أظهرت نتائج دراستين مختلفتين أن تمارين رفع الأثقال تقوي الذاكرة وتقلل خطر الإصابة بمرض السكري .


فقد وجد باحثون بجامعة جورجيا الأمريكية أن ممارسة رفع الأوزان لمدة 20 دقيقة تُنشط الذاكرة وتُكسبها قوة وتُدربها على التذكر بنسبة 10% على المدى الطويل .


أجرى الباحثون اختبارات على عدد من المتطوعين بممارسة بعض رياضات التحمل مثل القرفصاء واستخدام الأجهزة داخل صالات الجيم لمدة لا تزيد على 20 دقيقة، وقبل التدريب عُرض عليهم 90 صورة على شاشة الكمبيوتر، وبعد مرور 48 ساعة من ممارسة رفع الأوزان وبعض الرياضات الكثيفة، عُرض عليهم 180 صورة، 90 صورة تم رؤيتها سابقاً مخلوطة مع 90 صورة جديدة، واختبار قوة ذاكرتهم في استعادة الصور التي عُرضت عليهم للمرة الأولى ورصدها .


وتمكن المتطوعون من استعادة 60% من الصور التي شاهدوها في أول تدريب، وخلال فترة الدراسة، وكان يقاس لكل متطوع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب بصفة منتظمة .


كما وجدت دراسة ثانية أن رفع الأثقال خمس مرات في الأسبوع يمكن أن يقلل خطر داء السكري من النمط 2 بنحو الثلث، وإذا أُضيف إلى ذلك التمرينات الرياضية فيمكن أن يقل الخطر بنحو 60% .


وقال الباحثون إنه حتى التدرب برفع أثقال خفيفة كان له تأثير في السكري من النمط 2 حيث إنه مهم لأولئك الذين لا يقدرون على التمرينات الرياضية . لكن الجمع بينهما كان له أكبر الفوائد .


ومن المعلوم أن داء السكري من النمط 2 يؤثر في نحو مليوني شخص في بريطانيا، وكثير منهم لا يعلمون أنهم مصابون به . وهو مرتبط إلى حد كبير بالوزن الزائد وفعلياً يزيد خطر الإصابة بنوبة قلبية .


وقام الباحثون من جامعة هارفارد الأمريكية وجامعة سثرن دنمارك بمتابعة 32 ألف رجل طوال 18 سنة .


وكانت فوائد تدريب رفع الأثقال والتمرينات الرياضية مستقلة عن بعضها، وهو ما يعني أن المشاركين قل لديهم خطر السكري بأداء تمرين واحد فقط لكن تأثيرت الجمع بينهما كانت أكبر .


وقال كبير معدي الدراسة أنديرس غرونفتيد "الدراسات السابقة سجلت أن التمرينات الرياضية لها أهمية كبيرة للوقاية من السكري من النمط 2 . لكن كثيراً من الناس يجدون صعوبة في مواصلة التمرينات الرياضية، والنتائج الجديدة تشير إلى أن تدريب رفع الأثقال يمكن أن يخدم إلى حد كبير كبديل عن التمارين الرياضية للوقاية من هذا النوع من السكري" .


وخلال الدراسة طُلب من المشاركين ملء استبيانات كل سنتين عن أساليب حياتهم، وأخذ في الاعتبار عوامل أخرى مثل مشاهدة التلفاز وتناول الخمر وأي تمارين أخرى وتاريخ الأسرة مع المرض .


ووجد الباحثون أن الرجال الذين أدوا تدريب رفع الأثقال بين دقيقة و59 دقيقة كل أسبوع قل لديهم خطر السكري من النمط 2 بنسبة 12% مقارنة بأولئك الذين لم يفعلوا شيئاً .


وبالنسبة لأولئك الذين أتموا ستين و149 دقيقة من تدريب رفع الأثقال انخفض الخطر لديهم بنحو الربع، وأولئك الذين بذلوا أقصى جهد بما لايقل عن 150 دقيقة قل لديهم الخطر بمقدار الثلث .


أما التمرينات الرياضية مثل الجري فقد كان لها تأثير مماثل مع انخفاضات بنسبة 7 و31 و52% على التوالي .


ومع ذلك فالرجال الذين أدوا تمرينات رياضية لأكثر من 150 دقيقة وكذلك ما لا يقل عن 150 دقيقة من تدريب رفع الأثقال أسبوعياً انخفض لديهم خطر المرض بنسبة 59% مقارنة بأولئك الذين لم يفعلوا شيئاً .


