لماذا الطب البديل؟

الأمراض نوعان: عضوي ووظيفي، أما الأمراض العضوية فهي تلك التي تحدث بسبب تغير واضح في عضو من أعضاء الجسم ككسور العظام أو الأورام أو الجروح أو تمزق العضلات أو الفتق أو انسداد أحد عروق الدم أو انقطاع عصب من الأعصاب. هذه الأمراض ولا شك تحتاج إلى علاج بوسائل الطب التقليدي الذي أثبت نجاحاً في هذا المضمار ولا حاجة لنا إلى التخلي عنه. كما أن من المهم أن نعرف أن مثل هذه الأمراض يصعب على الجسم نفسه التغلب عليها تماماً دون تدخل جراحي أو طبي. ولا حاجة لنا في مثل هذه الحالات إلى البحث عن بدائل طبية لعلاجها.

أما الأمراض الوظيفية، والتي تحتل حيزاً كبيراً من معاناة المرضى في مختلف أنحاء العالم، فمعظمها عجز الطب حتى اليوم عن إيجاد تفسير واضح لها، وإنما هي افتراضات ونظريات تظهر وتختفي يتم العلاج على أساسها، من أبرز هذه الأمراض الوظيفية أمراض الروماتزم بكل أنواعه كأوجاع المفاصل والعضلات، وأمراض الحساسية كما يسمونها في الصدر أو الأنف أو الجلد أو غيره، وأنواع الصداع المختلفة كالشقيقة وغيرها وأمراض الجهاز الهضمي من اضطرابات وغازات وإمساك وغيره. كل هذه وغيرها كثير يعاني منها الناس ولا يكاد يوجد إنسان إلا واشتكى في يوم ما من أحد هذه الأمراض على الأقل لفترة ما في حياته.

إن الطب التقليدي التجريبي العلمي الغربي اليوم يحاول إصلاح ما يطرأ من خلل في مختلف أعضاء الجسم إذا ما اكتشفها. وهذا ينطبق على الأمراض العضوية حيث نجح في ذلك إلى حد كبير جداً. أما الأمراض الوظيفية كما سميناها فان الطب التقليدي لم يتمكن من تفسيرها تفسيراً واضحاً إلا في حالات قليلة. فهو يفترض افتراضات ويضع نظريات غير أكيدة ويحاول في النهاية تسكين الأعراض بعقاقير تغطي عليها ولا تقضي على المرض. ثم أن هذه العقاقير إذا ما أضعفت مقاومة الجسم يصعب عليه مقاومة المرض فيتحول إلى مرض مزمن وتتغير أعراضه إلى أعراض أخرى وتستمر المعاناة.

أما في الطب البديل فالمحاولات وأسلوب العلاج لا تعتمد على تسكين الأعراض فقط، وإنما في نفس الوقت إعطاء الجسم الفرصة لمقاومة المرض بنفسه والتغلب عليه وإعادة التوازن إلى أعضاء الجسم بأساليب بسيطة لا تضر إن لم تنفع بخلاف تلك الكميات الهائلة من العقاقير القوية المفعول والغريبة على الجسم التي تصرف كل يوم بالآلاف والملايين في كل أنحاء العالم في مضمار الطب التقليدي أو حتى تلك العمليات الجراحية التي تبنى على نظريات غير مؤكدة وتجرى كحجة عاجز لا تنفع إلاّ مؤقتاً إن نفعت، فتستمر المعاناة حتى بعد إجراء العملية أو تتحول الأعراض إلى أعراض أخرى.

فعلاج الأمراض الوظيفية بما فيها الأمراض المزمنة أثبت الطب البديل فيها نجاحاً فائقاً يتقدم به على أساليب الطب التقليدي في معظم الأحيان. كما أنه لا يضر إن لم ينفع، فعلاج أمراض الروماتيزم أو الحساسية أو الاضطرابات الهضمية بالوخز الصيني أو العلاج العصبي الألماني أو العلاج بالأعشاب مثلاً أفضل وأرحم للجسم ويؤدي إلى نتائج تفوق نتائج العلاج بالطب التقليدي في كثير من الأحيان.

لقد انتشر العلاج البديل في مختلف أنحاء أوربا وأمريكا، لا سيما ألمانيا الرائدة في هذا الميدان، انتشر إلى حد كبير متزايد، ووجد تجاوباً وإقبالاً من المرضى الذين أصبحوا يحاولون تفادي العقاقير الكيماوية التي لا نعرف حتى اليوم مدى تأثيرها السلبي وأعراضها الجانبية على الجسم. كما إن إقبال الأطباء على تعلم مختلف أنواع العلاج البديل في تزايد مستمر لاقتناعهم بمدى فعاليته ومحاسنه ولمصلحة مرضاهم.

وكمثال على مدى تطبيق الطب البديل آلام الظهر التي يعاني منها كل خامس شخص في العالم اليوم تقريباً والتي لا نعرف في معظم الأحيان أسبابها. فالطب التقليدي يزيد معاناة المريض بإجراء العديد من الفحوصات بمختلف أنواع الأشعة عليه لعله يجد مصادفة خللاً ما في السلسلة الفقرية ليحيل المعاناة والآلام إليها ويعالجها دون الالتفات إلى المعاناة الأصلية. أما الطب البديل كالوخز الصيني أو العلاج العصبي الألماني فيساعد المريض على التخلص من الآلام ويترك للجسم إعادة التوازن والتغلب على ما طرأ عليه من تغيير دون عقاقير ذات أعراض جانبية أو عمليات جراحية. على كل فهذا مجرد مثال على ما يقوم به الطب البديل الذي يحتاج إلى تفاصيل عديدة عن كل نوع وحالة.