كثيراً ما تقع الأم فريسة غضب طفلها، وتصدر منها تصرفات خارجة عن السيطرة، ممّا يدفع الطفل إلى العناد أكثر وقد يثارغضبه بشكل أكبر، ومن بعدها تأنب الأم نفسها وتندم على فعلها ذلك خصوصاً إذا قامت بضرب طفلها تأديباً، لذا إن كنتِ سيّدتي تودّين امتصاص غضب طفلك عليّك أن تبدأي بنفسك أولاً، حتّى يبعث ذلك السكينة في نفس الطفل ويحذو حذوك.


عليّك سيدتي أن تمتلكين نفسك عند غضب طفلك، فإن بادرتِ تصرفه بذات الشيء يكون من الصعب الوصول إلى حلّ أو معرفة السبب وراء هذا الغضب، وقد تتفاقم المشكلة بشكل أكبر وهذا يؤذي الطفل ونفسيّته بشكل كبير، وفي النقاط التالية نصائح لكِ لتتمالكين نفسك ما إذا غضب طفلك:


- إذا شعرتِ بالغضب اذكري الله تعالى واحرصي على الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم وكرّريها، فهذا من شأنه أن يطفئ لهيب غضبك وسخطك على طفلك.


- ما إن خطر لكِ أن تقومي بضرب الطفل، تذكري حالاً أن معاملة االرسول عليه الصلاة والسلام للأطفال كانت مثالاً يحتذى به، فهو لم يضرب طفلاً أبداً ونهى عن فعل ذلك.


- عليّكِ وضع نفسك مكان طفلك، ولا بأس إن تذكرتِ بأنك كنتِ يوّماً مثله وكانت أمك تصبر عليّك وتتغاضى عن أخطائك، فهذا من شانه أن يجعل الطفل اقرب لكِ وبذلك يتخطى عصبيته.


- لا بدّ لكِ من طرح الأسئلة التالية على نفسك، لماذا ضربت طفلي .. أهو انتقاماً لنفسكِ أم رغبةً في تأديبه ؟


إن كانت إجابتك تتمور حول أن تشفي غليلك من إزعاجه وتصرفاته السيئة، فهذا مرفوض تماماً لأن طفلك لم يكن ولن يكن إلا أمانة من عند الله أودعكِ إياها لتربيها وتحافظي عليّها، أمّا إذا كنت تريدين تأديبه فهذا من حقّك لكن عليّك باستخدام أساليب تربية أخرى أقل عنفاً وأكثر أثراً.


- تذكري كم ندمتِ في المرات السابقة على ضربك له وكم تمنيتِ لو أنك لم تفعلي ذلك.


- استخدمي أسلوب التركيز على نقاط ضعفه فهو مهما قابلك بالردّ لن يقوى على أن يتجاوز حدوده معكِ فأنت أمّه، مثلاً لا تتكلمي معه وانظري له نظرة أنك لا تكترثين فهذا من شانه أن يستفزه ويدفعه لسؤالك أو للتودّد لكِ.


- تذكري دوماً أنك قدوته، وأنه سيقلّدك في أيّ تصرف أوّ ردّة فعل، لذا تجنّبي أي أسلوب يضرّ به وبشخصيته.


وأخيراً، تذكري سيّدتي بانّكِ تُربين جيل المستقبل، وأنّك تزرعين بطفلك ألأسس السليمة ليتفادى أيّ آثار سلبية بعد أن يكبر ويتعلّم من أخطاءه، ولا بدّ لكِ أن تكوني قدوته الأولى في ذلك وأن العنف في المراحل العمرية الأولى للطفل سيء جداً لا ديينا ولا مجتمعنا يقبل به.