الصدمات النفسية تؤثر على أدمغة الأطفال
أثبت علماء في جامعة ستانفورد الأميركية من خلال دراسة جديدة أن الصدمات النفسية تؤثر على أدمغة الأطفال.


وتقدم الدراسة أول دليل مباشر على أن الأطفال الذين يعانون من عوارض اضطراب ما بعد الصدمة يعانون أيضاً من خلل في وظيفة قرن آمون في المخ وهي المنطقة التي تختزن الذكريات وتستعيدها.

وبحسب موقع ” سايكيك كونترول” يعتقد الخبراء أن هذه الدراسة قد تشرح الأسباب التي تجعل الأطفال الذين يعانون من هذه العوارض يتصرفون بطريقة مغايرة لنظرائهم الذين يتمتعون بصحة عقلية طبيعية وإمكانية توفير العلاجات الملائمة لهم.

و قال المحلل النفسي فكتور غاريون الذي شارك بشكل رئيسي في إعداد الدراسة ” إن الدماغ لا يفرق بين الجانبين الإحيائي ” علم الأحياء” و النفسي”، مضيفاً “بإمكاننا استخدام المعرفة التي نحصل عليها في هذا المجال من أجل فهم أفضل لوظيفة الدماغ و لتحسين الحالة النفسية للفرد”.

ويمكن أن تدفع معاملة الأطفال السيئة أو مشاهدتهم لحوادث عنيفة إلى العزلة والابتعاد عن العائلة والأصدقاء و الانفصال عن عالم الحقيقة أو الواقع ،وقد تنتابهم أفكار غريبة وتؤثر على أدائهم الدراسي.

وقال غاريون، وهو أستاذ مشارك في الطب النفسي للأطفال والمراهقين في كلية الطب ومدير جامعة ستانفورد في الدراسة التي نشرت في مجلة العلاج النفسي للأطفال “إن اضطراب ما بعد الصدمة لا يتعلق فقط بالذكريات المؤلمة ، بل يؤثر على الحياة اليومية أيضاً”.

وأضاف إن هذه الدراسة قد تساهم في تحسين الحالة النفسية للأطفال الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة من خلال تلقينهم تمارين الاسترخاء النفسي ومساعدتهم في التغلب على الذكريات المؤلمة.

واستخدم غاريون وفريق البحث تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي لإجراء مسح على أدمغة أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 10 و 17 سنة خلال اختبار لمعرفة قدرة الأطفال على تذكر بعض الكلمات .

وكان في كل مرة يزيد كلمات جديدة عليها حيث تبين أن منطقة قرن آمون عملت بشكل جيد ومتساو عند هؤلاء في البداية ولكن ظهر في ما بعد أن نتائج الأطفال الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة كانت أسوأ من نظرائهم العاديين.

وخلص إلى أن اضطراب ما بعد الصدمة يمكن أن يؤثر على نمو دماغ الأطفال وتطوره ويزيد خطر الإصابة بالكآبة، مشددا على أن ” التدخل المبكر أساسي جداً لمساعدة الأطفال الذين يعانون من هذه الحالة” .
كانون أول 10, 2009
جريدة نورت
الصحة