إن التدخين من العادات المضرة بالصحة و التي تؤثر سلبا على المدخنين أنفسهم, وعلى من يحيط بهم, و يشترك معهم في أماكن إقامتهم, و إن ذكر المضار التي تتعلق بالتدخين أصبح أمرا مكرورا
, و يعلمه المدخنون قبل غيرهم, و لا ينكرونه, و قد يلاحظ الجميع أن هناك محموعة كبيرة من المدخنين يعتقدون بوجوب الإقلاع عنه, و يحاولون ذلك بين وقت و أخر, و لكنهم يفشلون, و تستغل بعض المؤسسات الطبية
رغبة هؤلاء بتخلص من هذه العادة, فيقدمون لهم وسائل متعدده وبأسعار عالية,

من أجل الإقلاع عن التدخين, و لكنها في الأغلب لا تكون ذات جدوى, فهي لا تفشل فقط في مساعدتهم, بل و ترسخ لديهم أيضا قناعتهم بأن الإقلاع عنه أمر مستحيل.إن عملية الإقلاع عن التدخين ليست أمرا مستحيلا في حال توفر الرغبة في ذلك,
و لن تكون أمرا صعبا إذا اعتمدت بها على نفسك, فإن مصدر قوتنا يأتي دائما من داخلنا, و إن التخلص من عادة التدخين يعتمد على التعاطي مع جميع مراحل الإقلاع عنه بوعي كامل, و هي كالأتي:

الإستعداد للإقلاع :و في هذه المرحلة لن يكون مطلوبا منك إلقاء السجائر بعيدا, فهي مرحلة إعداد نفسي قائمة على مايلي :


  • حدد يوما معينا لترك التدخين, لأن تحديد الموعد سيجعلك تفكر يوميا و في كل ساعة أنك ستقلع عنه في ذلك اليوم, و هذا ما سيمهد لعقلك الباطني فكرة الإقلاع عن التدخين, ليكون فيما بعد مصدرا مهما لتزويدك بالعزيمة.

  • لاحظ الأوقات المخصصة للتدخين خلال اليوم, و الأشياء التي يرتبط بها التدخين لديك, مثل شرب القهوة أو غيرها, ستكون هذه المرحلة مهمة لملاحظة سلوكك تجاة عادة التدخين.

  • غيّر الروتين المتعلق بالتدخين, ضع علبة السجائر في مكان مختلف, و كذلك منفضة السجائر, حتى لا تقدم على التدخين بطريقة تلقائية و بدون حساب, إن مجرد بحثك عن السجائر و الذهاب كل مرة إلى مكان مختلف لإحضارها سيجعلك تشعر فعليا بعدد المرات التي تقوم فيها بالتدخين.

  • حدد أماكن محددة للتدخين, مما سيجعلك مضطرا لتغير مكانك كلما أردت إشعال سيجارة.

  • عندما تبدأ بالتدخين, توقف عن عمل أي شيء أخر, و حاول أن تركز على شعورك و أنت تدخن.

  • كلما أردت أن تدخن, أجل ذلك لدقائق, و قم خلالها بمضغ العلكة مثلا, أو شرب كوب من الماء, أو اي فعل أخر.

  • إشتر عددا أقل من السجائر, و من النوع الذي لا ترغب في تدخينه عادة.


مرحلة الإقلاع :ستبدأ هذه المرحلة في اليوم الذي حددته سابقا, و ستعتمد على دقة ملاحظتك في الفترة السابقة, و عليك فيها أن تفعل ما يلي:

  • في اليوم المحدد للإقلاع عن التدخين, قم بالتخلص من كل متعلقات التدخين الخاصة بك, مثل منفضة السجائر المفضلة لديك, علبة السجائر, و غيرها من الإكسسوارات المتعلقة بالدخان.

  • غير الروتين في جميع الأوقات التي كنت تدخن فيها عادة, غيّر أماكن جلوسك في كل مكان.

  • عندما تريد أن تدخن قم بنفس العمل الذي كنت تقوم به في مرحلة الاستعداد, مثل مضغ العلكة, أو شرب كأس الماء أو غيرها.

  • أبق فمك مشغولا دائما بالعلكة, أو الحلوى, أو السواك.

  • قم بتحديد مكافئة لنفسك كلما استيقظت صباحا, ستحصل عليها إذا قضيت يومك دون تدخين, مثل الخروج للعشاء.


مرحلة المحافظ على الإقلاع :قد يترك الإقلاع عن التدخين أثار معينة, مثل الشعور بالتوتر, أو زيادة الشهية, و لكن لاتدع ذلك يقف أمامك في إكمال مسيرتك في المحافظة على إقلاعك عنه, و فكر في الأمر على أنه مؤقت و ستتجاوزه خلال فترة قصيرة, و في هذه المرحلة ننصحك بما يلي:-

  • أدخل بعض النشاطات الرياضية على يومياتك, مثل السباحة أو كرة القدم.

  • ذكر نفسك دائما أن ما قمت به أمر مهم, و إنجاز طالما حلمت به, و إن جميع من حولك هم مستفيدون من إقلاعك عن التدخين.

  • كلما شعرت بالتوتر, حاول إشغال نفسك بأي نشاط.

  • تناول الطعام بشكل منتظم حتى لا تشعر بالجوع, لأن الشعور بالجوع يزيد من رغبتك بالتدخين.

  • إجمع المبلغ الذي كنت تشتري به السجائر يوميا في حصالة, و لاحظ كيف يزيد هذا المبلغ يوما بعد يوم.

  • إذا ضعفت يوما ما و قمت بتدخين سيجارة, فلا تضن إنك لن تقاوم أكتر, بل تناسى الأمر و تابع و كأن شيئا لم يكن.


و الجدير بالذكر هنا أن دعم من حولك سيمنحك القوة, و يزيد من إصرارك, و اشتراكك مع مجموعة من أصدقائك في الإقلاع عن التدخين, و إعداد خطة مشتركة, مثل تهيئة النشاطات وغيرها سيجعل الأمر أكثر سهولة و متعة.