أظهرت نتائج ثلاث دراسات جديدة بشأن الزهايمر أن النساء غير المتزنات ومتقلبات المزاج أكثر عرضة من غيرهن للإصابة بهذا المرض، والذي يمكن استعادة الذاكرة المفقودة للمريض المصابين به، والذين تبين أنه يمكنهم تذكر المشاعر لفترة أطول .


في الدراسة الأولى التي أجراها باحثون من جامعة جوتنبرغ السويدية، ونشرت نتائجها في مجلة "نويرولوجي" العلمية، قام فريق الباحثين بإشراف الدكتورة لينا جونسون بمراقبة 800 امرأة طوال 38 عاماً، وقاموا بفحص درجة العصابية التي تعانيها هؤلاء النساء على مدار تلك الفترة عن طريق طرح بعض الأسئلة عليهن .


والمعروف أن العصابية تشمل بعض السمات الشخصية كالحسد والشعور بالكآبة وسرعة تقلب المزاج والميل إلى العصبية، وكذلك الميل للوقوع تحت ضغط عصبي .


وعادة ما يميل الأشخاص العصابيون إلى الشعور بالغضب وبالخوف والإصابة بنوبات اكتئاب .


وتبين للباحثين أن 153 امرأة ممن تمت مراقبتهن أثناء إجراء هذه الدراسة عانين أحد أمراض عته الشيخوخة، وعلى رأسها الزهايمر لدى 104 سيدات منهن .


كما اكتشف الباحثون أن اللائي أظهرت الاختبارات أنهن يتسمن بالعصبية، تضاعف معدل إصابتهن بالزهايمر عن نظيراتهن اللائي كانت معدلات العصبية لديهن منخفضة أثناء الاختبارات، ولكن الباحثين أكدوا أن معدل الإصابة بأمراض الخرف ارتبط في المقام الأول بما إذا كانت هؤلاء النساء تعرضن للضغط العصبي على مدار فترة زمنية طويلة أم لا .


وفي الدراسة الثانية التي أجراها باحثون من جامعة كاليفورنيا الأمريكية على 10 مرضى أخيراً، أظهرت النتائج تحسناً في ذاكرة 9 منهم بعد فترة علاج استمرت ما بين 3 إلى 6 أشهر .


وتشير هذه النتائج التي أعلنها الباحثون إلى إمكانية استعادة الذاكرة المفقودة لمريض الزهايمر . وأعرب مؤلف الدراسة البروفيسور دايل بريدسن من مركز أبحاث الجامعة عن أمله في أن تمهد نتائج الدراسة الطريق للعلاج الفعّال الأول، لمرض الزهايمر، منذ اكتشافه قبل 100 عام .


وبالمقابل توصلت الدراسة الثالثة التي أجراها باحثون من جامعة أيوا الأمريكية إلى أنه على الرغم من أن الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر ينسون الأشياء بشكل سريع، إلا أنه يمكنهم تذكر المشاعر المصاحبة لحدث ما لفترة أطول .


وفي إطار الدراسة تم لمدة 20 دقيقة عرض مجموعة متتالية من الأفلام كانت تحتوي على أحداث سعيدة أو حزينة على مرضى بالزهايمر وأشخاص أصحاء .


وبعد ذلك بخمس دقائق سئل المشاركون في الدراسة عما في وسعهم أن يتذكروه من هذه الأفلام . وكما كان متوقعاً، فقد كانت درجة تذكر محتوى الفيلم لدى الأشخاص الذين يعانون الزهايمر أقل بصورة كبيرة من المشاركين الأصحاء، بل إن بعضهم لا يتذكرون أنهم شاهدوا فيلماً من الأساس . لكن مشاعر الحزن أو السعادة التي أثارتها الأفلام ظلت لديهم لمدة نصف ساعة بعد انتهاء عرض هذه الأفلام .


وما أثار الدهشة هو أن الشعور بالحزن ظل لمدة أطول لدى المصابين بالخرف، لكنهم كانوا أقل قدرة على تذكر الفيلم نفسه .


واختتم الباحثون ملاحظاتهم بتوجيه رسالة مشجعة لأقارب وأحباء المصابين بالخرف وهي: حتى وإن كان من يعاني هذا المرض غير قادر على تذكر زيارة ما، فإن المشاعر الإيجابية المصاحبة لها يمكن أن تستمر لزمن أطول بعدها