اختيار رياض الأطفال
من أكبر المشكلات التي تواجهها الأمهات اختيار روضة الأطفال الملائمة لصغيرها أو لصغيرتها والتي تحقق لها وللصغير أكبر قدر ممكن من الطمأنينة والأمان وتعده أفضل لمستقبل مزهر بأمر الله، ولذلك يرى البروفيسور سبارو أن أول شيء يتعين على الأم والأب أخذه في الاعتبار أثناء دراستهما لفضل روضة أطفال سيلحقون بها صغيرهم هو ما إذا كان معلمو معلمات تلك الروضة يفهمون أنهم ليسوا هناك لمساعدة ودعم الطفل فقط ولكن لمساعدة الوالدين أيضاً، كذلك ما إذا كان المعلمون سيسمحون للآباء والأمهات بالبقاء في فصل طفلهم الدراسي خلال الأيام الأولى لالتحاقه بالروضة وذلك لتأهيله بالشكل الكامل للتغيير الجديد في حياته ومدى استعداد المعلمين والمعلمات لتقديم تقرير يومي للوالدين عن نجاحات وإخفاقات الطفل.
ويشدد سبارو مجدداً على أهمية أن تتوقع الأم والأب احتمال مقاومة الطفل الذهاب لحضانته لبضعة أيام وربما لأسبوع أو لأسبوعين، كما يطالب الوالدين بأن يتوقعا أيضاً من الطفل نوبات غضب حين يراهما في ختام يومه الدراسي لكنه يوضح أن الذي يساعد أكثر في ذلك هو إمكانية تسلل الأم مثلاً إلى فصل الصغير ورؤيتها له قبل أن يراها حيث يكون بمقدور الأم رؤية ما يفعله صغيرها، فإذا كان الطفل يركز انتباهه على معلمته وهي تقرأ قصة أو مشغولاً بحوار أو لعب بشكل متفاعل مع طفل آخر أو باللعب بشيء مع طفل يلهو بلعبة مثلاً فهذه مؤشرات إيجابية وكلها جيدة، أما إذا كان هائماً بلا هدف أو جالساً في ركن وعلى ملامحه يُخيم شبح الحزن فهذه إمارات غير جيدة.
الانفعال.. هل هو مقلق؟!
بعض الأطفال تحدث لهم نوبات انفعال عاطفي حين يرون الأم أو الأب لدى وصولهم لروضة الأطفال لإعادتهم للبيت عند نهاية اليوم الدراسي... فهل هذا أمر يثير القلق؟!
البروفيسور سبارو يقول إن ذلك لا يعني أبداً أن الصغير أو الصغيرة لم يكن، أو تكن، سعيداً في يومه، وكل ما يقصده الصغير من ذلك هو التعبير عن افتقاده لك يا أمه أو يا أباه وبوسعه أخيراً أن يغدق عليك بمشاعره التي كان يحاول كبحها طوال اليوم.
وحقيقة افتقاد الطفل لأمه وأبيه لا تعني أن روضة الأطفال التي يلتحق بها سيئة أو غير مفيدة له ويمكن هناك للأم أن تؤكد للطفل افتقادها له أيضا بقولها "وأنت أيضاً أوحشتني وكنت مشتاقة طوال اليوم لرؤياك لأننا نحب بعضنا ونسعد جدا بوجودنا معا".