سبع خطوات لممارسة الذكاء الوجداني :

الذكاء الوجداني هو كأنك تجعل من نفسك رقيب عليك.
أي يصبح لديك مدرب داخلي يفحص أقوالك وردود أفعالك ويساعدك أن تكون ردود أفعالك أفضل في المرة التالية.
وهو لا ينتقدك أو يلومك وإنما يشجعك على مزيد من التطوير في التعامل مع نفسك ومع الآخرين.
هناك سبعة خطوات يقوم بها هذا المدرب الداخلي

1- يلا حظ
لاحظ جسدك: الجسد يعكس المشاعر بصدق وأمانة أكثر من العقل. ضربات القلب، التنفس، الحلق الجاف، العرق في الأيدي.
لاحظ مشاعرك: ماذا أشعر؟ هل أشعر أني أتعرض للهجوم، هل أنا قلق، هل أشعر أني أريد أن أدافع عن نفسي؟ هل أنا غاضب؟ هل أشعر بالتحدي؟ هل أنا خائف؟
لاحظ أفكارك: علاما يركز فكري؟ هل أركز على الدفاع عن موقفي؟ هل أركز على الهجوم على الآخرين وتفنيد وجهات نظرهم؟ هل هدفي الوحيد حماية نفسي؟
لاحظ مظهرك الخارجي: كيف أبدو الآن أمام الآخرين؟ نبرة صوتي، هل هي مرتفعة أم مناسبة؟ ما هي حركات جسدي وما هي الرسالة التي تنقلها؟ تعبيرات وجهي، هل هي متحدية أم مسترخية؟
لاحظ الآخرين:
- ما الذي يحاولون نقله من رسائل من خلال كلامهم؟
- ما هي سلوكياتهم غير اللفظية (حركات أجسادهم وأياديهم)؟ ما هي تعبيرات وجوههم؟ نظرات عيونهم، هل يتفادون النظر في العين، أم ينظرون إلي بطريقة مباشرة؟
- ما هو مزاجهم؟ مسرورون؟ متوترون؟ مشجعون؟ غاضبون؟ ثائرون؟ حزانى؟ محبطون؟ الخ
- ما هو شكل البيئة المحيطة؟ هل بيئة مسترخية؟ أم بيئة متوترة؟ التليفون يرن، الكومبيوتر مفتوح أكثر من شخص يتكلم ويتداخل؟

2- يفسَّر
كل منا لديه بنك معلومات يفسر الكلام والتواصل غير اللفظي بطريقة ما. هنا نحتاج لمعونة المخ العقلاني لتوضيح التفسيرات المختلفة للمواقف والسلوكيات. لدى كل منا ميل لتفسير ما. لكن المخ العقلاني يمكن أن يمدنا بمزيد من التفسيرات المحتملة. على سبيل المثال، يميل المخ الوجداني فينا إلى تفسير عدم رد شخص أنه رفض وكراهية، بينما يمكن أن ندرب أنفسنا على استشارة المخ العقلاني الذي من الممكن أن يقدم تفسيرات أخرى كثيرة مثل:
- الشخص الآخر لم يكن منتبهاَ. ربما كان حزيناً أو مستغرقاً في تفكير عميق
- الشخص الآخر ليس لديه ما يقوله. الخ.

3) يتوقف
التوقف قليلاً خطوة أساسية في الوعي بالنفس والتعامل مع المشاعر. التوقف قليلاً، يمنع المخ الوجداني من الاندفاع في سلوك لم يتم فحصه جيداً ويسمح للمخ العقلاني بالتحكم في الأمر. هنا المدرب الداخلي يقول لك: توقف قليلاً قبل أن ترد. انتظر لا تتخذ قراراً الآن.

4) يوجِّه
بعد أن تلاحظ وتفسر وتتوقف، تستطيع أن توجه تفكيرك ومشاعرك وردود أفعالك للوجهة الصحيحة التي فيها فائدتك الشخصية وفائدة من حولك. المعادلة التي تحدث دائماً عندما لا ندرب أنفسنا على الذكاء الوجداني هي:
حدث أو موقف + طريقة تفكير أو تفسير معتاد = رد فعل وجداني وسلوكي مندفع نندم عليه
بعد الملاحظة والتفسير والتوقف يمكن أن تكون المعادلة هكذا:
حدث أو موقف + طريقة تفكير أو تفسير معتاد + أعادة توجيه التفكير = رد فعل وجداني وسلوكي أفضل

5) يتأمل

تأمل ما حدث. تأمل النتائج المختلفة التي حصلت عليها عندما مارست الذكاء الوجداني وسمعت لصوت المدرب الداخلي الذي قال لك لاحظ وفسر تفسيرات جديدة، توقف ثم أعد التوجيه. تأمل ردود أفعال الآخرين وكيف أصبحت مختلفة عما كان يحدث عندما كنت تندفع في الكلام أو التصرف. كيف تطور الموقف للأفضل؟ كيف تحسنت علاقاتك؟ كيف أثبتت النتائج عدم دقة أفكارك القديمة؟ هذا التأمل يشجعك على ممارسة الذكاء الوجداني أكثر فأكثر.

6) يحتفل


الاحتفال بالإنجاز وتشجيع النفس أمر ضروري جداً لمداومة العمل. الاحتفال والمشاعر الطيبة تثبت وتعمق هذه "التوصيلات" الجديدة في المخ. اللذة المصاحبة للسلوكيات الإدمانية ترسخها. أيضاً الاحتفال بالنمو والنضوج يرسخه في وجداننا.
- احتفل بنظرتك الجديدة للحياة. احتفل بحقيقة أنك الآن تعرف ما هو المهم في الحياة و ما هو غير مهم. إن كنت أعدت ترتيب قيمك في الحياة بشكل أفضل. احتفل بذلك. إن كنت تعلمت أن الاستثمار في الأمور بعيدة المدى أهم من "فش الغل" بشكل مباشر، احتفل بذلك!
- احتفل بقدرتك على التحكم في نفسك. بأنك لم تعد محمولاً بكل مشاعر تدفعك هنا وهناك كسفينة تحملها الأمواج. من أكثر الأمور التي تزيد من ثقتنا بأنفسنا هو أننا نثق أننا قادرون على إدارة حياتنا.
- احتفل بمهاراتك الجديدة في الكلام والاستماع. احتفل بمستواك الجديد في اللباقة والمهارات الاجتماعية

7) يكرر

كرر هذه ا لتدريبات دائما وحاول أن تتقنها أكثر وأكثر. لاحظ أخطاءك بدون لوم للنفس. التصحيح والتكرار يزيدان من عمق المهارة وسهولتها وتطبيقها بدون عناء. ربما تظن أن هذه الخطوات صعبة وتقول في نفسك. من عساه يفكر هكذا ويفحص هكذا طوال الوقت. بالطبع هذا في البداية صعب جداً ولكن مع الوقت يمكنك أن تمارس هذا بسلاسة وبشكل شبه تلقائي مثل المشي أو ارتداء الملابس أو قيادة السيارة أو استخدام التليفون. التدريب والتكرار هو كلمة السر في التقدم والإتقان في كل شيء.