كيف تفرق بين الخيال والكذب عند الأطفال؟


قد يأتي إليك طفلك الصغير ويروي لك قصة كاملة لم تحدث في أرض الواقع.. بل هي من خياله البحت ولكنه في أحيان أخرى أيضاً يروي لك أحداثاً قد تعتبرها كذباً كأن يشي بإخوته أو أقرانه في المدرسة كذباً.. فكيف يمكن لك أن تفرق بين الخيال والكذب في حديث ابنك؟
عن سلوك الكذب عند الأطفال تدور مطبات تربوية لهذا العدد ونستضيف فيها د. موسى الجويسر وهو باحث في علم النفس وممارس في علم هندسة النجاح وحاصل على ترخيص الجمعية الأمريكية للسمات النفسية.

أسباب الكذب
ما الأسباب التي تجعل الطفل يكذب وما صفات الطفل مستقيم السلوك؟
الطفل الحسي والحدسي
يقول د.موسى الجويسر: هناك نوعان من الأطفال:
1- الطفل الحسي ( الواقعي): وهذا الطفل دائماً نجد أنه ذو فكر نظري للغاية فإذا لاحظته مع ألعابه فستلاحظ أنه يلعب بألعابه بنفس الطريقة المخصصة للعب بها، ولا يوجد لديه أي نوع من أنواع الإبداع والتغيير وهو يفضل الحقيقة عن الخيال.. فنجده يتقبل منك الحقائق والأشياء الواقعية فإذا أعطيته كتاباً تجده يقرأ كلمة كلمة وببطء ولكنه يحفظها.. فيمكن أن تلاحظ الأم عندما تقوم بتدريس ابنها أنه يقرأ خطوة خطوة.. فهذا الطفل يحب الإرشادات المنظمة، والأشياء الفوضوية لا يستطيع هضمها لأن مخه مرتب، وهذا الطفل يبدأ من نقطة محددة ثم يركب عليها شيئاً فشيئاً إلى أن يصل إلى التصور كوحدة كاملة.
والطفل الحسي يكون خياله واقعياً أي يتخيل الأشياء الموجودة فعلاً ولا يتخيل الأشياء الغريبة حتى الوالدين يلاحظون على طفلهم هذا أنه لا يتخيل ويعتقدون أن هناك مشكلة ولكن هذا يعد طبيعياً لنوعية الطفل الحسي.
2- الطفل الحدسي ( الخيالي): يغلب على هذا الطفل الكلام وهو صاحب خيال إبداعي إلى أبعد الحدود وتجده مع ألعابه يعاملهم كأنهم أشخاص ونراه يتكلم على الهاتف مكالمة طويلة وكأن شخصاً ما يحدثه وهو يستطيع أن يؤلف لك قصة من الألف إلى الياء وتكون قصة خيالية بنسبة 100% لا أساس لها في الواقع.
ميزة كبيرة

ويتابع الجويسر قائلاً: وإذا كان هناك نوعان من الأطفال. الطفل الحسي الواقعي والطفل الحدسي الخيالي.. فالمشكلة تكون في الطفل الخيالي حيث إنه كما قلنا يستطيع أن يؤلف قصة من الألف إلى الياء لا أساس لها من الواقع وهذا لا يعني أن الخيال عيب يزعج الوالدين بل على العكس هو ميزة كبيرة أيضاً فالخيال يدفع الطفل للإبداع والتمييز وكثير من العظماء من العلماء كانوا يملكون خيالاً خصباً .. ولكن المشكلة عندما لا يتجه هذا الخيال إلى الإبداع والتميز ويتوجه للكذب..

الخيال والكذب
كيف أستطيع أن أفرق بين الخيال والكذب عند ابني؟ فهو يأتي لي بقصة كاملة فكيف أعرف أن ما يقوله حقيقة أم كذب!

دور البيئة
يجيب د. الجويسر: لا يوجد مقياس نستطيع أن نتعامل به مع الأطفال فالطفل يتصرف من البيئة التي حوله. فالطفل الواقعي الذي إذا ما تعلم من المجتمع المحيط به السلوك الجيد فإنه سوف يتابع وتصبح عادة جيدة لديه والعكس صحيح إذا تعلم السلوك السيء فسيصبح هو الآخر عادة لديه.. وإذا سرد الطفل الواقعي قصة فيها خيال نوعاً ما فيجب أن أعرف أن طفلي يكذب أما إذا كان طفلي أصلاً خيالياً ويستطيع أن يؤلف قصة خيالية 100 % فعندما يقول لي قصة فالانطباع الأول سيكون أنها خيال ولكن يجب أن ننتبه ولا نغلق تفكيرنا يجب أن أتكلم معه وأتناقش معه لأعلم هل هو فعلاً يتكلم عن خيال أم يعكس واقعاً.