بعض الناس نادرا ما يمرضون، وغالبا ما تراهم يفورون بالطاقة والحيوية والنشاط، انهم لا يسمنون . . ولا تضعف ذاكرتهم . . فما هو سر هؤلاء؟ عندما اجرى اخصائي التغذية الشهير باتريك هولفورد اكبر دراسة بريطانية من نوعها عن الصحة والتغذية شملت استطلاع رأي ما يزيد على 55 الف شخص، اظهرت النتائج انه لكي تكون خارقا من الناحية الصحية فإن كل ما تحتاج اليه هو تنفيذ الوصايا العشر البسيطة التالية، وان تجعلها نبراس حياتك، وان تتطلع دائماً إلى حياة اكثر صحة وسعادة .


1- اهضم طعامك جيداً

ان الفاعلية التي تتم بها عملية هضم الطعام تؤثر في سلامة العقل، وتلعب دورا في اطالة العمر، وهي التي تجعلك تشعر بالطاقة أو بالتعب . وان سر عملية الهضم الصحي يكمن في تناولنا للأطعمة الصحية والتخلص من فضلاتها كما ينبغي .

وفي الدراسة التي اجراها الدكتور هولفورد وجد ان الذين يأكلون الفواكه الطازجة، والبذور، والاسماك والخضروات قدموا افضل الاجوبة عن الاسئلة الصحية . فالعديد من انواع الطعام، مثل الفواكه والخضروات تحتوي على انزيمات تساعد على عملية هضمها، ولكن هذا يحدث فقط في الاطعمة التي يتم تناولها طازجة أو مطبوخة قليلا “مثل سلقها” .

كما ان عملية مضغ الطعام تصنع فرقا كبيرا . فالإنزيمات الموجودة في اللعاب تكسر الكربوهيدرات، ولذلك واصل المضغ حتى تتكسر كافة البقايا .

ومما يشاع انك لا تستطيع هضم الوجبات التي تحتوي على البروتينات والكربوهيدرات في وقت واحد، ولكن هذا غير صحيح، فالصحيح هو ان البروتينات تهضم في المعدة في عملية قد تستغرق ساعة أو اثنتين، اما الكربوهيدرات فإنها تهضم اسفل المعدة قليلا في الامعاء الدقيقة . فاذا اكلت وجبة غنية بالبروتينات واتبعتها بسلطة فواكه، فإن الفواكه يمكن ان تعلق في المعدة وتبدأ في التخمر، ولهذا، فإنه يفضل بشكل عام ان تأكل فواكه طرية على شكل وجبات خفيفة متفرقة، وألا تأكلها مع وجبات الطعام الاساسية .

ومن المعروف أن الغاية من الغذاء هي تزويد الجسم بالمواد اللازمة لإمداده بالطاقة الكافية حتى يتمكن من أداء وظائفه بالشكل المطلوب، اما وظائف الجهاز الهضمي فهي إحداث تغيرات كيماوية في الأغذية كي يصبح الطعام معدا للامتصاص .

إن الهضم يبدأ من الفم فيعجن الطعام باللعاب الذي يحول المواد النشوية إلى مواد سكرية ثم يندفع الطعام إلى المعدة مارا بالمريء حيث تستمر عملية هضم المواد النشوية بفعل اللعاب وفي نفس الوقت يبدأ هضم طبقات الطعام الملامسة للمعدة بفعل إفرازاتها حتى يأتي على كمية الطعام كلها فتندفع كتلة الطعام المهضومة جزئيا نحو الأمعاء مارة بالقسم المسمى الاثنى عشر كي تتم أهم العمليات الهضمية في الأمعاء الدقيقة بفعل الإفرازات المتعددة حيث يمتص الجسم الجانب الأكبر من نواتج المواد المهضومة وبعدها يصل الطعام إلى الأمعاء الغليظة ثم المستقيم “خزان الفضلات” الذي ينتهي بالإست “فتحة الشرج” .

والمعتاد أن يظل الطعام الصلب في المعدة مدة تتراوح من ساعتين إلى أربع ساعات أو أكثر “حسب نوعية الطعام وكميته” بعكس السوائل التي تمر بسهولة وسرعة أكثر علما بأن العوامل النفسية لها تأثير فعال بتحسين عملية الهضم وعدمه .

هنا يكمن السر في الاستفادة من الطعام على الوجه الأكمل فالانشراح والقابلية للطعام والابتعاد عن المؤثرات المزعجة هي الأساس للاستفادة من الطعام وسرعة هضمه على الوجه الصحيح .

