و لك خالص الشكر على الحضور و القراءة و التفاعل و المشاركة .. و مع وافر التقدير
عرض للطباعة
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته و مغفرته و رضوانه .. تحية طيبة بمثلها او بأحسن منها و أهلا و سهلا
السعادة من نصيبي أنا بهذا الحضور الكريم و التفاعل المثمر و حب الإفادة التي تنطق به مداخلات كل من تفضلوا بالمشاركة هنا .. و اشاركك شكر أخي الكريم علاء فالدال على الخير كفاعله مع التأمين دعائك و الدعاء لك بمثله
في الحقيقة فليست المشاعر واحدة من لصوص الوقت و لكنها تقبع خلف عدد من لصوص الوقت .. و لمزيد من الإفادة اسمحي لي بذكر لصوص الوقت حتى ينتبه لهم القراء الكرام :
لصوص الوقت: التسويف ، الاجتماعات ، رداءة التواصل ، رداءة التخطيط ، الأعمال الورقية ، التشتت و التأخير ، عدم القدرة على قول لا , التفويض غير الفعال ، السفر ، إطفاء الحرائق (الانشغال بالمستجدات اللحظية عن الأعمال المخطط لها من قبل) .. هل يا ترى تجدين اثرا ظاهرا للمشاعر في هذه اللصوص؟ في الحقيقة يوجد اثر و أثر كبير و لكنه كامن و ليس ظاهر .. و سيأتي تفصيل ذلك لاحقا إن شاء الله
و الإجابة على اسئلتك التي أوردتها كلها هي " نعم " و لكن كيف؟ الأمر فيه بعض التفصيل
بداية يجب أن ننتبه إلى ان المشاعر من محركات السلوك اي انها سبب للسلوك .. و لكنها مع كونها سببا للسلوك إلا انها تتاثر بنتيجة السلوك أي انها مؤثر و متأثر فمن الممكن أن يدفعني حب شخص ما للتقرب منه .. و بعد التقرب منه يمكن أن أتذلل له تحت وطأة مشاعر الحب .. و يمكن أن يقابل هو تذللي له باستعلاء و ضجر فينقلب حبي له نفورا .. و بذلك تنقلب مشاعر الحب التي كانت دافعا لسلوك التقرب و التذلل إلى مشاعر نفور ناتجة عن سلوك الاستعلاء و الضجر .. و الأمر هنا لا نقيسه على مقياس الصواب و الخطأ و لكن ننظر إليه من زاوية السبب و النتيجة فهناك مشاعر محركة للسلوك و هناك مشاعر ناتجة عن السلوك
من أين للبعض ممن يحملون المشاعر الهدامة من كره و ضغينه تلك القوة للظفر بما يريدون؟ في حين نجد من يحملون راية الحب و السلام و النبل ... تحفهم الهشاشة و الانكسار و الاستسلام؟ سؤال هام للغاية و الإجابة عليه توضح لنا كيف يمكن فصل الفكر عن المشاعر حيث أنها الطريق العكسي لربط الفكر بالمشاعر .. كيف ذلك؟
كل منا لديه قيم .. و ينشأ عن القيم معتقدات و تنشأ من المعتقدات سلوكيات و تنشأ من السلوكيات عادات
عندما يكون من قيمي الصدق ، فالصدق عندي يجعلني أعتقد أن الصدق ينجي و أن الكذب يورط .. و ينشا عن اعتقادي هذا صدق الحديث و الأمانة و الذان بتكرارهما يتحولان لعادة (و لا يزال الرجل يصدق و يتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا)
بعض الناس يصدق اكثر من غيره .. و البعض الآخر الموت اسهل عليه من الكذب .. و البعض لا يبالي بالصدق من الأصل .. مالفرق بين هؤلاء و أولئك؟ الفرق في كم المشاعر التي تم ربطه بالقيم و المعتقدات و السلوكيات و العادات .. بمعنى أني لو قمت بالربط بين الصدق و قدر كبير من مشاعر المتعة فيصبح الصدق ممتعا لي و تكرار الصدق يزيد متعتي .. و كلما كان قدر مشاعر المتعة أو الرضا المرتبط بالصدق كبيرا كلما كان الحرص على الصدق أكبر و كلما كانت مقاومة الكذب أكبر ..
