ما الأسباب الشائعة للخلاف بين الأبناء ..؟؟
ـ الغيرة وعدم العدل بين الأبناء قد يكون لهما دخل كبير في وقوع الخلافات بين الأبناء، فالغيرة سلوك فطري يحدث حين لا يراعي الأبوان احتياجات الأبناء، أو عند مفاضلة طفل على طفل ربما لاحتياجه للعناية الزائدة.
* وكيف ندير هذا الخلاف بنجاح ..؟؟
ـ إدارة هذا الخلاف بنجاح يكون من خلال طريقة مجربة تأتي بنتائج مدهشة.
في هذه الطريقة يكون الأولاد بين ثلاثة مستويات: المستوى الأول (ولد قوي وولد ضعيف)، والمستوى الثاني (ولد وبنت)، والمستوى الثالث، (ولدان أو بنتان قوتهما متكافئة).
في المستوى الأول ربما كان هناك ولد أقوى من أخيه أو أكبر منه في السن، وحين تحدث مشاجرة بينهما، غالبا ما يستغيث الصغير، فلو بادرت الأم أو الأب بمعاقبة الكبير، تعود الولد الكبير أنه صاحب السطوة وصاحب القوة ودائما يعتدي على أخيه، فيما يلجأ الصغير للاستعانة بالآخرين دائما أو المداهنة والمناورة للحصول على حقه!
* وما التصرف الصحيح في هذه العلاقة غير المتكافئة..؟؟
ـ التصرف الصحيح هو غض الطرف والتجاهل، بعد التأكد أنه لايوجد شيء غير آمن في الخلاف بينهما، وأترك العلاقة بينهما تسير طبيعية، فالولد الكبير حين يخرج للشارع أو المدرسة، ويظن نفسه متفوقا في القوة سيجد من هو أقوى منه، وسيجد من هو أضعف منه، وكذلك الصغير سيعرف أن هناك من هو أقوى منه، وهناك من هو في قوته وهناك من هو أدني منه.
وهذه الحالة تجعل الأطفال يكتسبون مهارات التعامل مع بعضهما ومع الآخرين، لأن تدخل الأبوين مع كل خلاف ـ خصوصا أن خلافات الأطفال لا تنتهي ـ سيذهب هيبة الأب، فاللبؤة لا تتدخل في صراع أشبالها، بل تتركهم يكتسبون الخبرة من تعاملاتهم مع بعضهم.
* هل يكتفي الأب أو الأم بدور المراقب فقط دون التدخل..؟؟
ـ لا يتدخلا بينهما مباشرة، وإنما هناك نوع مهم من التدخل، ويكون مع الكبير على انفراد، ومع الصغير على انفرد أيضا، فنقول للكبير: أخوك يحتاج عطفك وعنايتك به، ونقول للصغير: لا تضايق أخاك الكبير، إنه يحبك فلا تستفزه.
ولابد من الوعي بأن أطفالنا أذكياء جدا، وهذه الرسائل ستصلهم وتؤثر فيهم، ولا يجب أن ندع الصغير يستعملنا ضد الكبير حين يستفزه ويلجأ إلينا للانتصار له، فالمربي لا يصح أن يكون مفعولا به، بل يجب أن يكون فاعلا، وليترك الأطفال يختلفون ويتفقون وهو يراقب من بعيد ويتداخل بحكمة.
* وماذا عن المستوى الثاني من العلاقة بين الأبناء..؟؟
ـ المستوى الثاني هو علاقة الولد بالبنت، فهذه العلاقة فضلا عن أننا ندير الخلاف فيها بين أخوين، فإننا أيضا نسعى لتهيئة الولد ليكون زوجا في المستقبل، وتهيئة البنت لتكون زوجة، وذلك بتدريبهما على هذه العلاقة، فمثلا يتصل الولد بأخته، ويسألها هل تحتاجين شيئا أتي لك به وأنا في طريقي للبيت، ويقدم لها الهدايا اليسيرة التي تشعرها بالود.
وكذلك البنت نوجهها أن تكوي ملابس أخيها مثلا، أو تصنع له شايا أو مشروبا حين يكون منكبا على المذاكرة، وأن تهتم بملابسه وتعنتي به.
ويكون ذلك بتوجيه كل طرف على انفراد، وتحفيزه على إحسان العلاقة بشقيقه، حتى يصبح هذا السلوك سجية وشيئا عفويا في العلاقة بينهما.
*وماذا عن علاقة الأبناء المتكافئين في القوة..؟؟
ـ هذا هو المستوى الثالث، وكما فعلت مع سابقيه من التجاهل والمراقبة من بعيد أفعل معهم، كما أن هذا المستوى يحتاج إلى درس خصوصي، حين أجلس وقتا كافيا مع كل طرف على انفراد، فألوم الأول وأقول له: لم أنتظر منك أن تفعل هذا مع أخيك، وأثني عليه وأخبره أنني أؤمل فيه خيرا وأثق فيه.
وأذهب للثاني وأقول له: هل قلت لأخيك شكرا حين صنع لك كذا أو حين قدم لك هدية، فمثل هذه الأحاديث المنفردة تؤثر بشكل واضح على علاقة الأبناء مع بعضهما.
*وما الأشياء العملية التي تحافظ على جودة العلاقة بين الأشقاء..؟؟
ـ هناك أمر في غاية الأهمية، وهو يتناسب مع المستويات الثلاثة، وهو أن الإنسان بطبعه يحافظ على صناعته، فإذا كلفنا الكبير بالمذاكرة للصغير، أو عودنا البنت أن تكون مسؤولة عن أختها الصغيرة، وإذا صنع الكبير شيئا للصغير سيشعر بتحقيق الذات، وسيحبه الصغير، ويشعر أنه بحاجة إليه دائما، بل إنه سيرتبط به كارتباطه بأبيه وأمه.
المفضلات