لقد كنت 8 أو 9 سنوات عندما تم إخضاعي لفحص الرنين المغناطيسي من أجل رأسي. فلقد كنت في معظم الأحيان أصل إلى المنزل وأنا أتألّم بشدة من الصداع الذي كان يرافقني. وكمعظم الناس الذين يصابون بهكذا نوع من الآلام، كنت ألجأ دائماً إلى تناول البنادول أو أي دواء بنفس المفعول في ذلك الوقت، ومن ثمّ أنام نوماً عميقاً.


وكانت نتائج الإختبار سليمة تماماً مما أسعد الجميع. ولكنّ المشكلة كانت أنني ما كنت أزال أعاني من الصداع، الذي أرهقني جدّاً ووضعني في دائرة التعب المستمر. وأتذكر أيضاً أنهم كانوا يضحكون بسبب حبّي الكبير للنوم لساعات طويلة.

وفي عامي الثالث عشر أظهر فحص الدم الروتيني نقصاً كبيراً في الحديد لدي، وهذا ما فسّر سبب كل شيء كنت أعاني منه بالطبع.
وأتذكّر جلياً كيف أنّ تناولي للحديد منح حياتي نشاطاً وسعادة. فلقد كنت أمارس الرياضة بشكل أكثف، حتى أنّ سلوكي ومظهري العام تحسنا بشكل واضح.

وأتعجب الآن من قرار الطبيب في ذلك الوقت بإخضاعي لفحص الرنين المغناطيسي قبل التحقق من الحمية التي أتبعها وأنواع الأطعمة التي أتناولها إضافة إلى نسبة الحديد لدي. فالتعب والصداع هما من أهم أعراض نقص الحديد لدى الإنسان، ونتساقط الشعر أيضاً.

وعندما تأتي إحدى الأمّهات لتستشيرني من أجل معرفة مما يعاني طفلها، فإنني أمنحها كل الوقت للتكلم عن الطفل دون مقاطعة، فلست أنا التي أعيش مع الطفل، بل هي، وكما هو معروف فإنّ الأمهات يمتلكن حاسة سادسة فيما يتعلق بأطفالهم وما يعانون منه. وللأسف فإنّه من النادر وجود طبيب أو إستشاري يمنح من أمامه الوقت الكافي للتكلم وطرح كل العلامات التي وجدها على المريض.

فإذا كنت أحد الوالدين، عليك بالإنتباه إلى كل التغييرات التي تطرأ على طفلك والتي تمنحك شكوكاً حول صحته. إسأل طفلك عن حركة الأمعاء لديه، وعليك بالنظر إلى سلوكياته العامة، ومستوى الطاقة لديه، إضافة إلى لون البشرة. فببقائك ان كأم أو أب متيقظ/متيقظة، ستتفادى/تتفادي أية مخاطر.