• يعتبر طلاق الوالدين من الامور التي لها تأثير كبير على أطفالهم، حيث أن رد فعل الطفل الأولى كثيراً ما يكون متمثلاً في الحزن والغضب والإحباط والقلق والصدمة، ومن الضروري لفت الانتباه أيضا إلى أن الطفل قد يخرج من تجربة طلاق والديه أكثر قدرة وقوة على التعامل مع الضغوطات المختلفة وأكثر تسامحاً مع الآخرين.

    وهناك بعض الأمور الأساسية أو الخطوات التي يلتزم الأب والأم لمساعدة الطفل على تخطي تلك المحنة مثل إبعاد الطفل عن أن يكون شاهداً على أي نقاشات حادة أو مناقشة الأمور القانونية، محاولة الحفاظ على الروتين اليومي للطفل، وعدم تصرف أي طرف بسلبية تجاه الطرف الآخر، وبالتأكيد الحرص على أن يظل كل من الأب والأم جزءاً أساسياً من حياة الطفل.

    عندما تتأكد الأم من أن أمر الطلاق سيكون نهائياً، ينبغي عليها أن تبدأ في التحدث مع الطفل عن كيف أن والده سيترك المنزل، وسيعيش كل منهما بمفرده. وبالرغم من أنه لا توجد طريقة سهلة لإخبار الطفل بالأمر إلا أنه من الأفضل أن يكون كل من الأب والأم موجودين أثناء إخبار الطفل بموضوع الطلاق، مع الحرص على محاولة إبعاد أي مشاعر مثل الغضب والذنب عن مناقشة هذا الأمر مع الطفل. كما ينبغي على كل الوالدين التدرب على إخبار الطفل بالموضوع دون أي مشاعر غضب قد تظهر عليهما.

    وبالرغم من أن مناقشة أمر مهم وحيوى مثل أمر الطلاق يجب أن يكون ملائما لمرحلة الطفل العمرية وشخصيته، تبقى هناك حقيقة واحدة يجب أن تصل للطفل، وينبغي على الوالدين تعريف الطفل بأن ليس له أي ىعلاقة بما يحدث بين والديه، لأن الطفل قد يشعر في تلك اللحظة أنه الملام على الكثير من الأمور أو أنه السبب في طلاق والده ووالدته، ولذلك يجب على الأم أن تعمل دائماً على طمأنة طفلها فيما يخص هذا الأمر.

    امنحي طفلك كمية كافية من المعلومات ليكون جاهزاً للتعامل مع التغيرات التي ستحدث في حياته واحرصي على أن تقومي بالإجابة عن أسئلته بكل صدق. واعلمي أن طفلك لا يحتاج لأن يعرف كل تفاصيل وأسباب الطلاق خاصة لو كانت تتضمن لوماً للطرف الآخر.

    وإذا كان طفلك كبيراً في السن بعض الشيء أو في سن المراهقة فسيمتلك العديد من الأسئلة بخصوص ما يحدث أو ما سمعكما تتحدثان عنه. قد يكون طفلك من النوع الذي لن يقوم بإصدار رد فعل فوري، فقد يتصرف طفلك كأن كل شيء على ما يرام لإسعاد والديه أو قد يحاول الطفل تجنب مشاعره حتى يبدو أنه لا يشعر بأي حزن أو غضب بسبب ما يحدث.

    وإضافة إلى ما سبق، احرصي على تقديم الدعم المناسب لطفلك واحرصي على الجلوس معه للتحدث في مختلف الأمور أو يمكنكما أن تخرجا للتمشية معاً، واحرصي على أن يكون تعاملك مع والد الطفل بطريقة حضارية وخصوصاً إذا كنتما تتحدثان أمامه.