الجزء الأول
مهارات التفكير الإبداعي
التفكير يلعب دورا مهما في العملية التعليمية ، ولكي يستطيع المعلم / المعلمة أن يوفر فرصا تربوية وتعليمية مناسبة تحفز طلبته على التفكير وممارسته في المواقف الصفية واللاصفية ، كما أنها تجيء لتجيب عن مجموعة من الأسئلة والنشاطات والاستفسارات التي تطرح نفسها ومن أهمها : كيف يمكن توفير أنشطة مناسبة لتنمية مهارات التفكير لدي الطلبة ؟
وما هي الأساليب والاستراتيجيات التعليمية ؟ التعلمية التي ينبغي أن يتبعها المعلم لتحقيق هذا الهدف ؟ من هنا فقد ازداد الاهتمام في العقدين الأخيرين بتنمية التفكير عند الطلبة في البلاد العربية ، وأصبح هدفا رئيسا في عمليات تطوير المناهج والكتب المدرسية ، وازدادت أهمية إتقان الطلبة لمهارات التفكير ، حتى يتمكنوا من التعامل مع الكم الهائل من المعلومات المتزايدة التي أصبحت سمة هذا العصر .ولم يعد التعلم الناجح مرهونا بالمعلومات التي حفظها المتعلم ، مهما كان حجمها ، ولكن أصبح مرهونا بما يكتسبه من طرق التفكير التي تشكل مفاتيح المعرفة وأدواتها ، لقد أيقن التربويون أهمية التفكير في إعداد الشخصية القادرة على مواجهة الحياة ومشكلاتها ، والعمل على حلها . وحتى يستطيعوا ذلك لابد من توفير بيئة تربوية تساعدهم في تعلم مهارات التفكير من خلال معلمين أو معلمات منفتحين ، قادرين على إعمال الفكر العميق فيما يواجهون ، إن التفكير يمكن أن يعلم للطلبة كما تعلم لهم المحتويات الدراسية الأخرى من حقائق ومفاهيم ومبادئ من خلال استراتيجيات تعليمية تهتم بالمتعلم ، وتجعله محور العملية التربوية ، وتحترم قدراته واهتماماته وميوله وتكسبه المعارف والمعلومات التي تحثه على البحث والتنقيب والاكتشاف ليصل إلى الجديد المبتكر والعمل المبدع .
إن إيجاد عملية للتفكير تحتاج إلى تضافر جميع الجهود في الحقل التربوي من معلمين وإداريين ومشرفين تربويين لإيجاد رؤية واضحة ومحددة تتيح للطلبة فرص التفكير والإبداع .
ومناهجنا الجديدة المتداولة الآن قد بنيت لتحقيق هذه الغاية في موادها وأساليبها واستراتيجيات تدريسها وتقويمها ، وعلى المعلم / المعلمة أن يحسن التعامل معها قراءة وفهما وتطبيقا ، لأن المعلم هو قطب الرحى في هذا المجال ، إذا تم إعداده فنيا وبشكل يمكنه من التعاطي مع المناهج الجديدة بوعي واقتدار .ولا يخفى على أن التفكير أمر فطري عند الإنسان ميزه الله تعالى فيه على سائر المخلوقات ، ولكنه مثل غيره من الملكات الفطرية الأخرى ، التي تحتاج إلى التطوير والتوسيع عن طريق التعلم المستمر.
لأن التفكير السديد من لوازم الشخصية السوية .
قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا ، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم " .
بقلم
الدكتور/ جاسر الديسي