بسم الله الرحمن الرحيم



حصوات الغدد اللعابية: الظاهرة وعلاجاتها الحديثة!




حصوات الغدد اللعابية هي ظاهرة تسمى التحصي اللعابي(sialolithiasis) وتنجم عن انسداد في القنوات اللعابية. سوف تقرؤون في هذا المقال عن هذه الظاهرة، المخاطر المرتبطة بها وطرق العلاج الحديثة في هذا المجال.

حصوات الغدد اللعابية هي ظاهرة تسمى التحصي اللعابي (sialolithiasis)، والناجمة عن انسداد في قنوات افراز اللعاب.

سببها غير معروف وهي شائعة في كافة الاعمار.

انسداد القنوات اللعابية، وتكون حصوات الغدد اللعابية، يضر بشكل كبير بنوعية حياة اولئك الذين يعانون منه ويؤدي الى انخفاض الوزن الحاد, الام شديدة، جفاف الفم، الامتناع عن تناول الطعام والجوع. الحل الوحيد هو الجراحة.

اهم اعراض هذا المرض هو تورم الغدد اللعابية، عادة اثناء تناول الطعام، مع الشعور بالام شديدة.

قبل الاكل يكون هناك تحفيز لافراز اللعاب. لدي المصابين بانسداد القنوات اللعابية فان اللعاب لا يمكن افرازة الى تجويف الفم. بالاضافة الى المعاناة وعدم الراحة الذي يسببها الانسداد، فهو يمكن ان يشكل خطرا حقيقيا: فقد يحدث تلوث، او تكرر حالات التلوث، من تجويف الفم عن طريق قنوات الغدة اللعابية. ويرافق هذه العملية تورم وارتفاع لارضية الفم, تحت اللسان وافراز سائل قيحي من الغدة. مجرى التنفس يغلق وقد يسبب للاختناق.

توجد في فم الانسان ستة غدد لعابية رئيسية: بنت الاذن، غدد تحت اللسان وغدد تحت الفكين وعشرات الالاف من الغدد الصغيرة. اللعاب يتكون من الماء, المخاط والانزيمات, ويفرز بعد التحفيز الميكانيكي والعصبي، عن طريق قنوات دقيقة ومتعرجة، والتي قد يصل طولها الى ستة سنتمترات. وظائفه الاربعة الرئيسية هي الحفاظ على الرطوبة في الفم، والمساعدة في بلع الغذاء، الحد من التغيرات في حموضة الفم وهضم النشا. اذا تم الكشف عن حصى واحدة او عدة حصى في القنوات اللعابية، فيقرر عادة اجراء الجراحة.

المبنى الفريد للانابيب اللعابية ومكان حصوات الغدد اللعابية، هي التي تحدد كيفية اجراء الجراحة: اذا كانت الحصوات موجودة في منطقة يمكن الوصول اليها، فانها تزال. اذا كانت الحصوات في مناطق اعمق، فيتم استئصال الغدة باكملها، بالجراحة بواسطة شق تحت الفك.

الوضع يكون معقدا اكثر من ذلك، اذا كانت حصوات الغدد اللعابية موجودة في غدد بنت الاذن، وهي حالة شائعة جدا عند الاطفال. هذا المكان اشكالي، فالانبوب رفيع والاقتراب الى هذا المكان معقد. ازالة الغدة الملوثة، تنطوي على مخاطر حدوث اصابة في العصب الوجهي ويمكن ان تسبب شللا جزئيا في الوجه.

اشكالية المكان بالنسبة للعمليات الجراحية في الغدد اللعابية، فترة التعافي الطويلة بعد الجراحة والضرر الذي تسببه للقنوات اللعابية، التكلس, التلوث والتضيق، ادت الى اختبار تقنيات جديدة في التعامل مع هذه المشكلة. حيث تم البدء باستخدام تقنية التنظير، لازالة الحصى اللعابية. هذا هو انبوب رفيع, بقطر 0.6/0.7 سم والذي يستخدم ككاميرا, وفي نفس الوقت كوسيلة للاضاءة وكذلك كوسيلة لالتقاط الحصوات وازالتها.

يمكن بواسطة المنظار ازالة معظم حصوات الغدد اللعابية المتكونة في القنوات. وبالاضافة الى ذلك، يسمح المنظار باجراء مسح للقنوات اللعابية حتى نهايتها واعادة تاهيلها بعد ازالة الحصى: يسمح المنظار بوضع الدعامة في القنوات (على غرار قسطرة القلب) وادخال الدواء, عادة البنسلين. يعتبر استخدام تكنولوجيا التنظير اكثر دقة وامن اكثر من الجراحة العادية. الشفاء اسرع بكثير، يكون الجرح صغيرا جدا والمريض يعود الى بيته في غضون ساعتين على الاكثر.