• كنت تنتظرين هذا اليوم بفارغ الصبر، يوم يبدأ طفلك الصغير ذو العامين، بتفسير ما يقوله، بحيث يصبح كلامه أكثر وضوحاً وأكثر تناسقاً.هو يوم سعدك، أفضل أيام حياتك، تشعرين بأنك الأغنى والأسعد، هذا اليوم الذي انتظرته.فكيف ستتعاملين معه، ومع أسئلته، وماذا يريد، وكيف توجهينه، هذه بعض الأسئلة التي من الممكن أن تطرحيها على نفسك، وإن أومئت بالإيجاب
    فهذا دليل على أن مثل هذه الأسئلة طرحت في نفسك، وربما يكون هذا الموضوع ذو فائدة للإضطلاع .

    بدأ الحديث.... ماذا تتوقعين منه؟
    إنه يتحدث بسرعة، ويسأل كثيراً، ويريد أن يعرف كل شيء في لحظة واحدة فقط، وأنت تحتارين بين أن تجيبي عن أسئلته، وبين أن تسكتيه بسبب كثرة ثرثرته، إنه ثرثار هكذا تخبرين نفسك، ولكن سيدتي إن كنت في مثل هذه الدوامة، فأنت لست وحدك لأن معظم الأطفال في سن العامين يتصرفون مثل هذا التصرف، وبالتالي فهو تصرف طبيعي 100%.
    إن طفلك في هذا العمر، لم يعد يرغب بالإستماع بعد اليوم، فقد كفاه قبل هذا العمر أن يستمع لكل أحاديثكم التي ربما أعجبته أو أشعرته بالملل.في هذا السن، يرغب أن يتعلم لعبة الكلام، كما تعلم سابقاً لعبة الإستماع، لذلك سيبقى يتكلم، ويتكلم، ويتكلم، وأنت يجب أن تستمعي إليه، هذا ما يطلبه منك، وربما هذا حقه الآن سيدتي أن تصبري وتستمعي إليه، لتستطيعي أن تعززي ثقته بنفسه، وتصححين بعض الألفاظ الخطأ التي من الممكن أن ينطقها، فجيب أن تلاحظي سيدتي إنه في هذا السن، لن يستطيع أن يتحدث كخطيب أو أستاذ جامعي، فإنه سيخطئ بنطق بعض الألفاظ، وهو ما يجب عليك أن تصححيه له، حتى ينشأ على النطق السليم.
    ماذا ستسمعين؟ في هذا السن، يبدأ الطفل بتنسيق جمل أطول، وأكثر وضوحاً، فسوف ترين أنه يتحدث بطريقة أفضل من عامه الأول، سيفسر لك كلماته بطريقة أفضل كثيراً، هذا بالإضافة إلى أنه يصبح يتحدث عن مشاعره بطريقة أفضل، سيخبرك عن ألمه، رغباته، أحلامه، حتى مخاوفه، صحيح أن كثير من الكلمات ستضيع معه ولكنه يحاول جهده، وأنت أيضاً سيدتي عليك أن تساعديه على تطوير مهاراته اللغوية، لينشئ سليماً.
    في البداية ستكون الضمائر، مثل أنا، أنت، لي، فيها بعض اللخبطة، ولكنه سيتعلم سريعاً كيف يستخدم الضمير الصحيح، وهو ما يحتاج منك أنت أيضاً مساندة، في بادئ الأمر ستزيد مفرداته من 50 – 300 كلمة، وهو يعتمد على طريقة إستجابتك لأسئلته، وتصحيح كلماته، وتشجيعه على النطق.
    إن رغبت في أن تتطور مهارات ابنك، فما عليك إلا أن تتعاملي مع موضوع تعليمه بطريقة أنها لعبة يستمتع بها، حتى يستجيب بطريقة سلسة وطبيعية ومريحة.إن مجاراة الكبار في النطق يعد أمراً مرهقاً للطفل الصغير، لذلك دائماً وأبداً سيدتي يهمس الخبراء في أذنيك أن تتحلي بالصبر، حتى تستطيع أن يحقق مرادك أن يكون طفلاً سليماً، وطبيعياً.وعليك سيدتي الحذر من مقارنة الأطفال ببعضهم البعض، فإن تأخر نطقه، أو تعثره بكلمات لا يتعثر بها غيره، لا يعني أن طفلك غبي أو يعاني من خطب ما، فمهارات الأطفال تختلف، ولذلك عليك بملاحظة الأمر، والانتباه إلى أي خلل قد يعاني منه طفلك الصغير.
    ابتسمي معه، وساعديه على التعود على النطق السليم، هنالك بعض الحروف مخارجها في هذا السن ليست بالسهلة، لذلك الهويدا الهويدا معه، إنه فلذة كبدك التي لا تستطيعين العيش بدونه.بالنسبة له، عليك أن تعلميه كيف يجيب عن الأسئلة السهلة، مثل من هو؟ ما اسمه! واسم أبيه! وعائلته!
    كم عمره! ما جنسه! ماذا يحب أن يأكل! هل يرغب بارتداء هذه الكنزة أم تلك! وهلما جرا
    هو يحتاج إلى بعض الوقت ليعتاد الإجابة السليمة، وهو ما ينظره منك ومن أبيه، ومحبيه.وليكن في معلومك سيدتي إن مهارات الأطفال اللغوية تتطور بسرعة كبيرة، لذلك عليك أن تساعديه لتطوير مهاراته بأفضل وأسهل طريقة ممكنة.ما يمكنك القيام به؟أشار الخبراء إلى أن القراءة للأطفال في هذا السن، ستزيد من الحصيلة اللغوية التي تعينه على تطوير مهاراته. وقالت دراسة أمريكية
    إن الكتب المخصصة لهذا السن، تساعده على زيادة مفرداته، خاصة وأنه سيربط بين الكلمات والصور التي تعبر عنها الكلمات، وهو أمر شيق بالنسبة له ومسل، ووسيلة لتطوير المهارات لطيفة، من الممكن أن تستخدميها سيدتي، بكل بساطة، وهذا الوقت سيساعدك على تطوير العلاقة الحميمية بينك وبين صغيرك بحيث يشعر أن وقت القراءة من أجمل الأوقات التي سوف يحصل عليها مع والدته.
    يقول ديزموند كيلي، وهو طبيب أطفال تمنية السلوك الذي يعمل مع الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم واللغة في معهد العقول بتشابل هيل، ولاية كارولينا الشمالية إن "القراءة للطفل الصغير تسعده وتطور مهاراته اللغوية وأيضاً الإدراكية، وتساهم في تطوير ثقته بنفسه، وبشعور بالفخر عندما يستطيع أن يربط بين الكلمة والصورة".ويتابع حديثه بأن "مجرد الحديث مع طفلك يساعد، فإن الحديث مع الطفل يساهم في تطوير مهاراته اللغوية وأيضاً الاجتماعية، والإتصال مع الآخرين، وهو ما يحتاج له لنمو سليم، عقلياً وجسدياً".
    سيدتي تعددت الطرق والهدف واحد وهو تطوير مهارات طفلك الصغير اللغوية، وها هو هذا الصغير الذي كان بالأمس القريب رضيعاً أصبح الآن يحاول أن يشق طريقه في مشوار حياته الطويل.