الاختلاط والنشاط الأفضل للتخلص من الكآبة



وأشار تقرير لمعهد علوم الامراض النفسية في جامعة كولومبيا الاميركية الى ان الكآبة ليست في حقيقتها مرضا عضويا بل نفسي ويمكن معالجته والشفاء منه، لكن الشرط في ذلك ان يحسن المصاب التصرف ويقرر طلب المساعدة من الغير اما من أقارب له او من طبيب إختصاصي.

وقبل التفكير في كيفية التخلص من هذه الحالة، لا بد من الاشارة الى مقدار الخطورة التي تكمن فيها، فالبعض يظن ان المرض الخطر هو المرض العضوي الذي يؤدي الى الموت، او شلل عضو محدد في الجسم، اما ما يرتبط بالروح والنفس فليس بالامر الخطر لانه غير ظاهر مع انه يسبب في حالات كثيرة الموت .

ويؤكد خبراء علم النفس الذين وضعوا التقرير أن أمراض النفس أكثر خطورة من أمراض الجسد، فالكآبة مثلا تحوّل حياة المصاب بها الى جحيم لا يطاق، كما أنها يمكن أن تدمر حياته أيضا. والمشكلة في الكآبة انها حينما تصيب شخصا فهي تؤدي الى انشغال من حوله من اقاربه بمرضه، ما يسبب لهم ايضا موجات من الكآبة.

وعلى الرغم من ان التغيرات الاجتماعية الهائلة التي حصلت في السنوات العشرين الماضية، كالتحول في ادوار النساء والرجال، ودخول المرأة بشكل مكثف الى ميدان العمل واتساع الدائرة الجغرافية للتنقل الذي باعد بين الناس وحرمهم من دفء العلاقات الاجتماعية مع انه كسب خبراء كبيرة معلومات وفيرة، الا ان هذا التطور يعتبر من الأسباب الرئيسة في انتشار موجة الاصابة بالكآبة وامراض نفسية اخرى.

إلا ان التقرير لم يكن متشائما بل أكد وجود امكانية للتغلب على الآثار السلبية لمثل هذه التغيرات ومنعها من تدمير حياة الانسان، والامر يتطلب قبل كل شيء رؤية سليمة للحياة والتزام بالقيم والمثل الانسانية والعمل على إعادة أواصر الصداقة وبناء العلاقات الحميمة مع الآخرين.

لكن في ما يتعلق بالمصابين فانه ينصحهم عندما تعتريهم الكآبة ان يتحركوا لعمل شيء ما حتى ولو كان الخروج من المنزل والاختلاط بالآخرين، ذلك لان الجمود يغذي الكآبة بينما الحركة تزيلها.
والنصيحة التي يجب ان يتبعها المصاب بهذه الحالة او من يشعر بانه يتعرض اليها هي القيام بعمل بنّاء يتطلب التفكير ولو بشكل بسيط، فكلما تكاسل المصاب زادت رغبته في الكسل وزادت حالته سوءا.

واذا كان أمامه أنشطة معقدة عليه القيام، فانه يمكن تجزئتها الى خطوات صغيرة منفصلة عندها تبدو أكثر قابلية للحل، لكن الأهم عدم الانشغال بالنفس والانزواء فهذه أولى مراحل الدخول في عمق الكآبة التي قد تدفع بالانسان الى الانتحار او الامتناع على تناول الطعام والدخول في النهاية في وضعية صحية خطرة.
نهى أحمد
gmt 20:52:00 2011 الأربعاء 2 مارس
صحة / الصحة النفسية