ثمة دراسة علمية حديثة تؤكد على وجود تأثير لبعض أنواع ألعاب الأطفال على أدمغتهم وسلوكياتهم، وخاصة تلك التي تصدر اصواتا مشجعة الطفل على القيام بحركات الضرب، أو التي ترسم له العالم بصورة جديدة، وهذه جميعها قد تترك أثرا مركبا على دماغه.
ويقول الباحثون أن هذه النتائج تثبت أن الألعاب الهادفة التي تنّمي المهارات التعليمية عند الطفل قد تترك أثرا مؤقتا على الأدمغة الفتية، ويتبناها صاحبها فيما بعد عند وصوله سن البلوغ.
الباحث إيريك كند سون، الأستاذ في كلية الطب بجامعة ستانفورد، قال في تقريره:" هذا العمل يؤكد أهمية استثارة خبرات الأطفال منذ صغرهم.. فالتعلم المبكر يمكن أن يترك تأثيرات تدوم طويلا على تضاريس الدماغ".
الدراسة التي تم نشرها في العدد الأخير من المجلة الالكترونية (Nature Neuroscience ) أجريت على الحيوانات، وبالتحديد على البومة، حيث تابع العلماء تأثير التلقين المبكر في جزء من الدماغ لديها، والذي استعملته في رسم خرائط فضائية بالاعتماد على الأصوات، ومنها صوت الفأر أو حفيف أوراق الشجر، وراقبوا بعد ذلك استخدام البوم لتلك الخرائط في تحديد مكان فريستها.
وتبين أن البوم، الذي ألبس نظارات خاصة واقية تحجب عنه الرؤيا من الطرفين فينظر من جهة واحدة فقط ، أضاع عليه فرصة تحديد مكان الفريسة التي ينوي اصطيادها.
ولكن بعد إخضاعه للتبادل بين جهة وأخرى في الرؤية وسماع الأصوات استطاع البوم الفتي أن يغّير الخريطة التي شكلها في دماغه بما يوفر له التقاط الفريسة، وذلك عن طريق تشكيل خلايا جديدة في الدماغ تنقل التنبيه الذي يربط الصوت بالصورة، وهذا ما تم تأكيده بعد فترة من الزمن مرت على تلك البوم إلى حين تقدمه في العمر قليلا.
وحسب ما جاء في الدراسة، وأكده البروفسور كند سون، فيمكن تطبيق النتائج النظرية على الأطفال.
وتشير النتائج إلى أن هناك أجزاء من الدماغ تساعد حواس الأطفال وتترجم لهم العالم المحيط بهم، ويمكن أن تتأثر بشدة بالتعليم والتجارب المبكرة للطفل، والألعاب التعليمية التي تحّرض الأدمغة الفتية وتشجعها على اكتشاف العالم بطريقة جديدة قد تساعد في تكوين أدمغتهم بالمستقبل.