2- وازن السكر في الدم

عندما ينخفض السكر في دمك فإنك تشعر بالتعب والجوع . فإذا اردت التعويض بأغذية منشطة سريعة ترفع نسبة تحميل السكر في الدم “glycaemic load”، والكربوهيدرات “الحلويات أو الاطعمة الحلوة المكررة” فإنك تتسبب في رفع نسبة السكر في دمك بسرعة كبيرة . ولكن جسمك لا يحتاج الكثير من السكر، ولذلك فإنه يتخلص من الفائض بتخزينه على شكل دهون، فتنخفض نسبة السكر في دمك مرة اخرى، وتصبح متشوقا لأي شيء حلو، أو طلب مشروب يحتوي على الكافيين، وبهذه الطريقة تدخل في حلقة مضطربة لضبط مستوى السكر الذي يؤدي إلى البدانة .

ولموازنة نسبة السكر في دمك، كل اقل من الاطعمة التي تزيده بسرعة “مثل الحلويات والكيك والبسكويت” واكثر من الاطعمة التي تزيد السكر بنسب اقل “مثل الفواكه والخضروات الطازجة، الكربوهيدرات التي توفرها الحبوب الكاملة .

كما انك تحتاج ايضا إلى ان تكشطها اكثر من ان تقشرها .

وتناول وجبات الافطار والغداء والعشاء، ووجبات خفيفة في منتصف الفترة الصباحية ومنتصف فترة بعد الظهيرة، فهذا يمد جسمك بما يكفي من امدادات الطاقة التي يحتاجها .

وهناك نصيحة اخرى وهي تناول ملعقة من القرفة يوميا . فقد وجدت دراسة اسكندنافية ان 6 جرامات من القرفة - حوالي ملعقتي شاي- يمكن ان تبطئ عملية الهضم في المعدة، وهذا يؤثر في “ابطاء اطلاق” الكربوهيدرات الموجودة في وجبة الطعام .

وقد ثبت من الدراسات المخبرية ان اوراق التين الشوكي مخفض لسكر الدم والكوليسترول وكذلك السمنة .

وفي دراسة حديثة عملت على سيقان البرشومي وجد ان المرضى المصابين بالسكر غير المعتمدين على الانسولين والذين صاموا لمدة 12ساعة عندما تناولوا خلاصة سيقان النبات انخفض لديهم السكر بشكل ملحوظ وارتفع معدل الانسولين لديهم .

وفي دراسة اخرى على الاوراق ثبت انها تحسن من اداء الانسولين وقيل ان اوراق وسيقان التين الشوكي يمكن ان تكون ذات قوة كبيرة في علاج مرض السكر لغير المعتمدين على الانسولين .

3- اشحذ دماغك

هل تساءلت عن الكيفية التي تعمل فيها كيمياء الدماغ والجسم لتبقيك في حالة توازن؟ أو كيف تنتج الانسولين عندما يكون السكر في دمك مرتفعا، أو الادرينالين عندما تكون متوترا وهما فقط جزءان من آلاف مواد الاتصال الكيماوية الحيوية؟

خلف ما نراه، فإن هناك عملية تسمى المَثْيَلَةٌ “methylation”، وهي العملية التي تجعنا نشعر بأننا متصلون بغيرنا، وبالسعادة، وبالتأهب والتحفز .

ووضعك الافضل في حالة المَثْيَلَة يتحدد بمستوى مادة في جسمك اسمها الهوموسيستئين “homocysteine”، وابقاء مستوى هذه المادة منخفضا يعني انك قادر على الاستيعاب السريع والتعاطي مع توترات الحياة، وهذا هو السر الثالث لصحة نسبتها 100 في المائة .

ان النسبة المنخفضة للهوموسيستئين يعني نسبة اقل من مخاطر الاصابة بالجلطات الدماغية، والنوبات القلبية، ومشاكل الحمل، وتراجع الذاكرة، والاحباط، والأمراض العقلية، وهشاشة العظام، والعديد من المشاكل الصحية الاخرى .

وهناك اربعة عوامل تزيد مستوى الهوموسيستئين في الجسم وهي: التوتر، والتدخين، وشرب القهوة، وعدم ممارسة التمارين الرياضية .

كما ان ما يزيد ذلك هو اتباع نظام غذائي تقل فيه فيتامينات B، خاصة “الفوليك اسيد” .

ويقول الدكتور هولفورد ان من السهل على اي انسان ان يحسن حالة المَثْيَلَة عنده بإدخال تغييرات بسيطة على نظامه الغذائي واسلوب معيشته .



دماس بوست
الصحة


January 17th, 2010 - 05:26 AM