وقال الأستاذ فرانك هيو، وهو كبير معدي الدراسة بقسم التغذية وعلم الأوبئة بجامعة هارفارد، إن الدراسة تقدم دليلاً واضحاً على أن تدريب رفع الأثقال له تأثيرات مفيدة في خطر السكري من النمط 2 إضافة إلى التمرينات الرياضية، حيث إنها تزيد الكتلة العضلية وتحسن حساسية الأنسولين . ولتحقيق أفضل النتائج للوقاية من السكري يمكن دمج تدريب المقاومة مع التمرينات الرياضية .


وكشفت دراسة أخرى أن الناس الذين لديهم هذا النوع من السكري يمكن فعلياً أن يقللوا خطر الوفاة مبكراً من مضاعفات المرض إذا مارسوا الرياضة . وأولئك الذين كان يمارسون نشاطاً معتدلاً قل لديهم خطر الوفاة من أمراض القلب بنحو النصف ومن أي سبب آخر بنحو 38% .


والنشاط المعتدل يقصد به هنا الناس الذين لديهم وظائف تتطلب جلوساً طويلاً لكنهم يركبون الدراجات الهوائية أو يسيرون في أوقات الفراغ، أو أولئك الذين لديهم وظائف تتطلب الوقوف معظم الوقت .


وأضاف خبير آخر أن تأثير التمارين الرياضية على معدل الوفيات كان أكبر مما كان متوقعاً من العقاقير .


وفي السياق نفسه يقول الدكتور باري فرانكلين الخبير في إعادة تأهيل مرضى القلب في مستشفى وليام بومنت في ميشيجان إنه يوجد الآن أدلة متزايدة بأن رفع الأثقال يمكن أن يغير عدداً من العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب .


ويضيف فرانكلين أن تمارين رفع الأثقال تحسن من تأدية عضلات القلب لوظائفها من خلال خفض ضغط الدم ومعدل خفقان القلب عند رفع الأثقال أو حمل الأشياء، مضيفاً أن هناك أيضاً دليلاً على أنها تخفِّض من مستويات الكوليسترول والشحم في الدم .


كما برهنت دراسة أخرى نشرت في مجلة طبية أخرى تابعة للجمعية، وهي مجلة هايبرتنشون، على أن تمارين الوزن تساعد على تخفيف ضغط الدم . ويقول الدكتور جورج كيلي، كبير الباحثين في جامعة شمال إلونوي، إنه على الرغم من أن انخفاض ضغط الدم الذي يحدث بسبب هذه التمارين ليس كبيراً، إلا أنه يبقى مهماً من حيث تأثيره في تقليص مخاطر الإصابة بالجلطة القلبية . وقد وجد فريق الدكتور كيلي أن الناس الذين يمارسون رفع الحديد بانتظام تمكنوا من تقليل ضغط الدم الانقباضي، الذي يحصل عندما تكون حركة القلب على أشدها، بحوالي 2 في المئة . بينما يقلص من ضغط الدم الانبساطي، الذي يحدث عندما يكون القلب في حالة راحة، بنسبة أربعة في المئة .


كذلك أظهرت الدراسة أن التمارين تقلل من الشحوم في الجسم وتزيد من قوة العضلات، إذ بدا ذلك واضحاً عند من شارك في الدراسة، بنسبة 15 إلى 62 في المئة . ويقول الدكتور كيلي إن تمارين الوزن تساعد على تقوية العظام وبناء عضلات قوية جداً وتقلل من نسبة الشحم وتقلص من الخصر .


وكلما ازداد حجم العضلات ازداد مستوى عمليات الأيض، وهذا بدوره يحتاج إلى حرق المزيد من السعرات الحرارية كل يوم .


ويحذر الباحثون من أن الأشخاص الذين يعانون أمراض القلب أو الدم عليهم أن يستشيروا الأطباء قبل البدء بممارسة تمارين الوزن .


وقد أصدرت جمعية القلب البريطانية بياناً قالت فيه إن النشاطات الجسمانية، مثل المشي والسباحة واستخدام الدراجات الهوائية، مفيد للجهاز العضلي . وأضافت الجمعية أنه من المفيد ممارسة تمارين الوزن والنشاطات العضلية الأخرى، لكنها قد تضر بالناس المصابين بضغط الدم وبعض حالات القلب .