صحيح أن الإحصاءات العلمية تؤكد أن الأشخاص الذين يواظبون على تناول وجبة الفطور الصباحية يتمتعون في العادة بصحة أفضل ويكونون أنحف من أولئك الذين لا يلتزمون بهذه الوجبة، إلا أن ذلك لا يعني أن وجبة الفطور بحد ذاتها هي السبب وراء ذلك، ولا يعني صحة الأسطورة الشائعة التي تؤكد أن الفطور الصباحي هو أهم وجبة غذائية على الإطلاق.
فعلى عكس الاعتقاد السائد، تؤكد دراسة جديدة نشرت نتائجها مجلة American Journal for Clinical Nutrition المختصة، أن الأشخاص الذين لا يتناولون فطورهم الصباحي يكونون أقل استهلاكاً للحريرات خلال يومهم، وأن وجبة الفطور لا تتسبب بحد ذاتها في تقليل استهلاك الطعام خلال اليوم ولا تمنح صحة أفضل ولا تسرع العمليات الاستقلابية وحرق الدهون والسكريات في الجسد بحسب ما هو شائع.
ومع ذلك، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يلتزمون بهذه الوجبة يكونون بالفعل أكثر نحافة ويتمتعون بصحة أفضل، لكن ذلك يعود لأسبابٍ أخرى، منها أن أولئك الذين يصدقون أسطورة الفطور الصباحي يكونون أيضاً أكثر التزاماً بالتوصيات الصحية الأخرى، كاختيارهم لنوع المأكولات التي يتناولونها وكميتها إضافة لتقيدهم بالرياضة.
ويضاف إلى ذلك، أن الأشخاص الذين يتناولون فطورهم يكونون أكثر نشاطاً في ساعات الصباح وخلال اليوم، ويحرقون بنشاطهم سعراتٍ حرارية أكبر بمقدار 442 سعرة حرارية مقارنة بأولئك الذين لا يتناولون وجبتهم الصباحية، كما أن قياسات السكر في دمائهم تكون أكثر ثباتاً خلال اليوم.




ويقول جيمس بيتس، مؤلف الدراسة، إنه لم يتناول وجبة الفطور في حياته، وإن الناس رغم اختصاصه اعتادت أن تقول له إن عليه أن يعرف أكثر عن فوائد هذه الوجبة.
ويضيف في تصريحٍ لـ"نيويوك تايمز": "سيتفاجأ الناس أنه لا توجد حقيقة أدلة علمية كافية عن الطريقة التي تغير فيها وجبة الفطور أسلوب حياتهم، إذ يبدو أن سبب تمتع متناولي الفطور بصحة أفضل لا يتعلق بوجبة الفطور بحد ذاتها، بل بأن الناس الذين يتناولونها يكونون أكثر موازنة بين وجباتهم ونشاطهم البدني".
يذكر أن تجربة أخرى ظهرت نتائجها في وقت سابق من هذا الشهر كانت قد أفضت إلى نتائج شبيهة، إذ قسمت أشخاصاً لثلاثة مجموعات، قامت إحداها بالتوقف عن تناول الفطور الصباحي، والتزمت الثانية به، في حين استمرت المجموعة الثالثة في نمطها الغذائي المعتاد قبل التجربة، وأظهرت النتائج بعد أربعة شهور عدم وجود فروقات بين المجموعات الثلاثة من حيث الوزن.