السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسباب تكسر ونقص الصفائح الدموية


يحتوي الدم الذي نراه على ثلاثة أنواع من الخلايا هي خلايا الدم الحمراء، والكريات البيضاء، والصفائح الدموية، حيث تحتوي خلايا الدم الحمراء على مركب الهيموجلوبين الذي يقوم بنقل الأكسجين من الرئتين إلى كافة أنسجة الجسم ونقل ثاني أكسيد الكربون من تلك الأنسجة إلى الرئتين للتخلص منه.



فيما تختلف أنواع وأشكال ووظائف كريات الدم البيضاء ولكنها تشترك في مهمة الدفاع عن الجسم ضد كل ما يأتيه من الخارج مثل الجراثيم والطفيليات والفيروسات ويشاركها في هذه المهمة جهاز هام ومقعد وهو جهاز المناعة، إذ تقوم تلك الخلايا بالتعرف على الأجسام الغريبة وتكوين مضادات لها لمهاجمتها وقتلها وحماية الجسم منها حاضرا ومستقبلا وهذا هو المبدأ الذي تقوم عليه مختلف التطعيمات التي يتلقاها الإنسان للوقاية من هذه الأمراض مثل الحصبة والجدري والدرن والانفلونزا وشلل الأطفال وغيرها.

الصفائح الدموية:
أما الصفائح الدموية والتي ستكون محور حديثنا فهي أصغر خلايا الدم حجمها ولكنها تقوم بوظيفة حيوية رئيسية وهي منع النزيف من الأوردة والشرايين خاصة عندما تجرح هذه الأوعية الدموية عمدا كما في الجراحة أو بدون عمد في الحوادث، يشترك في أداء تلك الوظيفة مع الصفائح ما نسميه عوامل التخثر وعددها 13 عاملا نقص أي منها قد يؤدي إلى خلل في القيام بهذه الوظيفة العامة.
تنتج هذه الصفائح من خلايا الدم في نخاع العظام ويبلغ عددها بالمتوسط 150-450 ألفا لكل ملليلتر مكعب. وقد يصيب هذه الصفائح خلل في تكوينها أو نقص أو زيادة في عددها ولكل نوع من أنواع هذا الخلل مشكلاته وأعراضه.

نقص الصفائح الدموية:
نتحدث عن نقص الصفائح الدموية من حيث العدد وهو نقص له نوعان: إما النقص في الإنتاج نتيجة خلل في نخاع العظام وإما نقص نتائج عن تكسر تلك الصفائح بعد خروجها من نخاع العظام ومرورها في الأوعية الدموية الآكلة في الطحال أو غيره وهو ما يحدث نتيجة التصاق أي جسم غريب بالصفائح الدموية وجعلها تبدو وكأنها غريبة عن الجسم من وجهة نظر الجهاز المناعي، هذا الجسم قد يكون دواء أو فيروسا أو مادة كيميائية أو غيرها، عندما يحدث هذا تلتبس الأمور على جهاز المناعة فيعتبر هذه الصفائح غريبة فيشكل ضدها أجساما مضادة تهاجمها وتلتصق بها وتكسرها.

ثم يأتي دور الطحال حيث تقوم الخلايا الآكلة الموجودة بالطحال (Macrophages) بالتعرف على هذه الصفائح الملتصقة ومهاجمتها وتكسيرها مما ينتج عنه نقص متفاوت بعدد ذلك الصفائح وهو ما نسميه تكسر الصفائح الدموية Idiopathic Thrombocytopenic Purpura (ITP).

أسباب حدوثه:
وفي الحقيقة أنه في كثير من الأحيان لا يعرف سبب مباشر لحدوث تلك الحالة ولكننا نعرف بعض الأمور التي ينتج عنها هذا الأشكال مثل التطعيمات الفيروسية أحيانا، وفيروسات الزكام والجدري الماء وغيرها، إضافة إلى أن هناك حالات مرضية مثل الذئبة الحمراء وخلل الجهاز المناعي Autoimmune Disease كما أنها قد تنتج أيضا عن تناول بعض الأدوية دون استشارة الطبيب.

أنواع تكسر الصفائح الدموية:
وهناك نوعان لتكسر الصفائح الدموية حاد ومزمن فالحاد يكون في حالة بدء المرض خلال ستة أشهر من ظهور الأعراض أما المزمن فيكون قد مضى على وجوده أكثر من ستة أشهر وهذا تقسيم هام إذ إن الحاد يختفي تماما في حوالي 85% من الحالات بعلاج أو بدونه، أما تكسر الصفائح المزمن فقليلا ما ينتهي دون علاج.

الأعراض المصاحبة لتكسر الصفائح الدموية:
أكثر الأعراض شيوعا لتكسر الصفائح هو وجود كدمات زرقاء على الجسم الإنسان. كذلك قد يحصل نزيف من الأنف أو اللثة أو الجهاز الهضمي، وتلك المشكلة لها أهمية خاصة عند النساء خاصة في سن الحمل والولادة والدورة الشهرية حيث تصبح الدورة غزيرة وتفقد المرأة دما أكثر ولمدة أطول من المعتاد, وكل تلك الأعراض بسيطة ويمكن التعامل معها بسهولة باستثناء النزيف الذي يمكن أن يحدث بالدماغ وبلطف من الله فإن هذا لا يحدث إلا في حالات قليلة جدا لا تزيد عن نصف في المائة.

تشخيص مرض تكسر الصفائح الدموية:
أما تشخيص المرض فإن الطبيب المتمرس لا يحتاج أكثر من السيرة المرضية والكشف السريري إضافة إلى فحص بسيط لصورة الدم (CBC)، والأمر الحاسم في هذا التشخيص هو كون الهيموجلوبين وكريت الدم البيضاء عادية ولكن الصفائح ناقصة في العدد وقد تكون كبيرة في الحجم، وفي حالة الشك في الأمر يمكن أخذ عينة من النخاع والتأكد من أن الخلايا الأم (Megakaryocytes) كثير في العدد مما يدل على وفرة الإنتاج ولا يبقى هناك تفسير لنقص الصفائح غير تكسرها.

المرض ليس خطيرا:
وقبل الخوض في تفاصيل العلاج لا بد من طمأنة المريض بأن الأمر ليس خطيرا خاصة عندما يصيب الأطفال إذ إنه في بعض الأحيان يزيد الطبيب غير المختص من هذا القلق بإثارة احتمالية أن يكون سبب المشكلة جزءا من سرطان الدم (Leukemia) وفي تلك الحالات ننصح الطبيب بأن يظهر للمريض ثقته في التشخيص وقدرته على تقديم العلاج إن لزم الأمر وتحويل المريض لطبيب متخصص يتعامل بشكل يومي مع مثل ذلك الحالات

دمتم بخير