حبيبات ذكية لتدمير أورام الكبد

كتبت: عائشة منيسي


توصل فريق بحثي بوحدة الأشعة التدخلية بجامعة عين شمس إلي تقنية حديثة تعتمد علي تصنيع وحقن حبيبات ذكية تزيد من فاعلية العقار الكيماوي المستخدم في القضاء علي سرطان الكبد في الحالات التي يصعب علاجها.

سواء بالاستئصال الجراحي أو زرع الكبد أو التردد الحراري لأسباب مختلفة منها كبر حجم الورم أو انتشاره في أكثر من موقع بالكبد‏.‏

ويؤكد الدكتور أحمد الدري أستاذ ورئيس الوحدة والفريق البحثي أن من معوقات جدوي العلاج بالعقاقير الكيماوية بالطرق التقليدية عن طريق الفم أو الحقن في الأوردة هو توزيع الجرعة العلاجية علي كل خلايا الجسم عن طريق الدورة الدموية‏,‏ وبذلك تكون الجرعة التي تصل إلي الورم أقل بكثير من الجرعة الكافية لقتل الخلايا السرطانية‏,‏ لذا لجأ أطباء الأشعة التدخلية إلي حقن هذه العقاقير الكيماوية مباشرة إلي داخل الورم‏.‏

ويتم ذلك بإدخال قسطرة رفيعة عن طريق شريان الفخذ وتوجيهها تحت الأشعة حتي تصل إلي الشريان المغذي للورم حيث يتم حقن الجرعة الكيماوية إلي داخل الورم مباشرة‏,‏ ولكن حتي مع حقن الجرعة كلها داخل شريان الورم مباشرة‏,‏ فإن وجود هذه الجرعة الكبيرة مرة واحدة داخل النسيج الورمي يؤدي إلي هروب كمية كبيرة منها إلي الدورة الدموية حيث تصل إلي جميع أعضاء الجسم‏,‏ لذلك تم البحث والتوصل إلي تصنيع حبيبات ذكية لتخلط بالعقاقير الكيماوية المستخدمة في علاج سرطان الكبد الأولي فتمتصها وعندما تحقن هذه الحبيبات داخل الشريان المغذي للورم تقوم بإفراز العلاج الكيماوي داخل النسيج الورمي بمعدلات منتظمة ومحسوبة لا تؤدي إلي هروب الدواء الكيماوي إلي الدورة الدموية العامة مما يزيد من فاعلية هذا الدواء في العلاج‏.‏

كما أن الإفراز المنتظم والمحسوب مكن الأطباء أيضا من استخدام جرعة أكبر من العلاج الكيماوي‏,‏ هذا بالإضافة إلي دور الحبيبات المتناهية في الصغر التي تقوم بسد الشعيرات الدموية الدقيقة التي تقوم بتوصيل الدم المغذي للخلايا السرطانية فتموت هذه الخلايا‏,‏ وكلها عوامل تؤدي إلي زيادة فاعلية العقار الكيماوي في القضاء علي السرطان‏.‏

ويضيف الدكتور الدري أن هذه الحبيبات تم استخدامها خلال العام الماضي وقد أظهرت النتائج فاعلية أعلي في التعامل مع الأورام‏,‏ ويؤكد أن استخدام هذه الوسيلة بالتزام مع تعاطي العقاقير الحديثة التي تؤخذ عن طريق الفم والتي تمنع قيام جسم الإنسان بتكوين شرايين جديدة لتغذية الورم بدلا من تلك التي تم سدها بواسطة الحبيبات الكيماوية فإن احتمالات السيطرة علي الأورام تكون أكبر بكثير.

جريدة الأهرام -17/2/2010