النظر من مثقابين ليس بالأمر السهل وليس كل الناس تسطيع فعل هذا الأمر، فهي عملية تحتاج لتفكير عميق نابع من الداخل متجرد من الأحاسيس في بعض الأوقات.
قرأت في أحد المجلات مرة، أن امراة كانت تبكي على ابنتيها وحظهما، فالأولى متزوجة من بائع شماسي فلا يبيع بالصيف والأخرى متزوجة من بائع معكرونة فلا تتجفف في فصل الشتاء مما بمنعه من إنتاج المعكرونة لكي يبيعها،بقت الأم على هذه الحال تبكي ثم تبكي ثم تبكي،فقال لها رجل طاعن في السن مليئ بالحكم لماذا تبكين؟ قروت له القصة؟فقال لها لماذا تفرحين لابنتك الأولى عندما تمطر فيسترزق زوجها الكثير ولماذا لا تفرحين أيضا لان الأخرى عندما يأتي الصيف ويبيع زوجها من المعكرونة الكثير ؟ فوللت المراة سعيدة بما قال لها الحكيم ومنذ ذلك الوقت غيرت المراة طريقة تفكيرها فتغيرت حياتها فصارت سعيدة جدا بل صارت درسا لكل مكتئب.
لم يفعل لها سحرا ولم يصف لها دواءا ولم يجري لها عملية جراحية في عقلها، بل أرشدها إلى طريق أفضل في التفكير،أليس عندما تضل طريق العودة إلى المنزل تسأل أقرب لكي يرشدك؟ وأليس عندما يحين وقت الغداء تنتقي لنفسك أهم الطعام وأفيَده؟ فلماذا لا تنتقي لعقلك أهم الأفكار وترشده ؟
بعض الناس يبقى متمسك برأيه لا يتخلى عنه فيَفهم أغلب الأمور خطأً فيحسب الكثير من الأمور خطأَ فمن الطبيعي أن تكون نتائجه خطأَ،إن النظر للحياة من جوانبها سيساعدك على أن تتخطى مرحلة نفسية ضاغطة قد تشن حربا على تفكيرك وتشل حركتك.
الحل الجذري لهذه الأمور هو أن تتخيل نفسك طبيبك النفسي فماذا ستفعل لو أنك طبيب وأتت لك حالة للعلاج هي مثل حالتك؟ طبعا ستفعل كما يفعل كل الأطباء غالبا،فسيبدأون بالأسألة التي قد يكون فيها تخطي لحدود السرية،فتجيبهم ويزيدون بالأسألة، اتعرف لماذا ؟
هم يسألون لكي يصلوا إلى عمق المشكلة لكي يبدأوا بزرع علاجاتهم لحل المشكلة،ولكن الجميل في الموضوع والذي يتطلب منك عناية،هو أنهم يرون الأمور من الخارج.