تعمدت البدايه بهذا السطر لكى اجعلك تتخيل مدى كثره هذا العدد من المدخنين الذى اصبحت صدورهم غير مؤهله لاستيعاب دخانهم ففاضت به على من حولهم جاعلين من صدورهم مكانا اخر لهذا الدخان , ولما التخيل فهذا اصبح واقع نلمسه من حولنا بل اصبحنا محاصرين به. منذ صغرى اعلم ان المدخن هو هذا الفاسد الفاشل فى تعليمه ذو السمعه السيئه وان لجوء الى التدخين امرا مكملا لهذه الصفات البذيئه فيه.... هذا حين كنت صغيرا ولكن ما ان مرت بى السنين ورأيت ان بعضا من المدرسين فى مدرستى يدخلون فى اطار هذه الصوره التى رسمتها للمدخن مما جعل الامر يبدو مشوشا فى عقلى.... وتمر الايام الى ان اصبحت الصوره مليئه بالنماذج بما لا يسع اطار الصوره البسيطه المحدوده التى رسمتها فى صغرى للمدخن , فاذداد عقلى تشوشا الى ان وجدت نفسى داخل هذا الاطار رغما عنى فاصبحت مدخنا سلبيا , حاولت الهروب والخروج من هذا الاطار ولكن لم اجد مخرجا سوى ان اعيش تحت الماء ولكن حتى هذا المخرج لم استطع الهروب اليه فجلست مكتوف الايدى ومحاصرا بسحابه سوداء مكتوب عليها لن تهرب منى . وبينما انا فى هذا الحصار بدأت فى التفكير لما هذه السيجاره (الملكه) اسرت كل هؤلاء المدخنين(العبيد) ؟؟ اهى ذات قوه طاغيه؟ ام ساحره ماهره ؟ هل هى فيلسوفه مخضرمه ؟ باتت كل هذه الاسئله فى ذهنى ففكرت ان اقوم بالتجول فى انحاء هذه المملكه واعرف اجابات هذه الاسئله بنفسى بدأت بالمدخنين(عبيد المملكه) فوجدت منهم كافه الطوائف من الجاهل الى دكتور الجامعه , من لص خلف الجدران الى ظابط الشرطه مما ذادنى فضولا لأعرف ما هذا القاسم المشترك الذى ربط بين هذه الفئات المتضاده , ووجدت انه حين تذكر مساوئ التدخين يقروا جميعا بها ولا ينكرها منهم احد مما اجاب بالنفى على انها قد تكون ظاهره ناتجه عن قله الوعى. ثم دار بينى وبين هذه الملكه حوارا استنتجت منه وللوهله الاولى انها مجرد غبار وسراب ما اجاب لى ايضا بالنفى على انها ذات قوه وانها فيلسوفه مخضرمه. ان اللجوء الى التدخين قرار متهور ناتج عن اسباب عده تختلف حسب كيان المدخن ولكنها كلها اسباب واهيه ينقصها المنطق وتحكيم العقل ما يجعلها قرار متهور لا يتحمل عاقبته الا هذا المدخن , ودائما ما ينتج مثل هذا النوع من القرارات عن انسان ضعيف الاراده ضيق الافق مخادعا لنفسه وان كان هذا الانسان ذو درجه من العلم والالتزام والتفوق فى دربه. ان الشخصيه الانسانيه تتكون من مزيج من الصفات وابرز هذه الصفات يكون عنوان لتلك الشخصيه , فالشخصيه الطيبه ترى ان ابرز صفاتها هى الطيبه وتلك الشريره تجد المكر والخداع من سماتها البارزه , اما شخصيه الانسان المدخن قد تكون طيبه او شريره حسب مجمل صفات هذا الانسان ولكن لا يحق لها ان تحمل صفه الطيبه او الشر عنوانا لها انما تستحق ان تحمل صفه شخصيه مدخنه لكى يحكم من يتعامل معها بما يرى من وجهه نظره فى امر التدخين , فأنا من وجهه نظرى احكم على تلك الشخصيه وان كانت وصلت الى ارقى مراتب الشرف او ادنى درجات الانحطاط بأنها شخصيه لا يعتمد عليها وانها مهما كانت كامله فيوجد شرخ بها يتصاعد منه دخان ناتج عن احتراق عقل هذا المدخن وقبيل ان انهى حديثى او ان اطرح عليك "عدوى" المدخن عده اسئله....... لما لا تستطيع ان تقف امام القطار لتعرض نفسك للموت وفى نفس الوقت تستطيع التدخين ؟ لماذا ان رأيت ابنك او اخوك الاصغر يدخن ستعنفه وتعاقبه اشد العقاب وفى نفس الوقت انت مدخن ؟ لماذا ترى من تدخينك حريه شخصيه لك وتفرض دخانك على غيرك ؟ اننى لم اطرح هذا الموضوع لابرز مساوئ التدخين فالكل يعلمها لدرجه ان الشركه نفسها تكتب على المنتج "يسبب الوفاه" ولكنى اردت ان اطرح رؤيه تعكس هذا الجانب الغامض من الصوره التى باتت فى ذهنى منذ صغرى لنستنتج سوبا سبب هذه الظاهره التى باتت تحاصر الجميع والتى ارى ان علاجها الوحيد هو قوه الاراده ولن استرسل فى ذكر العلاج لأن المدخن لا يستحق ان استرسل فى كلام هو نفسه يعرفه اكثر منى