أظهرت دراسة حديثة أنَّ التدخين الذي يستمر إلى منتصف العمر (40 ـ 50 عاما) يحدث انحداراً سريعاً في قوة الذاكرة مقارنة بغير المدخنين حسب ما جاء في مجلة الصحة العامة الأمريكيةَ. ويبدو أن الفرق في قوة الذاكرة هو أكثر وضوحاً لدى المدخنين الذين يدخنون أكثر من 20 لفافة تبغ يومياً.



ولكن الباحثين لم يتوصلوا إلى كيفية حدوث الشيخوخة المبكرة للذاكرة لدى المدخنين. إلا أنهم وضعوا احتمالاً وهو أنَّ ارتفاع ضغط الدم المصاحب لفترة عملية التدخين قد يؤدي إلى دمار خلايا في الدماغ، أو أنَّ التدخين يحدث اضطرابا في الدورة الدموية داخل الدماغ، مما يؤدي إلى خلل في تزويد الخلايا العصبية بالدم.


وتبيَّن من الدراسة أنَّ الذين يتوقفون عن التدخين قبل بلوغهم 43 عاماً من العمر يظهرون أقل تأثراً بالتدخين من غيرهم المدخنين، وأنَّ الذين يتوقفون عن التدخين قبل بلوغهم 53 عاماً من العمر يظهرون انحداراً في الذاكرة أقل سرعة مما هي عليه لدى المدخنين.

ويختم التقرير بقوله إنَّ هذه الدراسة تبين أن الترك المبكر للتدخين قد يقلل من التأثير السلبي الذي يحدثه التدخين على عمل الدماغ.

تتواتر التقارير والبحوث العلمية عن أضرار التدخين على المدخن ومن يحيط به. ورغم علم المدخنون بذلك إلا أن منهم من لا يستطيع ترك التدخين؛ لأنَّ الأسباب في عدم ترك التدخين قد لا تعود إلى معرفة أو جهل الأضرار الناجمة عنه فقط، بل قد توجد أسباب نفسية أخرى لا نعرفها أو يعرفها المدخن نفسه، والتي منها إمكانية أن يكون وضع لفافة التبغ أو الغليون أو السيجار أو مصاصة النارجيلة، راجع إلى إحساس أنثوي مدفون بين الشفتين، أو إلى إحساس يعود إلى أيام الرضاعة الأولى، من يدري؟!


نود من علماء النفس والاجتماع التفضل بدراسة ظاهرة العناد المرضي الذي يعاني منه بعض المدخنين رغم معرفتهم التامة بالأضرار الصحية والمالية والاجتماعية والسلوكية والتناسلية والعائلية والوراثية وباقي السلبيات مقابل أن يضع أحدهم إحدى أدوات التدخين بين شفتيه. ما هو الثقل النفسي النوعي لعملية التدخين التي يكسب المدخن قدرة عالية على تحمل كل هذه الأضرار مقابل أن يضع شيئا بين شفتيه؟!!!.
المصدر:http://www.kenanaonline.com/ws/amany...g/50273/page/4 - 12k