يميل الأطفال عموما إلى ممارسة بعض السلوكيات التي يكتسبونها من غيرهم، فقد يشاهد الطفل بعض مشاهد العنف في التلفاز كما في أفلام الكرتون أو من الأطفال الآخرين، ويدفعه الفضول إلى تجربتها بشكل عفوي معكما أنت ووالده.
ومما يدل على أنه لا يدرك أبعاد مثل هذه السلوكيات أنه يمارسها وهو يضحك لأنه يراها مجالا للعب والتسلية معكما.


من الواضح أن طفلك يحتاج إلى مزيد من الاهتمام والانتباه إليه ومحادثته واللعب معه وممازحته، لاسيما إن كان الطفل الوحيد وليس هناك أطفال آخرون يمكنه اللعب معهم بشكل يومي.


فالأطفال في هذه السن -خاصة الذكور- يتمتعون بطاقة بدنية عالية، إضافة إلى الحاجة النفسية إلى القرب من والديهم والحصول على اهتمامهم.


وربما ينطبق الأمر نفسه على استخدامه الكلمات غير اللائقة، حيث يلجأ كثير من الأطفال إلى استخدامها بدافع التجربة في البداية، فإذا رأى ردة فعل والديه المعترضة عليها فإن يتمسك بها ويستخدمها للفت أنظارهم إليه وليكون محور اهتمامهما عندما يشعر أنهما منشغلان عنه.


نقطة البداية في التعامل مع هاتين المشكلتين تكمن في إعطاء طفلك مزيدا من الاهتمام والحنان؛ حتى لا يشعر بالحاجة إلى لفت أنظاركما نحوه بشكل سلبي مثلما يفعل الآن، ومن ذلك أن تقوما باللعب معه وممازحته بشكل يتناسب مع احتياجاته ورغباته.
من المهم أن يشارك والده في تحقيق احتياجات طفله؛ لاسيما الولد الذكر، حيث إنه يحب اللعب النشط الحركي، وربما يميل إلى العنف أحيانا. ودور الأب هنا في مشاركته في ألعاب مختلفة مثل الكرة والمصارعة أحيانا بشكل هادئ يتعلم من خلاله كيفيه الممازحة بدون أن يؤذي الآخرين أو يتطاول عليهم، فهذه الألعاب تساعد الطفل على النمو البدني واكتساب المهارات الحركية التي تجعله متوافقا مع أقرانه من الأطفال وقادرا على اللعب معهم بشكل جيد.


الأطفال عموما لديهم القدرة على فهم معنى العقاب بشكل معقول، وهذا الفهم يبدأ معهم من سن مبكرة. ألا ترين أن الأطفال الرضع يدركون الفرق بين الضرب -على الفخذ مثلا- عندما يكون مداعبة وعندما يكون مصحوبا بنبرة صوت غاضبة، مع أنهما بالشدة نفسها! المهم هو إيصال المقصود للطفل بصورة واضحة حتى يفهم ما يريده والداه منه.

ينبغي التفريق بين لجوئه للعنف ضدكما بالضرب وبين استخدام كلمات غير مقبولة.
فعندما يضرب أحدكما فإنه من الضروري في المرات الأولى أن يقال له: إن الضرب غير مقبول! ولابد أن تكون اللهجة حازمة وتعابير الوجه خالية من التبسم فضلا عن الضحك؛ حتى يفهم أن الأمر جد لا مزاح فيه.
وعندما يحاول تكرارها فينبغي الإمساك بيده بشيء من الشدة غير المؤلمة، ولكنها كافية ليشعر أنها مختلفة، ويعاد عليه الكلام بأن الضرب غير مقبول.
وعند التمادي في محاولة ضربكما فمن الضروري أن تشعراه بعواقب هذا الأمر، مثل أن يحرم من أمر يحبه بعد أن يشعر بهذا الأمر، ولكن من المهم أن تلتزما بفعل ما تهددانه به حتى يعرف أنكما جادان في تهديده.
في هذه المرحلة العمرية لا أفضل اللجوء إلى الضرب لأنه ربما جعله يتمادى في استخدام الضرب ضد الآخرين.
أما بالنسبة للكلمات النابية:


فمن أفضل وسائل ردع الطفل عن استخدامها
: تجاهلها في اللحظات الأولى التي يستخدمها كما فعلت معه، ولكن من المهم أن يستمر التجاهل فترة كافية حتى يشعر الطفل أن هذه الكلمة لا تستثير ردة فعل والديه، إذ إن الطفل كثيرا ما يريد هذه الاستثارة حتى يحصل على اهتمامهما. ويجب ألا ننسى أن الأطفال يتمتعون بذكاء عال في قراءة ردة فعل والديهم، بشكل قد لا يدركه الوالدان أحيانا.
لا تنسي الدعاء دائما بأن يصلح الله تعالى ابنك ويعينك على تربيته على الصلاح والاستقامة، أسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد وأن يجعله قرة عين لك ولوالده وأن يسعدكما به في مستقبل أيامه، إنه سميع مجيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.