قياسا على ذلك فمن لديهم قيمهم السيئة و معتقداتهم الشريرة و سلوكياتهم الكريهة ممن يحملون الكره و الضغائن يفعلون نفس الشيء اي أنهم يربطون قيمهم و معتقداتهم و سلوكياتهم تلك بقدر كبير من المشاعر سواء كانت مشاعر رضا او إنجاز أو تفوق أو تميز أو تفرد أو امتلاك أو سلطة و بالتالي فيدفعهم ذلك القدر الكبير من المشاعر - و التي تعمل كطاقة دافعة - إلى المثابرة و الصبر حتى يحققوا ما يريدون ..
الأمر هو هو عند الفريقين .. فريق الخير و فريق الشر .. المهارة هي هي .. ربط ما نريد بقدر كبير من المشاعر فيكون ذلك القدر الكبير من المشاعر هو الوقود الذي يشعل رغبة التحقيق و الانجاز لارتباطها بمشاعر المتعة
و على ذلك فلو تم ربط القيم النبيلة بقدر كبير من مشاعر الرضا و الانجاز فستجدين الفرد على استعداد للتضحية بنفسه وصولا لدرجة الاستشهاد و الأمثلة هنا كثيرة ..
و على الناحية الأخرى فاصحاب القيم الشريرة عندما يربطون قيمهم بقدر كبير من المشاعر تزيد قدرتهم هم ايضا على تحقيق ما يريدون .. و الأمثلة هاهنا كثيرة ايضا
و لعلي اضرب مثالا عمليا قد يفيد البعض منه .. لننظر مثلا إلى فرد ادرك حق الله عليه فبدأ يصلي الفروض .. ثم احس بالرضا عن نفسه فأخذ يزيد في النوافل .. فلما أصبحت عادة فكر في قيام الليل .. فلما استمتع بقيام الليل ترك النوم .. و اصبح القيام مع ما فيه من مشقة احب إليه من النوم مع ما فيه من راحة .. فلما استمتع بقيام الليل لم يعد قادرا على تركه
مع ملاحظة أن هذا الفرد قام بالعمل و لم يكتف بالتمني
هل لا زلت غير مقتنعة بفصل الفكر عن المشاعر؟
المقصود هنا بعد هذا التوضيح ان ننمي قدرتنا على ربط قدر كبير من المشاعر الإيجابية إلى أفكارنا الإيجابية لنمنح تلك الأفكار طاقة دافعة .. و أن نحاول أن نمنع أي ارتباط بين المشاعر السلبية و الأفكار الإيجابية لكي لا تتآكل و تتضاءل تلك الأفكار تحت وطأة المشاعر السلبية
و كما ترين فأنا من يتوجب عليه الشكر لك حيث أنك أخذتنا إلى أعمق نقطة في الموضوع و هذا هو شأن كل من يقرأ بعقله الناقد
أدام الله لك حسن النظر و نقاء السريرة
نشكرك دكتور جزيل الشكر على هذه المعلومات القيمة لكني انا عندي سؤال فيما يخص اذا وقع خلاف فكري بين اشخاص لا تربط بينهم اي صلة سواء كانت حب اوكره فهل هذا الشخص يبدا في كن كره لشخص المناقض له في الفكرة رغم انه لا يعرفه ؟
فكرتي يجب على الفرد ان يقبل براي الاخرين حتى لو كان مناقض له بمعنى لا يستهزأ به وذلك لكي ايضا لايرفض رايه وتقبل فكرته كفكرة نقيضة ممكن ان ياتي الوقت لتصبح فكرة صحيحة.
