عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
تنمية مهارة الطفل اللغوية
تنمية مهارات الطفل :
كيف تنمين مهارة طفلك اللغوية ؟!
تبدأ مظاهر النشاط اللغوي عند الطفل بصيحة الميلاد التي تأتي نتيجة اندفاع الهواء بقوة عبر حنجرته إلى رئتيه ، فتهتز أوتار الحنجرة وتصدر عن الطفل صيحته الأولى التي تسمى بصيحة الميلاد .
وتتطور صيحات الطفل وتتنوع خلال الأشهر الأولى فتصدر بأنغام متعددة تعبيراً عن حالاته الانفعالية والوجدانية المختلفة ، فهناك صرخة الضيق وصرخة الألم وصرخة الغضب .... وهكذا .
ثم تتطور هذه الصرخات لتصبح أنغاماً يرددها الطفل ، ثم تتشكل أصواته رويداً رويداً في اتجاه الحروف، ثم يتطور النشاط اللغوي إلى مرحلة تقليد الأصوات التي يسمعها .
وتشير كثير من الدراسات إلى أن نشاط الطفل اللغوي يصل نحو ثلاث كلمات في نهاية السنة الأولى ، ثم تزداد هذه الكلمات إلى نحو 370 كلمة في نهاية السنة الثانية ، وإلى حوالي 890 كلمة في نهاية السنة الثالثة ، ثم إلى نحو 1540 كلمة في نهاية السنة الرابعة ، وإلى نحو 2070 كلمة بنهاية السنة الخامسة ونحو 2560 كلمة بنهاية السنة السادسة .
وتختلف الجمل والعبارات التي يستخدمها الأطفال من حيث الطول والقصر ومن حيث الكمال والنقص باختلاف عوامل النمو والنضج ودرجة الذكاء ومستوى التدريب والتعلم ، لكن المؤسف أن هذا النشاط اللغوي الكبير وهذه الثروة اللغوية التي يتمتع بها الطفل السوي عند بداية التحاقه بالمدرسة الابتدائية تقوم في أساسها على الألفاظ واللهجات العامية ، تلك التي تعوق إلى حد كبير نمو اللغة العربية لدى الأطفــال .
إن النمو اللغوي الكبير الصحيح يحتاج إلى ما يمكن تسميته "النموذج اللغوي" أو "القدوة اللغوية"، وهذا ما يفتقده الطفل العربي الذي يعاني من شدة التباين بين اللغة العربية الفصحى التي يقرأ بها المقررات الدراسية، واللغة العامية الطاغية التي تحوطه من كل جانب في البيت والشارع والنادي والمدرسة وأجهزة الإعلام والإعلان .
وأخيرا فإن القرآن الكريم هو النموذج اللغوي المنشود ، والذي يعد أرفع النماذج اللغوية العربية على الإطلاق ، لذا لا بد من العودة إلى كتاب الله وسنة رسوله ليأخذا حقهما من الدراسة والفهم والحفظ في مناهج التربية والتعليم ، وعندئذ سيشيع النموذج والقدوة اللغوية وسيعتز المسلم باللسان العربي ويحافظ عليه ولا يضيعه ولا يفضل عليه غيره .
المفضلات