الخوف أهو شعور مرضي؟ الخوف يهيمن على كثير من المواقف ويرمي غالبا ظله على الأحداث واللحظات السعيدة في الحياة، فالخوف من فقدان عزيز، أو من المرض، أو فقد المال وخسارته، الخوف من الإلغاء والتهميش والإقصاء، والخوف من الخوف بحد ذاته كلها خوف. والخوف مظهر من مظاهر الحياة، وهو كذلك شعور نشعر به عموما أمام خطر أو توقع خطر، او التفكير بالخطر أو بأي شيء منفر وموحش، والخوف نوعان: خوف موضوعي طبيعي كالخوف من مواقف تهدد حياة الإنسان كخطر حيوان مفترس. خوف غير موضوعي (رهاب أو فوبيا) وهو الخوف من أخطار وهمية وغير حقيقية كالخوف من الأماكن العالية، الخوف من الأماكن المنعزلة والمغلقة (Claustrophobie) أو الأماكن المفتوحة (َAgoraphobie). إن كل شخصية أو حيوان أو مخلوق خيالي يثير لدينا مشاعر القلق، وكل اللحظات أو بعض الأمكنة التي تثير فينا مشاعر القلق كذلك (الليل، الضباب، الغابة، الأبار..) كلها خوف وهذا هو الخوف. مختلف أبعاد الخوف: *الخوف على أنفسنا *الخوف من خطر يمكن أن يحدث لنا، أو خطر غائب ولكننا نعرفه، أو خطر وهمي لا وجود له. *الخوف من شيء في الماضي أو الحاضر أو المستقبل *الخوف من رؤية أو سماع أو لمس أو أن يلمسنا شيء ما *الخوف من أن نتألم معنويا كأن نخسر ما نملك، أو أن نتألم جسديا كأن نمرض أو نموت *الخوف من الأماكن المفتوحة *الخوف من الأماكن المغلقة والمعزولة *الخوف من الظلام *الخوف من بعض المواقف *الخوف من الخوف كما نرى في الأمثلة السابقة للخوف عدة أوجه وعدة مخارج مختلفة قد يتلاعب بها الآخرون (ككتاب السيناريو، والمخرجين السينمائيين، السياسيين، التجار، مصصمو الإعلانات..) من أجل تحقيق مصالح بقصد أو عن غير قصد. الــخوف من الــمجهول: الخوف من المجهول مظهر يلاحظ خاصة بوضوح عند الكثير من الحيوانات والتي يتسم سلوكها بالحذر، أما عند الإنسان فالخوف من المجهول قد يكون على المستوى الفردي أو الجماعي، وهو خوف افتراضي، وقد يظهر أمام ظروف متوقعة ومجهولة، فالخوف من الموت أو من الظلام (عدم الرؤية) هما شكل من أشكال الخوف من المجهول. *الخوف القوي من المجهول (الجماعي أو الفردي) يقود إلى العزلة والانكفاء على الذات التي ينتج عنها العنف والانتحار، وهذا خوف خطير على الفرد والمجتمع. *الخوف المعتدل من المجهول يسمح بشيء من انفتاح الفكر وقد يتحول إلى عامل إبداع يساهم في أيقاظ غريزة الفضول والبحث والاكتشاف وهذا خوف مفيد. *الغياب الكلي للخوف من المجهول قد يكون عرض مرضي وجب علاجه لأنه قد يشكل مع الوقت خطر على الصحة النفسية للإنسان. الخوف شيء طبيعي ولكن تسييره وقوته هما ما قد يشكلان مشكلة ومعضلة فالانتماء إلى جماعة والشعور بالتضامن والارتباط بالعائلة كلها أمور تساهم في أمان الفرد والإحساس بالأمن ويبعد عنه الخوف. الــخوف والــقلق: إن التعرض الطويل لشيء مخيف يقود إلى مشاعر القلق، الذي يكبر ويزداد مع الوقت ويولد الإحساس بأنه سيزداد إلى ما لا نهاية، وإذا استمرت حالة القلق هذه فستصل إلى مداها وبوصولها إلى أقصى نقطة تبدأ في التناقص تدريجيا، والعلاجات السلوكية التي تطبق على الخوف ترتكز على هذا المبدأ، وبالفعل فإن التعرض المتدرج لمدة طويلة حتى يبدأ القلق بالتناقص هو مخرج مألوف، ولكن التعرض المباغت والقوي جدا للخوف يحدث العكس تماما، فالشخص قد يصدم ويحدث له رعب شديد ويزداد خوفه أكثر وأكثر\

. دمتم سالمين -