلا بعد أن يروه بأعينهم فقط، يجعلون من الصعب حشد الناس لغرض اتخاذ إجراءات وقائية قبل وقوع الكارثة.


2- العديد من المتعاطفين لا يدركون حقيقة المخاطر: هناك مجموعة أخرى من الناس ممن يسلمون لفكرة أن الأمور تتغير باستمرار، لكنهم لا يدركون مدى شدة الأزمة المقبلة. إن الذين يفكرون بهذه الطريقة، غالباً ما يعتقدون حدوث كساد أو مزيد من الركود الاقتصادي، لكنهم لا يميلون للاعتقاد بإمكانية حدوث أي أزمات أخرى أشد سوءاً من سابقاتها.


3- أشخاص يعتقدون بأنك "سلبي" للغاية: عندما يظهر بعض المحللين الحقائق لدعم استنتاجاتهم، فإن العديد من الأشخاص يتجاهلون أدلتهم ويصفونها بالسلبية، وكأن الموقف الإيجابي سيمحو الديون العالمية ويدحض فقاعات الأصول.

4- أشخاص لا مبالون: هناك أشخاص قد لا يجدون صعوبة في الاعتقاد بأن هناك أزمة مالية عالمية أخرى قادمة، لكنهم يتخذون موقفاً لا مبالياً. مما يحول دون الحصول على عدد كافٍ من الناس لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

5- التعامل مع أشخاص يفكرون على المدى القصير: يميل العديد من الأشخاص، لاسيما في المجتمع المالي، إلى الاهتمام بالمزيد من فرص الربح على المدى القصير كالطفرات التي تحدث فجأة، في الوقت الذي يغض فيه النظر عن المخاطر التي قد يشكلها ذلك على المجتمع.

6- الشعور بالوحدة: عندما تحذر من الفقاعات والأزمات الاقتصادية، فإنه من الطبيعي جداً أن تشعر كأنك الوحيد الذي يقوم بهذا الأمر. فمن الصعب عليك رؤية جميع أفراد المجتمع، وهم منشغلون بهوسهم في فقاعات مؤقتة، بينما تشعر بأنك شخص سلبي في نظرهم.


7- الخطر الوظيفي: يواجه بعض الأشخاص الذين يعملون في مجال التمويل خطراً وظيفياً، في حال كانوا حذرين جداً ومتشائمين عند معرفتهم إمكانية حدوث أزمة مقبلة. وفي الوقت نفسه، يتلقى زملاؤهم الذين يستقبلون الأزمات الإشادة، على الرغم من استمرار تضخم الأزمة.
__________________________________________________