تقوية جهاز المناعة بالاعشاب.. هل هو امر ممكن؟


تنتشر الانفلونزا في فصل الشتاء وتسبب الشعور بالانزعاج لمعظمنا، التغيب عن العمل، وفي الحالات الصعبة جدا قد تنتهي حتى بوفاة المريض. ان اهم ما في الامر هو اعداد مناعتنا الشخصية بشكل جيد لمواجهة المرض، وهنالك بعض الاعشاب الطبية التي تساعدنا في ذلك.
تقوم المؤسسات الصحة في معظم الدول المتقدمة، بتطعيم السكان كل سنة بلقاح مضاد لانواع الانفلونزا المنتشرة في ذلك الموسم. ومع ذلك قد تكون هنالك انواع من فيروسات الانفلونزا غير المشمولة في التطعيم، الامر الذي يعرض الاشخاص للخطر، وخاصة اولئك الذين يعانون من اعتلالات في جهاز المناعة، فهم بالتالي اكثر عرضة للاصابة بالمرض وظهور مضاعفاته.يحتم علينا هذا الامر، تعزيز جهاز المناعة لتقليل احتمال التقاط العدوى بفيروس الانفلونزا.هنالك عدة اساليب لتعزيز جهاز المناعة في الطب البديل، ومنها: الاعشاب الطبية، التغذية السليمة، تناول المكملات الغذائية المختلفة، المعالجة المثلية (Homeopathy)، الارشاد بالخيال (Guided affective imagery) وحتى بالاعتلال العظمي (Osteopathy).هذا المقال مخصص لكيفية تقوية جهاز المناعة بالاعشاب وكيفية استخدامها.الاستخدام الصحيح للاعشاب الطبية:عرف استخدام الاعشاب الطبية للوقاية ولعلاج الانفلونزا والتهابات المسالك التنفسية في الطب الشعبي للشعوب المختلفة. تم دراسة بعض هذه الاعشاب الطبية، ووجد انها بالفعل ناجعة في تقصير ايام المرض بالانفلونزا او التهابات المسالك التنفسية.يتوجب الانتباه هنا، الى ان الاعشاب الطبية التي اجريت البحوث عليها، تم استخدامها في ظروف البحث باساليب معينة، من حيث طريقة التناول، التركيز ومستوى رقابة الجودة. وكثير من الاعشاب التي تمت دراستها، متوفرة اليوم في الاسواق، ولكن بتراكيز مختلفة وبجودة انتاج مختلفة عن تلك التي تمت بظروف البحث، لذا من المحتمل ان تكون نتائج استخدام هذه المستحضرات المتوفرة في الاسواق مختلفة عن تلك التي اجريت البحوث عليها.كذلك، هنالك اهمية كبيرة لاختيار النبتة الصحيحة واستخدام اقسامها بشكل صحيح، كما ومن المهم ايضا اختيار المستحضر المصنوع من هذه النبتة وطريقة تناوله.الاعشاب ذات التاثير المعزز لجهاز المناعة:النبتة القنفذية (اخناسيا - Echinacea).يظهر من البحوث المخبرية، ان هذه النبتة موجهة لتعزيز نظام المناعة، ففي النبتة القنفذية مواد فاعلة كثيرة تؤثر على الجهاز المناعي، من بينها، مواد فعالة في تعقيم وابادة الفيروسات والجراثيم. فتناول هذه النبتة يساعد في تنشيط عمل النظام المناعي في الجسم. للنبتة انواع كثيرة، الا ان "القنفذية الارجوانية" (Echinacea Purpurea) تعتبر الاكثر نجاعة من بينها. فقد اظهرت الابحاث ان التدواي بهذه العشبة قلل نسبة المراضة في المسالكالتنفسية العليا بنسبة 58% وقلل من طول فترة المرض بيوم ونصف.الجينسينغ السيبيري (Eleutherococcussenticosus).ان للجينسينج السيبيري ميزات رائعة وتاثيرا على معظم اجهزة الجسم. لقد اجريت على هذه النبتة الكثير من الابحاث في عهد الاتحاد السوفيتي الاسبق. وقد تبين انه ناجع بشكل خاص في الوقاية من الامراض التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي والوقاية من الانفلونزا. فقد اظهرت الابحاث التي اجريت على مجموعات كبيرة من الاشخاص الى انخفاض نسبة الاصابة بالانفلونزا بـ 30% في مجموعة الاشخاص الذين تناولوا النبتة باستمرار، مقارنة بالمجموعات الاخرى. وكما هو الحال مع الاخناسيا (النبتة القنفذية) فقد نجد تنوعا في جودة مستحضرات الجينسينغ السيبيري المتوفرة في الاسواق. يتوجب الحرص على تناول المستحضر في الوقت الصحيح. بعض المستحضرات يوصى بتناولها قريبا من وقت الطعام، الا ان تناول المستحضر في هذا التوقيت قد يضر في امتصاص الجسم له.الثوم (Allium Sativum).عرف استخدام الثوم منذ عهد المصريين القدامى، واستخدم في الحضارات المختلفة في ارجاء العالم للوقاية من الانفلونزا وامراض المسالك التنفسية العليا.من بين جميع تاثيرات الثوم الدوائية، عرفت ايضا فاعليته المضادة للجراثيم/ المضادة للفيروسات/ المضادة للفطريات/ المضادة للطفيليات. فقد اثبتت العديد من التجارب بان للثوم فعالية مضادة للجراثيم الدقيقة اكثر من اي مادة اخرى مضادة للجراثيم. بالاضافة الى ذلك، فان تاثيره معزز للجهاز المناعي. ففي احد الابحاث التي اجريت لمعرفة صفاته العلاجية، تبين ان نسبة المراضة لدى الاشخاص الذين تناولوا الثوم، كانت اقل من غيرهم (مجموعة المراقبة) بـ 64%.العكبر (مادة شمعية من النحل - Propolis)رغم ان العكبر مادة شمعية ماخوذة من قفير النحل، الا انه يعتبر من الاعشاب الطبية. في احد الابحاث الذي اجري على استخدام خليط من الاخناسيا (النبتة القنفذية)، العكبر وفيتامين جـ (c) اظهر هبوطا كبيرا، وفق المقاييس الاحصائية، بنسبة الاصابة بامراض المسالك التنفسية العليا في الاطفال