عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
فيروس السنجابية يتسم بقدرة فائقة على الانتقال
فيروس السنجابية يتسم بقدرة فائقة على الانتقال
والأعراض غالباً ما تبدأ باعتلال طفيف تصاحبه حمى والتهابات بالحلق
شلل الأطفال Poliomyelitis هو من أمراض العصر القديم لقد ظل هذا المرض عبر التاريخ مرضاً مخيفاً، نجمت عنه مئات الألوف من حالات الشلل في جميع أنحاء العالم، حتى تم اكتشاف لقاح ضده في خمسينيات القرن العشرين.
شلل الأطفال (التهاب سنجابية النخاع) مرض فيروسي حاد، تتراوح حصيلته ما بين عدوى خفية وبين مرضى شللي قد يفضي إلى الوفاة إن أصاب أعصاب الجهاز التنفسي أو غيرها من أعصاب العضلات الحيوية. وهو يؤدي في معظم الحالات إلى شلل رخو في أحد الساقين أو كليهما.
مسبب العدوى:
شلل الأطفال (التهاب سنجابية النخاع) مرض يسببه فيروس ضاري توجد منه ثلاثة أنماط (1، 2، 3). وهذا الأنماط الثلاثة يمكنها أن تسبب الشلل، ولكن النمط 1هو أكثرها إحداثاً للشلل، كما يشاهد في معظم الأوبئة. وبمجرد أن يدخل هذا الفيروس إلى جسم الإنسان فإنه يتجه بصفة خاصة إلى مهاجمة الخلايا العصبية الحركية في النخاع الشوكي والدماغ، مما ينتج عنه إتلافها.
الملامح الوبائية للمرض:
تؤكد المعلومات المتاحة أن فيروس السنجابية Poliomyelitis لا يصيب إلا البشر فقط. فلا ينتقل هذا الفيروس من شخص إلى آخر وهو ينتشر أساساً عن طريق وصول التلوث البرازي إلى الفم، ولا سيما في المناطق التي يتدنى فيها مستوى الإصحاح، أما في البلدان التي يرتفع فيها مستوى الإصحاح فإن الرضع والأطفال هم أكثر عرضة للإصابة بالمرض دون السنة الخامسة من العمر. ولقد كان المرض موجوداً في جميع بلدان العالم قبل استخدام اللقاحات المضادة لشلل الأطفال. ومنذ ذلك الحين أخذ المرض يختفي في البلدان التي طبقت برامج وطنية قوية للتمنيع (التطعيم) على نطاق واسع.
وفي كثير من البلدان يعتبر المرض موسمياً، إذ يكون أكثر حدوثاً في موسم ارتفاع الحرارة والرطوبة. وعندما يصاب أي شخص بنمط معين من فيروسات السنجابية فإنه يكتسب مناعة ضد هذا النمط تستمر طوال حياته. ولكن لا توجد مناعة تبادلية (متصلبة) بين الأنماط المختلفة للفيروس.
ما مدى انتشار المرض؟
يقدر أن هناك ما بين عشرة ملايين وعشرين مليوناً من الأشخاص من جميع الأعمار يعيشون بشلل الأطفال في العالم ومنذ استخدام اللقاحات المضادة لشلل الأطفال أخذت الحالات في الاختفاء سريعاً في كثير من بلدان العالم التي تصل فيها التطعيمات الروتينية إلى نسب مرتفعة بين الرضع وصغار الأطفال. فلقد سجلت آخر إصابة محلية بهذا المرض في البلدان الأمريكية عام 1991.كما أن بلدان غرب المحيط الهادي ومن بينها الصين، أصبحت الآن خالية تماماً من هذا المريض. وفي إقليم شرق المتوسط تحررت من شلل الأطفال بلدان متعددة. ولقد كان عدد الحالات الجديدة التي سجلت في العالم كله عام 1997يبلغ عشر العدد الذي سجل في عام 1988.وتتناقص الحالات المبلغة سريعاً مع استمرار الجهود الفعالة ضد المرض في جميع أنحاء العالم.
علامات المرض وأعراضه:
تمر العدوى بفيروس السنجابية Poliovirus بصورة خفية في أكثر من 90% من الذين يصابون بها، أضف إلى ذلك أن ما بين 4% و8% من حالات العدوى تؤدي إلى اعتلال طفيف، وأن حوالي 1% من الحالات تحدث بها أعراض عصبية. وتؤدي العدوى بفيروس السنجابية إلى الشلل في ما بين شخص واحد وعشرة أشخاص من كل 1000شخص معرض. وبينما لا تلاحظ أي علامات مرضية في الإصابات الخفية، فإن هؤلاء المصابين يستطيعون نشر الفيروس بين الآخرين.
