مع بداية فصل الصيف، يلجأ المواطنون إلى تعريض أجسامهم لأشعة الشمس القوية وخاصة عند الاستجمام على شاطئ البحر، ما يساعد على إفراز هرمونات تشيع إحساساً بالسعادة في النفوس فضلاً عن إطلاقها فيتامين "دي" الذي يفيد الجسم.

ورغم ذلك، يتطلب أخذ الحيطة والحذر من تعرض الجسم لأشعة شمس الصيف نظراً لخطورتها، وخاصة لـما تسببه من حروق بالجلد، كما تؤدي أشعة الشمس فوق البنفسجية إلى تدمير أو تبديل نواة الخلايا.

ويمكن للجلد أن يعوض جزءاً فقط مما لحق به من أضرار قبل أن يتحول إلى اللون الأحمر حتى مع تمتعه بميزة توفير الحماية الذاتية.

وتختلف تلك الدرجة من الحماية على أساس نوع الجلد وقوة أشعة الشمس، وقد تستغرق عملية الاحتراق بأشعة الشمس نحو نص ساعة بالنسبة للجلد الذي لا يتمتع باللون الأسمر "الطبيعي".

فيما تحرق الجلد البشرة البيضاء في أقل من 10 دقائق، وفي هذه الحالة يكون الجلد بحاجة لحماية إضافية.

د.وهيب شحادة أستاذ الأمراض الجلدية في وزارة الصحة، قال إن الأشعة فوق البنفسجية لها فوائد للجسم في علاج الأمراض الجلدية كالبهاق والصدفية وغيرها، منوهاً أن اكتساب الأشعة بجرعات عالية ولفترة طويلة قد تسبب حروق الجلد، وزيادة لون الجلد" الكلف".

أمراض الشمس

وحذر د. شحادة من الأمراض التي تسببها أشعة الشمس كمرض سرطان الجلد، مشيراً إلى أن البشرة الجلدية البيضاء الفاتحة جداً مثل الأوروبيين هم المتضررين أكثر من التعرض المباشر ولفترة طويلة للأشعة وإصابتها بسرطان الجلد.

وأضاف أن حرارة الشمس تؤدي إلى الرطوبة وزيادة العرق، وهو بيئة مناسبة لظهور الفطريات والبكتيريا، وتصيب العديد من الأشخاص في المناطق المكشوفة من الجسم كمنطقة الصدر والرقبة ببقع بنية اللون تتقشر وتتحول إلى أبيض رمادي مع حكّة.

وحذر طلاب الجامعات والرياضيين والعساكر الذين يسيرون تحت أشعة الشمس من الملابس الملونة الداخلية الضيقة والغير قطنية، التي تسبب بقع حمراء بين الفخذين، و تؤدي إلى حكة مؤلمة، و الإصابة بفطريات بين أصابع القدم لارتداء جرابات غير قطنية وأحذية ضيقة.

وشدد أستاذ الأمراض الجلدية على ضرورة أن يرتدي الأطفال الملابس الغير شفافة على شاطئ البحر، كونهم الأكثر عرضة لتضرر من أشعة الشمس لأن صبغة "الميلانين" لا تكون نشيطة مثل البالغين.

الوقاية

وأوضح أن من أفضل وسائل حماية الجسم من الأشعة فوق البنفسجية هي تجنب أشعة الشمس القوية في ساعات الظهيرة والذهاب إلى البحر في ساعات الصباح الباكر، أو بعد العصر

وقال:" لكن هذا لا يمنع وجود أشعة قوية في أوقات أخرى من اليوم يمكن أن تلحق أضراراً بالغة بالجلد، ولا يمكن حماية الجلد بشكل كامل من أشعة الشمس خاصة خلال عطلة الصيف".

ونصح بضرورة تغطية الجزء الأكبر من الجسم بالـملابس، مع استخدام القبعات العريضة والقمصان ذات الأكمام الطويلة، بالإضافة إلى استخدام النظارة الشمسية للوقاية من رمال البحر التي تعكس أشعة الشمس.

وبالنسبة للأجزاء التي لا تغطيها الـملابس من الجسم، أفاد د. شحادة بضرورة حمايتها بالكريمات الواقية وأن تستخدم قبل التعرض لأشعة الشمس بـ"نصف ساعة" حتى يبدأ مفعولها في الجلد، وأن يكرر استخدامها كل 3 ساعات، مطالبا بضرورة وضعها بأي وقت للحماية.

وأكد د. شحادة على ضرورة شرب السوائل باستمرار والتي تحمي الجلد من التشققات بعد فقدان كمية كبيرة في الشمس، وبين أهميتها كون السوائل تحمي من التعرض للدوخة، وضربة الشمس والإغماء.

العلاج

وعن أهم معايير اختيار الـكريمات الواقية من الشمس هي مراعاة طبيعة الجلد، وقال:" أصحاب البشرة الداكنة يتمتعون بنسبة أعلى من الحماية الطبيعية ولذا يمكنهم اختيار مواد حماية أقل.

ولفت إلى ضرورة استخدام كريمات تحتوي على فيتامين "سي"، أو مستحضرات مقشرة تكون بدرجات مرتفعة عند الذهاب إلى الشواطئ حيث تنعكس أشعة الشمس بقوة .

ونصح الطبيب شحادة بضرورة أخذ أقراص مضاد حيوي في حال تعرض الجلد إلى حروق الجلد من أشعة الشمس، وربما يلجأ إلى مسكن للآلام.