يعتبر مرض الفصام فى الشخصية "schizophrania" أحد الأمراض الدماغية العصبية، ويؤدى إلى اضطراب الحالة النفسية كأى مرض نفسى، ويسمى بانشطار الشخصية، وهو انقسام فى فكر المريض نفسه، بين محتويات فكره وأفعاله ورغباته. ويقول الدكتور أحمد متولى، استشارى الأمراض النفسية والعصبية، إن أعراض هذا المرض تكون عبارة عن تخيلات غير طبيعية، تتعلق غالبا بشخصية المريض وثقافته, وهلوسات, وتفكير غير سليم وغير منتظم, وقلة فى الكلام, وفقدان المتعة تجاه أى شىء, وعدم الرغبة فى الاختلاط بالمجتمع, كما أن مفصم الشخصية يسمع أصواتا تتحدث مع بعضها فى رأسه وهذه الأصوات توجهه لكى يقوم بأفعال معينة, وأيضا يحب الانطواء على نفسه، والصمت لاعتقاده بأن الآخرين لا يصدقونه. وأشار "متولى" إلى أن أهم أسباب ظهور مرض الفصام للإنسان هى اضطراب وظيفة مركز السيطرة الدماغية الذى يتلقى المعلومات من الخارج, أو من خلال الوراثة، فإذا كان أحد الوالدين أو الأقارب مصابا بهذا المرض من نقله إلى الأبناء, أو من خلال التغيرات المصاحبة للبلوغ الجنسى والنضج والحمل والولادة وسن التقاعد, أو عن طريق حدوث خلل فى موجات المخ الكهربائية وضعف وإرهاق الأعصاب, أو عند فقدان الحواس مما يؤدى إلى اضطراب التفكير والأوهام والهلوسات, أو يكون حدث صراع نفسى للمريض فى فترة الطفولة، مثل العلاقات الأسرية المضطربة, أو من خلال مشاكل الحياة والضغوط الاقتصادية والفشل فى الزواج والخبرات الجنسية الصادمة، كلها أسباب تساعد فى الإصابة بالمرض. ويظهر هذا المرض فى أى عمر وممكن أن يصيب الأطفال, ويتصف الطفل المصاب بالفصام بالكلام العشوائى، والأفكار المنحرفة، والسلوك العدوانى، والإدراك غير الطبيعى، وعدم التآلف مع الغير، وقلة الانتباه والتركيز، والقيام بحركات وأفعال شاذة. ويؤكد "متولى"، أن علاج "الفصام" لابد أن يشمل علاجا طبيا ونفسيا واجتماعيا, فالعلاج الطبى قد يتم خارج المستشفى، إلا فى بعض الحالات المتقدمة، فغالبا ما يلجأ الأطباء إلى العلاج بالصدمات الكهربائية، ومعظم العقاقير المستخدمة فى العلاج تولد البرود الجنسى. أما العلاج النفسى فيهدف إلى الاهتمام بإزالة أسباب المرض وقلق المريض وإعادة ثقته بنفسه, بينما العلاج الاجتماعى يهدف إلى تجنب العزلة مع الاهتمام بإعادة التأهيل والتطبيع ليصبح المريض كائنا سويا فى المجتمع، مشيرا إلى أنه غالبا ما ينصح مريض الفصام بالزواج، ولكن ينصح أيضا بعدم الإنجاب خوفا من عامل الوراثة فى نقل المرض.