يأتي الطفل الجديد جالباً الفرح والسعادة لوالديه ومُعلناً لهما حياة أسرية جديدة تتضمن فرداً جديداً من العائلة، إلا أن هنالك مشاعر كامنة لا تبدو ملموسة إلا أنها محسوسة قد تظهر بعد فترة على الأب تحديداً، مثل غيرة الأب من ابنه الصغير.
فهذا الطفل بدايةً سرق وقت الأم بأكمله ولاقى منها اهتماماً كبيراً، حتى تغافلت بأن لها زوجاً يحتاج إلى اهتمام وعناية حتى يستطيع مشاركتها أعباء الحياة الجديدة، لذا يعد أمر غيرة الأب من ابنهطبيعي فهو الآن يشكل حاجز بينكِ وبين زوجك.
ولأن الزوجة هي الوحيدة التي تستطيع التخلص من غيرة الأب من ابنه عليها أن تتقبل الموضوع أولاً وتتفهم تصرفات الزوج، وهنا يأتي دور الزوج أيضاً فلا بأس إذا تحدث مع زوجته عن هذا الموضوع بشكل أو بآخر خلال وقت خاص يقضيانه مع بعضهما دون وجود الطفل حتى يتوصلون إلى قناعة لفرض حل مشترك عليهما.
وقد يكون من المفيد في بادئ الأمر اللجوء إلى الأصدقاء الموثوقين الذين وقعوا في هذه التجربة من قبل واستشارتهم، والأخذ بآرائهم بعين الإعتبار بدلاً من التوجه للحديث من الزوجة بشكل سريع فهي عانت أثناء الولادة وتحتاج الدعم حالياً، لكن من المؤكد بأنها ستتفهم وضعك بعد ذلك وتتناقش معك للتوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف ويتقاسم معها العبء المُوكل إليها.
إذا كانت غيرة الأب من ابنه أمر صعب لا يُطاق فلا ضير باللجوء إلى سؤال طبيب نفسي عن ذلك، خصوصاً للمتزوجين حديثاً لأن المولود الجديد قد أخذ الكثير من الاهتمام والوقت الذي اعتاد الزوج مشاركة زوجته فيه، فيسبب ذلك ردة فعل سلبية لديه، وسيساعد الطبيب هنا في الإستماع جيداً ومحاولة الوصول إلى الحل الأمثل.
من السيء جداً إهمال الموضوع وعدم التحدث به أبداً فهذا من شأنه أن يسبب مشاكل نفسية وزوجية، وعلى الأب أن يتقرب من طفله أكثر ويساعد زوجته في العناية به للتخلص من المشاعر السلبية التي تنابه من غيرة وغيرها، ولا بدّ من مساعدة الزوجة لزوجها في ذلك.