أهلا و سهلا و مرحبا
أشاركك الراي في أنه حبذا لو تمكنا فعلا من تحويل الشعار "الخلاف في الراي لا يفسد للود قضية" إلى واقع ملموس
رغم اتفاقي مع مضمون هذه المشاركة في مجمله إلا أنه هناك بعض النقاط بحاجة لبعض البيان
المشاعر ليست بالضرورة "تلاميذ مشاغبين" .. هي احيانا قد تكون كذلك و لكن ليس دائما .. و أحيانا تكون على النقيض من ذلك بحيث تكون ملهمة و قائدة للصواب عندما يعجز الفكر عن تمييز الصواب من الخطأ
الإنسان بحكم كونه إنسان خليط من الفكر و المشاعر بشكل لا يمكن معه الفصل التام بين الاثنين و لكن يمكن للفكر أن "يهدي" المشاعر .. و يمكن للمشاعر لو كانت ناضجة راشدة أن تشحذ العقل
الشعوب المثقفة قد تستطيع أن تسيطر على مشاعرها .. صحيح و قد يجعلها ذلك ترتقي في سلم المادية .. و لكن المشكلة أنه عندما تعامل المشاعر على انها آلة يمكن التحكم بها تفقد الحياة البشرية قدرا كبيرا من جمالها و حيويتها
و على ذلك فالمطلوب هو توجيه المشاعر و ليس السيطرة عليها حيث أنه عمليا من الصعب جدا السيطرة على المشاعر كليا .. و لو كان ذلك ممكنا لما كان لأدوية الاكتئاب سوقا و لا رواجا
أهلا و سهلا و مرحبا .. و نقابل الشكر بمثله و زيادة
ليس بالضرورة أن يحدث تنافر في المشاعر بين الناس سواء كانوا يعرفون بعضهم أو لا عند الاختلاف .. الأمر متعلق بمدى ارتباط الأفكار بالمشاعر .. فمن لديهم ارتباط كبير بين أفكارهم و مشاعرهم ستكون الفرصة كبيرة لحدوث التنافر عند حدوث خلاف في وجهات النظر .. و من كانت ارتباط أفكارهم بمشاعرهم اقل سيكونون أكثر قدرة على تقبل الخلاف في وجهات النظر دون استنفار لمشاعر النفور
فكرتك صحيحة تماما و بها قدر كبير من الرشد و هي أن نعرض وجهات النظر على مقياس الموضوعية و المنطق دون تحيز لرأي و بذلك يمكننا رؤية الحق عندما يتبين .. و هذا بالطيع لا يحدث إذا تحيز كل طرف لرأيه و كان كل همه فرض وجهة نظره دون أن يتبين ما لدى الطرف الآخر من وجاهه
و أذكر هنا مثالا رائعا للأستاذ عباس العقاد عندما قال ضع مرآىتين مقابل بعضهما و انظر إلى عدد الصور التي ستتكون فيهما (عدد لا نهائي من انعكاس صورة كل مرآة في الأخرى) .. و قس على ذلك لو وضعنا عقلين مقابل بعضهما كم فكرة جديدة ممكن أن تنشأ من تقابل العقول .. هكذا يفكر الكبار ..
اشكر لك طيب الحضور و الإيجابية .. و نفع الله بك
السّلام عليكم
دكتور سعيد ردّك، تفاعلك وحرصك على أن يستفيد الجميع كرم ربما ننساه لكننا نحفظه لك عند الله وهو من يجازيك عليه باذنه..
أشكرك جزيل الشكر على افادتك بكل ما تحمله من تنبيه،وشرح،وتوضيح،وتصحيح وتعليم وتوجيه..والكثير من التواضع منك مع ذلك كله..
نسأل الله أن يلهمنا وايّاكم الصواب
رعاكم الله
بدايةً أشكر الأخ علاء على دعوتي للمشاركة بهذه "القضية" ذات الأهمية القصوى غير العادية، وبديهي أن أشكر الدكتور سعيد على إثارتها بهذا العمق، وكذلك باقي المشاركين جميعاً على إغنائها واستكمال بعض من أبعادها التي لاتحد.
صحيح أن الحوار وصل إلى خلاصات كثيرة وهامة، وأعتقد أن أهم هذه الخلاصات ضرورة أن نربي أنفسنا أولاً ومن نحن مسؤولون عنهم ثانياً على ثقافة قبول الاختلاف الموضوعي مع الآخر فكرياً وحسياً– إذا كان هذا الآخر موضوعياً فعلاً- ولكن الصحيح أيضاً أن هناك "جزء لا يستهان به" ممن يختلفون معنا في الرأي، هم في حقيقة الأمر يختلفون معنا في ما هو أعمق من الرأي أو فيما يسبق الرأي، وأعني بذلك الدوافع أي "دوافع عرض الرأي" فهناك من يختلق موضوع ما، ظاهره تقديم رأي وحقيقته توصيل رسائل ما قد لا تكون حتى للمُخاطَب نفسه، فقد تكون أهداف الحوار من قبل من يحاورك استفزازية، تشكيكية، ضاغطة، تحفيزية، تيئيسية، استعراضية، بيزنس، ... وأحياناً غوغائية لمجرد الثرثرة لا تحكمها أهداف واضحة سوى أن صاحبها معتاد على التحدث بهذه الطريقة أو تلك.
