الحياة






إن إشعارالطفل بالحب من الأمور الهامة لتنشئته بشكل سوي،
فالطفل الذي ينعم بدفء حب والديه لا يتعرض للمشكلات

النفسية والاضطرابات التي قد تعرقل نموه بشكل طبيعي، وإن
تعرض لها فسيكون من السهل التخلص منها.


فالحب شعور فطري عند الإنسان، و لا يمكن لأي شخص أن

ينكره، و هو يبدأ مع ولادة الطفل ، و يتخذ عدة أساليب

كالتقبيل و اللمس و العبارات المعبرة مثل أحبك، حبيبي،

ابني العزيز، ولدي الغالي و قرة عيني وفرحة قلبي .
لذلك كان من الضروري اتباع هذه الأساليب مع الطفل بشكل

اعتيادي لما لها من الأثر الواضح والفعال في ادخال الفرح

والسرورعلى قلوب أطفالنا وتعويدهم على تكرار هذه

العبارات للآباء والأقارب، لتسود المحبة بين الجميع.


كم هو جميل أن يسمع الطفل عبارات والديه المعبرة عن

حبهما له يوميا لتكون مصدرا للطمأنينة و راحة للقلب، و في
نفس الوقت ، منبعا للحنان في نفوس الأبناء.



إن عبارات الحب التي يسمعها الطفل من أبوية كفيلة لتحفيز
طاقاته المخفية، وممكن أن تطفئ غضبه إذا سمعها وهو

غاضب فتحميه من الغيرة والأنانية والغضب والعدوانية ..الخ
ويكون أكثر تقدمًا في دراسته، وأكثر سعادة في حياته

مقارنة بالآخرين الذين يحرمون من ضمة الذراعين والصوت
الحنون الذي يطمئنهم ويعبر بعبارات جميلة تدل على المحبة
التي يكنها الأب او الأم .


إن حاجة اطفالنا للشعور بأنهم محبوبون حاجة ملحة ودائمة
و فقدانهم للدفء العاطفي داخل أجواء الأسرة يعد من أقوى
الدوافع نحو جنوحهم وانحرافهم عن الطريق السوي ولجوئهم
إلى التدخين أو تعاطي المخدرات أو السرقة وغيرها من

المشاكل النفسية أو بعض المشاكل الجسدية كالتبول اللاإرادي
والتلعثم عند الحديث.


لذلك كان على الوالدين ان لا يبخلا بهذه العبارات على

أطفالهما حيث انهم يحتاجونها من أول لحظات حياتهم لأنها

تغرس فيهم بذورا صالحة وسيأتي يوم تظهر فيه ثمارها مع
التركيز على تجنب الحب المشروط كأن يقول أحد الوالدين

«كن مؤدبًا وإلا لن تكون حبيبي بعد اليوم أو:»إذا فعلت كذا
لن أحبك». إن مثل هذه العبارات تتسبب في زعزعة ثقة

الطفل بحب أهله وسلب الطمأنينة من قلبه، فإن حب والديه له
هو أهم ما يملك، وهو سر شعوره بالأمان والاستقرار

النفسي، وهذا التهديد المتكرر بسلب الحب يزعج الطفل

ويثير لديه المخاوف والشعور بالكآبة.


ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ

ان عالم الاطفال مليء بالامور الطبيعية التي يصعب تفسيرها، ومن اهم هذه الامور هي حب الام لاطفالها، فهذا الامر فطري لايتم اكتسابه من المجتمع. بل ان الطريقة التي تعبر بها الام لاطفالها عن هذه العاطفة هي من تورث فترى الام تحاول ان تطبق الطرق التربوية التي قامت امها بتطبيقها عليها وذلك في التعامل مع الاطفال . في الواقع ليس هناك اي تفسير علمي واضح لهذه العاطفة القوية التي قد تصل الى درجة التضحية بالنفس وبكل شيء في سبيل حياة طفلها، فهي عاطفة ليس لها مثيل في غيرها من العلاقات البشرية، اذ تتميز عاطفة الام بشيء مميز عن غيرها من العواطف.