تتضمن العوامل التي تؤثر على مستوى النشاط البدني إذا كانت الأم تعمل أم لا وإذا كان للطفل أشقاء أو شقيقات


خلصت دراسة كندية إلى أن أنسب وقت يمكن للأمهات أن يبدأن فيه إنقاص وزنهم الذي ازداد خلال فترة الحمل هو من 3 أشهر وحتى 12 شهرا بعد الولادة.
وجاء في الدراسة، المنشورة بدورية (دايابيتس كير) المعنية بمرض السكري، أن الأمهات اللائي يخفقن في إنقاص وزنهن الزائد خلال عام من الولادة أو يزداد وزنهن، ربما هن الفئة الأكثر عرضة لمخاطر صحية مثل ارتفاع ضغط الدم أو عوامل أخرى خطيرة تفضي إلى الإصابة بمرض السكري أو أمراض القلب بعد ذلك.
وتوصل الباحثون إلى أن عوامل الخطورة الصحية العالية التي تواجه النساء اللائي لا ينقصن وزنهن بعد مرور عام على الولادة تنعدم خلال الفترة التي تبدأ عقب الولادة بثلاثة أشهر.
وتشير الدراسة إلى أن هذه الفترة تعد بالغة الأهمية بالنسبة للمرأة التي ترغب في إنقاص بعض وزنها الذي اكتسبته خلال فترة الحمل.
وقال رافي ريتناكاران، المشرف على الدراسة والباحث المتخصص في مرض السكري، لبي بي سي إن "معظم النساء لا يعدن إلى وزنهن الطبيعي الذي كن عليه قبل الحمل بعد الولادة مباشرة. لقد وجدنا أن أكثر من 80 في المئة منهن لا يعدن لوزنهن خلال الأشهر الثلاثة الأولى بعد الولادة".
وأضاف "لكننا نقترح أن تبدأ الأمهات في اتباع طريقة لإنقاص الوزن خلال فترة ما بعد الولادة بثلاثة أشهر وحتى 12 شهرا".
المشي أو المجهود البدني قد يكون أنسب من اتباع نظام غذائي لتقليل الوزن


ومضى رينتاكاران موضحا بقوله "نرى أنه بعد الولادة بما يتراوح من ثلاثة أشهر وحتى 12 شهرا فترة بالغة الأهمية. خلال هذه الفترة قد يكون اهتمام الطبيب والمريض بالتحكم في الوزن بالغ الأهمية لسلامة الأوعية الدموية وعملية إحراق الدهون على المدى الطويل".
ومن الطبيعي أن يزداد وزن المرأة خلال فترة الحمل بنحو 20 في المئة أو أكثر عن وزنها الطبيعي، وعادة تجد المرأة صعوبة في إنقاص الوزن بسبب ضيق الوقت لممارسة الرياضة أو عدم الحصول على القسط الكافي من النوم.
وتشير الدراسة إلى أن وزن المرأة بعد عام من الولادة يعد مؤشرا قويا على مدى إمكانية زيادة وزنها بعد 15 عاما من الولادة ليصبح أكثر من الزيادة التي اكتسبتها خلال فترة الحمل نفسها.
الكوليسترول الضار

ويعتقد الباحثون أن الأثر التراكمي للوزن المكتسب خلال كل فترة حمل يسهم في زيادة المخاطر التي تتعرض لها المرأة من حيث الإصابة بأمراض مثل مرض السكري من الفئة الثانية وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وتتبع الباحثون في مستشفى "ماونت سايناي" في مدينة تورنتو بكندا عملية إنقاص الوزن بعد الولادة في مجموعة شملت نحو 300 امرأة.
كما راقب الباحثون العوامل الخطيرة التي تفضي إلى الإصابة بأمراض السكري والقلب، مثل ضغط الدم والكوليسترول الضار ومقاومة الإنسولين.
وكشفت الدراسة أن معظم النساء لم يبدأن في إنقاص الوزن فورا بعد الولادة، إذ أن ثمانية من بين كل عشرة نساء إزداد وزنهن خلال الأشهر الثلاثة التي أعقبت الولادة مقارنة بوزنهن قبل الحمل.
لكن الباحثين وجدوا أن 75 في المئة من النساء فقدن وزنهن خلال الفترة التي بدأت عقب الولادة بثلاثة أشهر وحتى 12 شهرا.
تمارين رياضية

تمثل التمارين الرياضية عاملا مهما في إنقاص الوزن


وأفادت الدراسة بأن 25 في المئة من النساء اللائي لم يفقدن وزنهن أو ازداد وزنهن هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض السكري والقلب بعد ذلك.
وأظهرت الدراسة أن التمارين الرياضية تعد عاملا مهما يسهم في إنقاص الوزن، إلى جانب المجهود البدني العالي، لاسيما من خلال ممارسة لعبة رياضية.
وقالت مورين تالبوت، المسؤولة البارزة بمؤسسة القلب البريطانية، إنه على الرغم من صعوبة إنقاص الوزن بعد الحمل، فإن زيادة الوزن تزيد من مخاطر الإصابة بأزمة قلبية أو سكتة.

وأضافت تالبوت أنه "لذلك من المهم أن تعتني الأمهات الجدد بأنفسهن تماما مثل العناية بأطفالهن من خلال الحفاظ على نشاطهن إلى جانب التغذية الصحية".
وتوجهت بالنصيحة لهذه الأمهات، قائلة "بلا شك ستنشغلين للغاية مع قدوم طفلك الجديد، لذلك لا تحاولي المشاركة في برنامج للياقة أو نظام غذائي لإنقاص الوزن، وبدلا من ذلك عليك مواصلة العودة للياقتك عبر بذل مجهود بدني في حياتك اليومية. على سبيل المثال السير في وقت الظهيرة، أو الذهاب إلى فصول التمارين الرياضية التي تقدم خدماتها للأمهات والأطفال".