قد يكون عرق السوس LICORICE مفيداً، الا أنه قد أثار جدلا كبيراً. فالمدافعون عنه يشيرون إلى أنه قد استعمل في أنحاء العالم لالاف السنين في علاج السعال، البرد، الطفح الجلدي، التهاب المفاصل، الالتهاب الكبدي، تليف الكبد، حالات العدوى..

بينما يصر النقاد_مع إعترافهم بفعالية العشب_على أن له آثاراً جانبية قد تهدد الحياة، مما يجعله غير آمن الاستعمال. وفي عدد قليل من الحالات، فإن مستخلص عرق السوس المركز، المستخدم كمنكه للحلويات، قد سبب بعض الضرر عندما تم تناوله بكميات كبيرة. على أية حال، فانه بالنسبة للبالغين الاصحاء الذين يتناولون عرق السوس باعتدال فان له منافع كثيرة تتجاوز المخاطر التي قد يسببها.

الاستعمالات العلاجية:
يسمى عرق السوس بـ"الجذر السكري"حيث إن حلاوته تزيد عن حلاوة السكر 50 مرة. ويحتوي عرق السوس على مواد كيميائية رائعة تسمى حمض الجيكيريتينيك، والتى لها استعمالات علاجية عديدة، ولكن خلافا لما مر نجم نتيجة هذا الجذر السكري مخاطر.

البرد ،والسعا ل، والتهاب الحلق :
تؤيد كثير من الدراسات الاستعمال التقليدي لعرق السوس في علاج السعال؛ حيث إن حمض الجليكير يتينيك له خواص مثبطة للسعال. وفي أوروبا,يشيع استعمال عرق السوس في أدوية السعال والبرد .واقرت اللجنة E (لجنة الخبراء الألمانية التي تقيم الادوية الشعبية ، والتي تناظر إدارة الغذاء والدواء الامريكية FDA ) أستعمال عرق السوس علاج نزلات البرد والسعال.

القرح :
في عام 1946،لاحظ أحد الصيادلة الهولنديين أن حلويات عرق السوس وأدوية السعال كانت رائجة جدا بين الزبائن الذين يشكون من قرحة الجهاز الهضمي وقد أخبروه أن عرق السوس قد منحهم راحة أفضل واطول من أدوية القرحة الاجرى وقام الصيدلي بنشر مقالة في الجريدة الطبية الهولندية .

وبعد ذلك مباشرة نشرت دراسات في الجريدة الطبية البريطانية أوضحت أن مستخلص حمض الجليكير يتينيك المركز يشفي القرحة في الحيوانات والانسان وللاسف فهو يسبب تورما في الكاحل وهذا من العلامات التقليدية لاحتباس الماء في الجسم .

واحتباس الماء خطير للغاية فقد يؤدي الى ارتفاع ضغط الدم الذي يشكل خطورة على السيدات الحوامل أو المرضعات او الاشخاص المرضى بالسكر أو الجلوكوما أو ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب أو اصابة سابقة بالسكته الدماغية. في أواخر سبعينات القرن 20 كشف الطب عن دواء فعال لعلاج القرحةالسيميتيدين .

وقالت عدة دراسات بعرق السوس وعموما فبينما كان العقار أكثر فعالية في علاج قرحة المعدية فان الاثنين لهما نفس الفعالية في علاج قرحة الاثنى عشر اضافة الى أن مستخلص عرق السوس يحمي بالفعل من تكرار الاصابة بالقرح أكثر من التاجامت.

وفي النهاية أدرك الباحثون لماذا يسبب حمض الجيكير يتنييك احتباس الماء فهو يعمل عمل هرمون الا لدوستيرون، الذي له دور في عمليات الابيض بالنسبة للماء والملح .وكمية زائده من الا لوستيرون قد تسبب حالة خطيرة ومن أعراضها احتباس الماء،الصداع,البلادة،ارتف �ع ضغط الدم،وقد يؤدي الى هبوط القلب.