وتبدأ أعراض الإصابة غالباً باعتلال طفيف، تصحبه حمى خفيفة والتهابات بالحلق، وتقيؤ وألم بالبطن وفقدان الشهية وبعض التوعك. وهذه الأعراض ليست مميزة ولا يمكن التمييز بينها وبين حالات العدوى الفيروسية الخفيفة الأخرى. وسرعان ما يشفى المريض من هذه الأعراض شفاء تاماً. وتكون المظاهر العصبية مصحوبة بالتوعك والحمى و الصداع والآلام العضلية وفرط الإحساس وتشوش الحس، وربما توجد كذلك أعراض الغثيان أو التقيؤ أو الإسهال أو الإمساك أو فقدان الشهية، فضلاً عن تيبس الرقبة.
في الحالات التي تنتهي بالشلل يلاحظ أن مسار المرض يمر عبر طورين، طور أصغر minor، وأحياناً ما تفصل بين الطورين عدة أيام بلا أعراض، ويعاني المريض في الطور الأصغر من الحمى والأعراض التنفسية العلوية وأعراضاً معدية معوية، أما الطور الأكبر فيبدأ بآلام عضلية وتشنجات بالعضلات ومعاودة الحمى. وقد تختفي المنعكسات reflexes قبل أن يظهر بوضوح ضعف العضلات.
ويصيب الشلل الساقين أكثر ما يصيب الذراعين، وعادة ما لا يتناظر في الجانبين asymmetric. ويمكن في الحالات الوخيمة أن يصاب المريض بالشلل الرباعي، حيث يصيب الشلل عضلات الجذع والبطن والصدر، الأمر الذي تترتب عليه عواقب خطيرة وتصبح العضلات المشلولة رخوة وتفقد توترها. ومع ذلك فإن الإحساس بالألم واللمس يظل بدون تغيير.
يتسم فيروس السنجابية بقدرة فائقة على الانتقال. فالتعرض لشخص يحمل العدوى في بيت سيئ الإصحاح، قد تؤدي إلى معدل يكاد يصل إلى 100% لعدوى المخالطين غير الملحقين. ويكون المصاب بالعدوى أشد قدرة على نقلها أثناء الطور المبكر للعدوى وفي الحالات قبل بداية الأعراض وأثناء الأيام المبكرة للمظاهر السريرية.
ويمكن مشاهدة فيروس السنجابية في إفرازات الحلق في وقت مبكر يصل إلى 36ساعة بعد التعرض للعدوى. كما يشاهد في البراز بعد 72ساعة من التعرض، سواء أفضى ذلك إلى عدوى خفية أو إلى مظاهر سريرية.
كل شخص ليست لديه مناعة ضد المرض يمكن أن تصيبه العدوى. ويمن اكتساب المناعة من خلال مقرر كامل من التطعيمات، وكذلك بعد الإصابة بالعدوى الطبيعية، سواء نتج عنها الشلل أم لا ينتج. ويعتقد أن المناعة الناجمة عن مقرر كامل من التطعيمات سوف تستمر طوال الحياة. أما المواليد الذين يولدون لأمهات منيعات، فإنهم يحملون أضداداً (أجساماً مضادة) تحميهم من شلل الأطفال بضعة أسابيع يصبحون بعدها معرضين للعدوى، إذا لم يكن قد بدأ تطعيمهم.
معدل الوفاة بين المصابين بشلل الأطفال (التهاب سنجابية النخاع) منخفض، وعادة أقل من 50%، وغالباً ما تنجم الوفاة عن فشل الجهاز التنفسي، أما الشفاء من الإصابات الشللية فيتوقف على مدى تأثر العضلات. فبعد بداية المرض بستة أسابيع يختفي معظم التلف العصبي القابل للتحسن. أما العضلات التي تظل مشلولة بعد الأسابيع الستة فيرجح أنها تبقى مصابة بشلل دائم. وأي تحسن قد يحدث بعد ذلك سوف يكون طفيفاً، ويعتمد على تضخم حجم العضلات وتدريبها، وليس على استعادة وظائف الخلايا العصبية.
المفضلات