لفتت دراسة هولندية إلى أن ذكريات ومشاعر السعادة بالإجازة سرعان ما تتبخر لدى العودة إلى الروتين والمشاغل اليومية ومحاولة تعويض ما فات من عمل.

فقد ذكر موقع هيلث دي نيوز أن باحثين في هولندا سألوا 974 شخصاً عن مدى سعادتهم قبل وبعد قضائهم لإجازاتهم وقارنوا بين أجوبتهم وأجوبة 556 شخصاً آخرين لم يخططوا للذهاب في إجازة.


وتبين للفريق القائم على البحث -الذي جرى في جامعة بريدا الهولندية للعلوم المقارنة- أن المشاركين في الدراسة الذين خططوا للذهاب في إجازة، كانوا أكثر سعادة من نظرائهم الذين لم يخططوا لها، لكن الطرفين شعرا بنفس الدرجة من الضيق تقريبا لدى الانتهاء من الإجازة والعودة إلى الروتين اليومي.


الروتين اليومي
وفي هذا السياق أوضح جيروين نوجين، الباحث السياحي والمحاضر في جامعة بريدا والمشرف على إعداد الدراسة، أن هذا الشعور بالضيق يأتي من الإحساس بالعودة إلى العمل –أو المدرسة في حال الطلبة- وبالتالي الدخول مجددا في دورة الروتين والمشاغل اليومية ومحاولة تعويض ما فاتهم من أعمال أثناء الإجازة.


ونوه الباحث الهولندي إلى أن المشاركين، الذين وصفوا إجازاتهم بأنها كانت شديدة الاسترخاء، لازمهم شعور بالسعادة لفترة أسبوعين تقريبا بعد عودتهم من الإجازة على عكس نظرائهم الذين لم يستمتعوا بإجازاتهم بالقدر المأمول.


وفي السياق ذاته قال جيمس مادوكس أستاذ في علم النفس بجامعة جورج مايسون بولاية فيرجينيا إن الشعور بالسعادة عند الزواج أو الحصول على ترقية أو ولادة طفل لا يطول كثيرا لأن الشخص "السعيد" سرعان ما يعود إلى دوامة المشاغل والمشاكل اليومية التي يواجهها.


وأضاف أن الأمر ينطبق أيضا على الأفراد الذين يمرون بظروف مأساوية أو حزينة، مثل الإصابة أو فقدان شخص مقرب، حيث يشعرون بالأسى والحزن لفترة محددة ثم يعودون إلى دورة الحياة اليومية.
المصدر الجزيرة نت