الشحنات الكهربائية الدماغية وإضطراباتها
نحن نعلم أن الدماغ مسؤول عن كل شيء يقوم به الجسم فهو المدير العام وهو المشرف العام وهو البطارية بالنسبة للسيارة فالدماغ مؤلف من خلايا عصبية مجهرية (قد تصل إلى 200 ألف مليون )
يخرج منها سلك دقيق يصل إلى مكان إشرافها وينقل السيالة العصبية الكهربائية . وكما نعلم أن هناك تفاعلات كيميائية داخل الخلية العصبية تؤدي إلى حدوث طاقة كهربائية فتصبح الخلية العصبية مثل البطارية ترسل إشارات كهربائية مستمرة إلى منطقة إشرافها . فإذا كانت التفاعلات الكيميائية داخل الخلية العصبية طبيعية فإن الإشارات أو الشحنات الكهربائية الصادرة تكون ضمن الحدود الطبيعية ويكون المكان الذي تشرف عليه طبيعي فلا يحدث إي إضطراب فيه ولا تظهر أي أعراض غير طبيعية ويسجل تخطيط الدماغ الكهربائي خط كهربائي أفقي (يشبه الخط المستقيم الأفقي).


أما إذا حدث إضطراب في التفاعلات الكيميائية داخل الخلية العصبية فإن الإشارات أو الشحنات الكهربائية الصادرة تكون غير طبيعية ويحدث إضطراب في المكان الذي تشرف عليه فتظهر أعراض غير طبيعية ويسجل تخطيط الدماغ الكهربائي ذبذبات صاعدة وهابطة على الخط الأفقي .


فأعراض اضطراب الشحنات الكهربائية الدماغية لا حصر لها وتتعلق بعدد ومكان الخلايا العصبية الدماغية المضطربة . ونحن نعلم بأنه في الدماغ مناطق عديدة منها ماهو مسؤول عن الحركة ومنها ما هو مسؤول عن الحس ومنها ماهو مسؤول عن النفس والعاطفة ومنها ماهو مسؤول عن السلوك والتصرفات ومنها ماهو مسؤول عن أجهزة الجسم المختلفة .
فإذا حدث اضطراب في الخلايا العصبية المسؤولة عن الحركة فإنه قد يؤدي إلى اضطراب حركي جزئي أو شامل ( اختلاج – رجفان – تشنجات – رعشة – تشنج الحنجرة الليلي وعسر التنفس الليلي – الرأرأة – التأتأة – تأخر الكلام عند الأطفال – تردد الكلام – اضطراب في الكلام – صعوبة الكلام ..................................الخ)
وإذا حدث اضطراب في الخلايا العصبية المسؤولة عن الحس فإنه قد يؤدي إلى اضطراب حسي جزئي أو شامل ( ألم – خدران – تنميل – حس حرق – حس كهرباء – الصداع المتكرر – الدوخة المتكررة – الطنين المتكرر – الدوار المتكرر – الغثيان المتكرر – القئ المتكرر – ألم الصدر المتكرر – ألم البطن المتكرر – اضطراب السمع – نقص السمع – اضطراب الرؤيا – الهلوسة السمعية – الهلوسة البصرية ..................................الخ)
وإذا حدث اضطراب في الخلايا العصبية المسؤولة عن النفس والعاطفة فإنه قد يؤدي إلى (اضطراب النوم – الأرق – القلق – الخوف – الإحباط – الإكتئاب – الهذيان – النسيان – اضطراب في القدرات العقلية ..................................الخ)
وإذا حدث اضطراب في الخلايا العصبية المسؤولة عن السلوك والتصرفات فإنه قد يؤدي إلى ( فرط النشاط الحركي – عدم التركيز - ما يشبه التوحد – الهيجان – عدم تحمل الآخرين – سرعة الإنفعال– العصبية المفرطة – اضطراب في السلوك والتصرفات العنيفة غير الطبيعية – أذية الآخرين ..................................الخ)
وإذا خدث إضراب في الخلايا العصبية المسؤولة عن أجهزة الجسم فإنه قد يؤدي إلى ( اضطراب في نظم القلب أو التنفس – الخفقان –تسرع القلب - ضيق التنفس – اضطراب في حرارة الجسم اضطراب في التوتر الشرياني – الشحوب أو احمرار الجلد – السلس البولي – الفواق – التجشأ – الغازات – عدم انتصاب القصيب – الرغبة الجنسية غير المسيطرة ..............................الخ)

فالقاعدة :
كل عرض أو علامة أو اضطراب في السلوك والتصرفات يظهر بشكل متكرر وبنفس الصورة هو نتيجة اضطراب في الشحنات الكهربائية الدماغية حتى يثبت العكس
الأسباب :
مجهول السبب(70%)– زواج الأقارب – الوراثة – نقص الأكسجين عند الولادة – ضمور الدماغ – الإضطرابات الكروموزومية – الإضطرابات الإستقلابية – الجلطة الدماغية – نقص التروية الدماغية – رضوض الدماغ – أورام الدماغ ....... ........................الخ)

تخطيط الدماغ الكهربائي
يقيس جهاز تخطيط الدماغ الكهربائي الشحنات الكهربائية التي وصلت إلى سطح الدماغ أثناء فترة تخطيط الدماغ فقط . ونحن نعلم أن الفعالية الكهربائية الدماغية متغيرة ومتموجة مع الوقت , فهي تختلف من ثانية إلى أخرى ومن دقيقة إلى أخرى ومن ساعة إلى أخرى ومن يوم إلى آخر وكما نعلم أن هناك شحنات كهربائية دماغية تكون في عمق الدماغ ولا تصل إلى سطح الدماغ , فإنه :
1. وجود تخطيط دماغ كهربائي طبيعي لا ينفي وجود اضطراب في الشحنات الكهربائية الدماغية (Epileptiform Discharges )
2. وجود تخطيط دماغ كهربائي طبيعي والذي يقيس الشحنات الكهربائية الدماغية في منطقة واحدة من الدماغ (وهذا ما نلاحظة في معظم مراكز تخطيط الدماغ) هو تخطيط دماغ كهربائي مبتور وغير كامل ولا يعطي الفكرة الكاملة عن الشحنات الكهربائية الدماغية الحقيقية والذي يجب أن يكون على الأقل 4 أوجه من الدماغ ولفترة لا تقل عن ربع ساعة تخطيط مستمر.
لذا فإن تخطيط الدماغ الكهربائي عند وجود اضطراب في الشحنات الكهربائية الدماغية يكون :
1. طبيعي دوما في 20 % من الحالات
2. غير طبيعي دوما في 30% من الحالات
3. طبيعي تارة وغير طبيعي تارة أخرى في 50% من الحالات المتبقية

العلاج
الهدف من العلاج هو إعادة الفعالية الكهربائية الدماغية إلى طبيعتها وذلك بتناول الأدوية الخاصة وبشكل منتظم ومستمر لمدة لا تقل عن 2 – 3 سنوات من إختفاء الأعراض حتى لا تعود ثانية.
ملحوظة: إن فعالية أدوية الشحنات الكهربائية لا تظهر إلا بعد مرور 1 – 4 أشهر فيجب الإلتزام بالصبر حتى يعطي الدواء تأثيرة الكامل .

النكس
1- 20% إذا كان تخطيط الدماغ (طبيعي) مع تصوير الدماغ (طبيعي)
2- 50% - 70% إذا كان تخطيط الدماغ (غيرطبيعي) أو تصوير الدماغ (غيرطبيعي)
3- 90% إذا كان تخطيط الدماغ (غير طبيعي) مع تصوير الدماغ (غير طبيعي)