ولحسن الحظ ،فقد اكتشف العلماء أيضا أن بامكانهم الاحتفاظ بفوائد عرق السوس المعالجة للقرحة والتخلص من الاثار الجانبية الهرمونية عن طريق ازالة 97% من نسبة حمض الجليكير ييتنييك.وهذا اداى الى تصنيع دواء نصف عشبي جديد يسمى. DGL وبرازت النشرات الامريكية والبريطانية بحثا أظهر فعالية دواء dgl في علاج القرحة مع قلة أعراضه الجانبية.

وفي احدى الدراسات التي أجريت على مدار 12 أسبوعا على 874 شخصا من المصابين بقرحة الاثنى عشر،تبين أن حمض الخليكير يتينيك يساعد على شفاء القرح أسرع من التاجامت.

وقرر العلماء الامريكيون أن يقلوا نظرة ثانيةعلى حمض الجليكير يتينيك بعدما صرفوا نظرهم عنه بسبب خطواته الشديدة .ففي أواخرسبعينيات القرن20 قاموا باجراء عدة دراسات ولكنهم استعملوا مركبا غير مناسب التجهيز فكانت النتائج ردئة ،مما جعل العلماء يعتبرون dgl غير فعال تماما في علاج القرح .وهذه النتائج غير الموفقة هدمت أي اهتمام بعرق السوس كعلاج للقرحة في الولايات المتحده .

وفي أواخر ثمانينات القرن20 ،أوضح أحد البحوث أن معظم القرح تسببها البكتريا وأنه من الممكن علاجها بالمضادات الحيوية ونتيجة لذلك فان dgl قد أصبح قليل الاستعمال بين الاطباء الامريكيين ولكنه لايزال علاجا شائعا للقرحه في أوروبا .

واقرت اللجنة ُE عرق السوس كعلاج للقرحة.وعلى المصابين بالقرحة الذين يرغبون في استعمال عرق السوس في برنامجهم العلاجي مناقشة ذلك مع أطبائهم .

التهاب المفاصل :
عرق السوس له تأثير مضاد للالتهابات وأظهرت إحدى الدراسات أن حمض الجليكير يتنييك يمكن أن يستخدم موضعياً مثل كريم لعلاج التهابات الجلد مثل كزيما وهذه النتائج أدت الى الكثيرمنا لدراسات الحيوانية التي أكدت أن الاستعمال الداخلي لعرق السوس له خواص مضدة للالتهاب، وخصوص التهاب المفاصل. وعلى المصابين بالتهاب المفاصل الذين يرغبون في تجربة عرق السوس مناقشة ذلك مع أطبائهم .

قرح الفم :
وهي قرح مؤلمة في الفم ويمكن أن تستمرأسبوعا قبل أن تلتئم وفي احدى الدراسات الهندية طلب الباحثون من20 شخصا مصابا بقرح الفم ان يستعملون غرغرة لدواء dgl وشعر15منهم (75%) بتحسن بعد اليوم الاول مع الشفاء التام في اليوم الثالث .

القوباء :
في احدى الدارسات ،وجدة أن عرق السوس ينشط الخلايا لا نتاج الانترفيرون وهي مادة ينتجها الجسم ذاتيا تعمل ضد الفيروسوليس غريبا أنالدراسات الاخرى قد اشارت الى أن عرق السوس يكافح فيروس ،وهو الفيروس الذي يسبب الاصابة بالقوء التناسلية وعقبولة الشفاه(قرح الفم ).ورش بعض من جذورعرق السوس المسحوقة على القرح قد يجعل بالتئامها .

لالتهاب الكبدي :
استعمل الاطباء الصنيون عرق السوس لعدة قررون في علاج أمراض الكبد . والالتهاب الكبدي "ج" عبارت عن عدوى فيروسية وقد يؤدى الى فشل في وظائف الكبد أوسرطان الكبد .

وقام الباحثون اليابانيون بحقن 435 مصابا بالالتهاب الكبدى c بستحضر من عرق السوس"100مجم يوميا لمدة 8 اسابيع ثم عدة مرات اسبوعيا لمدة 10سنوات " .

