نعيش اليوم في عالم متبدل باستمرار وسريع الإيقاع وسريع التطور في سائر الميادين فهل يحضر معه نوعا مستحدثا من الأغذية ؟ أم سنتناول أقراصا عديمة المذاق بدلا من الطعام الشهي ؟ أم أننا سنستبدل أطباق البطاطا والمعكرونة والأرز بأطباق الأعشاب والطحالب البحرية أو أن نستبدل اللحوم بالصويا ؟ .
كثر الحديث عن الصويا ومنتجاتها في الأسواق وفوائدها العظيمة في مجال التغذية والغذاء الصحي فلنتعرف على هذه القيمة الغذائية العالية .
فول الصويا ينتمي لمجموعة البقوليات ، عرف قبل حوالي 2800 سنة قبل الميلاد ، وهو على شكل حبوب بحجم حبة البازيلاء تقريبا بلون أحمر أو أصفر أو أسود وجميعها لها نفس القيمة الغذائية .
انتشرت في اليابان ومن ثم للعالم كله ، يحتوي على كميات عالية من البروتين (سواء في حليبه أو حبوبه أو زيته) لذا يعتبر غذاء جيد للنباتيين واللذين لا يتناولون اللحوم ، استخدمه الصينيون في طبهم القديم لإدرار الحليب عند المرضعة ولخفض ضغط الدم واستخدم بكثرة أثناء الحرب العالمية الثانية عندما قلت كمية القمح المزروعة في العالم .
يحتوي على مجموعة مهمة من المعادن أهمها الكالسيوم والمغنيسيوم والحديد والزنك وبعض الفيتامينات مثل فيتامين (
E,B1,B9,B3 ) كما يحتوي على أحماض دهنية أساسية مثل ( Omega3, Omega6 ) لكنه لا يحتوي على فيتامين (B12 ) لذا يجب الحصول عليه من مصادر أخرى ، أيضا يحتوي فول الصويا على الألياف الغذائية .

القيمة الغذائية لكل 100غم من فول الصويا :
- 370 سعر حراري
- 36 غم بروتين ، 19 غم دهون ، 16 غم كربوهيدرات ، 16 غم ألياف
- 240 ملغم كالسيوم ، 10 ملغم حديد
- خالي من الكولسترول واللاكتوز

فوائد فول الصويا العلاجية :
- كونه غني بالألياف الغذائية يعتبر ضروري لسلامة الجهاز الهضمي ومحاربة الإمساك والحفاظ على معدل طبيعي للسكر في الدم وتجنب مشاكل الكلى لأن الألياف تبطئ امتصاص السكر .
- يساعد على تخفيف مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين وذلك عن طريق خفض معدلات الكولسترول الضار (LDL ) ورفع نسبة الكولسترول النافع ( HDL ) في الدم لذلك يجب تناول ما يقارب 25غم من بروتين الصويا يوميا ضمن نظام غذائي متوازن قليل الدهون والكولسترول .
- نظرا لاحتواء فول الصويا على مواد طبيعية وحيوية مضادة للسرطان أو تعيق نمو الخلايا السرطانية وخاصة سرطانات البروستاتة والثدي وهي مواد مضادة للأكسدة تعمل على تحييد الجذور الحرة التي تؤذي وتدمر جهاز المناعة ، من أهم هذه المواد الفلافونيدات (Flavonoides) وهي التي تعطي اللون الأخضر والأحمر والأصفر والأزرق الغامق للفاكهة والأزهار توجد أيضا في الشاي الأخضر خصوصا .
- الفينولات المتعددة ( Poly Phenol ) الموجودة بفول الصويا لها دور في منع الإصابة بأمراض القلب ، لا تمتص بالأمعاء الدقيقة تنتقل للقولون لذا فهي تسهم في منع الإصابة بسرطان القولون .
- يحتوي على استروجينات نباتية وهي مواد مماثلة لهرمون الاستروجين الطبيعي في الجسم والذي يساعد في عملية إنقاص الوزن وحرق الشحوم وتقليل أعراض اليأس عند النساء وخصوصا احمرار وسخونة الوجه ( الهبات الساخنة ) والتعرق الليلي ، كما ويمكن الحصول على الاستروجينات النباتية الفيتواستروجين ( Phyto Estrogen ) من بعض الخضار والفواكه والأعشاب مثل البروكلي وبذور الكتان والحمص والفول السوداني والعنب والتمر وعرق السوس والشومر واليانسون .
لكن فول الصويا من أغنى المصادر بهذه الاستروجينات حيث أن تناول فنجان يوميا من فول الصويا يمكن أن يغني عن تناول عقار الاستروجين لحد كبير .
- يقوي العظام ويقي من هشاشة العظام وخصوصا عند النساء بعد سن اليأس ويحافظ على صحة الأسنان والأظافر والجلد فهو مصدر جيد للكالسيوم والبوتاسيوم حيث تبلغ نسبة الكالسيوم 30-40% في لبن الصويا والتوفو .

أهم منتجات الصويا :
- حليب الصويا له طعم لذيذ ومغذي وهو مفيد للأشخاص الذين لا يتناولون الحليب العادي لأسباب مرضية أو لمرضى الكولسترول أو السمينين فهو قليل الدسم .
- المسيو وهو غذاء سائل يحضر بتخمير الأرز المطهي مع فول الصويا والملح .
- بودرة الصويا وهي طحين بذور الصويا بعد إزالة القشور منها .
- التوفو وهو خثرة حليب الصويا
- زيت الصويا يحتوي على كميات كبيرة من أحماض Omega6وغني جدا بفيتامين Eلا يتأكسد ولا يتغير لونه .
أما لمن يعانون من حساسية غذائية وخاصة حساسية الجلوتين ( حساسية القمح ) فيمكنهم تناول منتجات الصويا فهي لا تحتوي على الجلوتين ولهم طريقة تحضير خبز الصويا :
المقادير :
100 غم فول صويا مسحوق أو طحين الصويا
50 غم من الكرفس المدقوق + ملعقة كبيرة من البقدونس المفروم
50 غم من البصل المسحوق + ملعقة صغيرة زيت زيتون + قليل من الملح
طريقة التحضير :
تخلط المواد السابقة جميعا مع الماء ثم تخبز حتى تحمر على الوجهين .
وأخيرا للفائدة العظيمة في هذا الغذاء العظيم يجب إدخاله في أطباقنا اليومية ليصبح طعام الحاضر والمستقبل