وفى خلال 15 سنة كان 25 % من الاشخاص في المجموعة الثانية الذين لم يتم حقنهم قد أصيبوا بسرطان الكبد بينما أصيب 12 % فقط من مجموعة غرق السوس .

وفي دراسات مماثلة حقن الباحثون الهنود 18 شخصا من المصابين بالالتهاب الكبدي بنفس مستحضر عرق السوس(40% يوميا لمدة شهر ثم 100 مجم3 مرات أسبوعيا لمدة 8 أسابيع)، فكان معدل الحياة في الذين لم يتم حقنهم 31 % بينما كان 72% في هؤلاء الذين عولجوا بعرق السوس. وهذا المستحضر القابل للحقن المستخدم في هذه الدراسات غير متوافره في الولايات المتحده.

ومع ذلك فهذه الدراسات قد أعطت برهانا مقنعا على أن عرق السوس له تأثير فعال مضاد للفيروسات.كما أوضحت أيضا أن عرق السوس يحمي الكبد في المرضي بتليف الكبد كما أنه له بعض الفعالية ضد فيروس لانفلونزا وفيروس نقص المناعة وهو الفيروس المسبب لمرض الايدز.

فعلى الاشخاص الذين يريدون الحصول على التأثيرات الشافية المحتملة لعرق السوس ضد أمراض الكبد أو فيروس نقص المناعة أن يتناقشوا ذلك مع أطبائهم .

العدوى :
أوضحت كثير من الدراسات المعلية أن عرق السوس يقاوم البكتريا المسببة للمرض(مثل البكتريا العقدية والسبحية )،وكذلك الفطريات المسببة للالتهابات المهلبية (الكانديدا) .ونثربعض جذورعرق السوس المطحونة على الجروح المطهرة يمكن أن يمنع العدوى.

متاعب سن اليأس:
كانت ليديا بكنهام على الطريق القويم عندما استعملت عرق السوس في مركبها المكون من الخضروات .وفي دراسة صغيرة رائدة قام الباحثون أنصار العلاج بالطبيعة في بورتلاند، وسياتل بأعطاء13 سيدة تشتكي من توهج الجه إما أقراص خاملة طبيا وإما تركيبة عشبية تحتوي على كميات متساوية من عرق السوس و4 أعشاب أخرى تستعمل في علاج متاعب سن اليأس : حشيشة الملائكة الصينية ذنب الاسد والارقطيون وجذوراليام البري.

وأخذت النساء 1500 مجم من الكابسوالات 3 مرات يوميا .وبعد 3 أشهر كان هنا لك تحسن ملحوظ في 6% من النساء في مجموعة الاقراص الخامة طبياً بينما كانت النسبة 100% في مجموعة التركيبة العشبية.

تعليمات الاستخدام الصحيح
برغم مخاطرةعرق السوس المعلنة الا أن إدراة الغذاء والدواء الامريكية fda قد أدرجت العشب ضمن قائمة الاعشاب آمنة الاستعمال بشكل عام .بالنسبة للبالغين _باستثناء الحوامل أوالمرضعات _ الذين لايعانون من السكر أوالجلوكوما أو ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب أو السكتات الدماغية والذين الايعالجون من أمراض الغدة الكظرية فإن عرق السوس يعتبر آمنا بالنسبة لهم إذا استخدم بحذر ولمدة قصيرة وبالجرعات الموصي بها تماما.

استشر طبيبك قبل تناول الجرعات العلاجية من العشب .إذا سبب لك تناول العشب اضطربا بسيطا مثل اضطراب المعدة أوالاسهال ،فعليك بتقليل الجرعة أو الامتناع عن تناوله نهائيا .أخبر طبيبك إذا شعرت بأي أعراض جانية أو إذا لم تتحسن الاعراض _التي من أجلها استعملت العشب_بصورة واضحة خلال أسبوعين .