في هذه الحالة يصبح من الواجب علينا أيضاً تدريب أنفسنا ولكن هذه المرة على التنبه لدوافع من يتحدث إلينا من خلال بحثنا الداخلي " أعني بالبحث الداخلي الانتباه لحديث الآخر مع التحقق داخلياً من وجود أو عدم وجود توافق حقيقي بين ما يقال وما لا يقال" عن الدوافع الحقيقية للحوار ومدى قبولنا بها أصلاً كأسس للحوار، ويمكن ذلك بعدة طرق منها:
أن أسأل نفسي هل الآخر فقط يعرض رأيه في موضوع ما، أم أنه يوصل رسائل أو أفكار أو مشاعر أو...، وفي حال وجود غايات أخرى، ما هي؟ وكيف يجب أن أتعامل معها – داخلياً ومع المتحدث-؟
ومن الطبيعي أن هذا التساؤل قد يثير أو يولد تساؤلات أخرى تبعاً لمسار الحوار وإجابات الأسئلة الأولى
بذلك يمكن القول بأن التدرب على الانتباه إلى الدوافع الحقيقية غير الظاهرية لمسار الحوار وضبطها والتعامل معها بشيء من التعقل والحكمة يكون عاملاً مساعداً على التعامل مع المشاعر التي يولدها الحوار حتى الايجابية منها، والتي قد يكون عليك الحد من ايجابيتها في بعض الحالات الخاصة، فالمشكلة المترتبة عن المشاعر الايجابية قد لا تقل ايلاماً وضرراً عن تلك المترتبة عن المشاعر السلبيةً
شكراً للأستاذ أحمد على التعليق المفيد وعلى الإضافة التي قدمها.
وأيضاً أود التوجه بالشكر للدكتور سعيد قمحة على متابعته للموضوع ورده على كل من كتب وعلّق على الموضوع.
عمل مميز دكتور سعيد.
صدقت و أحسنت و أفضت يا استاذ أحمد فشكر الله لك تلك الإضافة القيمة حيث أن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب
و حيث أن طبع الإنسان يغلبه فقد كتبت هذا الموضوع مع إحسان الظن بنوايا الطرف الآخر و الافتراض المبدئي بأنها نوايا حسنة و سياق الموضوع يمشي في هذا الاتجاه و لكن إضافتك الثمينة تلفت نظرنا إلى أنه أحيانا و في ظروف معينة يكون " سوء الظن من حسن الفطن" بمعنى ألا اسلم عقلي أو مشاعري لمن يمكن أن يتلاعب بهما و تلك مهارة لو توفرت لنا لأغنتنا عن كثير من الإحباطات و مواقف الغدر و الخيانة .. و هذا يذكرني بقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قال "لست بالخب و لكن الخب لا يخدعني" و الخب يعني الخبيث أو الماكر .. و مقولة أخرى تسير في نفس المسار " ان تعرف الشر خير من ان تقع فيه "
و لعلي كنت قد ألمحت إلى موضوع النوايا هذا في موضوعي الثاني هل تفهمني؟ آن لك أن تفعل مع بعض التفصيل لوسائل التفاهم و التواصل و لمزيد من إجادة التواصل و الارتفاع بمستوى العلاقات الانسانية
.. الشكر لا يوفيك حقك استاذ أحمد .. و كل إناء بما فيه ينضح و إناؤك ينضح بكل علم و وعي فشكر الله لك و اثابك عنا خيرا .. و اشاركك شكر أخي علاء و اثابه الله خيرا عن حب الإفادة التي تنطق بها افعاله و اقواله
الشكر حق مستحق لكم فأنتم اصحاب الفضل .. و لولا دعمكم للموضوع و اهتمامكم به و دعايتكم له لانزوى جانبا حيث لا يراه أحد .. (مثل بعض اخوته)
الرد على من تفضلوا بالتفاعل حق لهم و واجب علىّ و هم اصحاب الفضل فهم من بدأ بالتحية و القرآن أوجب علينا رد التحية بمثله أو بأحسن منها
و التميز الحقيقي هو ما نجده في الجو العام لهذا المنتدى الراقي المشبع بحب الإفادة و نشر العلم لذا لا غرابة أن ترفرف الطاقة الإيجابية على كل أركانه
جزيل الشكر و وافر التقدير
موضوع روعة
رد الأخت المدربة ناهد الخراشي والذي وصل عن طريق الايميل...
اجعل مشاعرك مشروعات
عناية د سعيد قمحة
بداية احييك علي هذا الموضوع واوافقك الرأي تماما ان نجعل مشاعرنا مشروعات نسعي لتحقيقها سواء كانت مع زملاء او ازواج او زوجات.
وان كنت اختلف معكم في نمط العلاقة مع زميل في العمل مثلا تحدها حدود اللياقة والاحترام وعدم التبسط ويشوبها الود والتآلف الاجتماعي الذي يحقق التقدم في العمل ويظله طاقة الحب التي تجعل من العمل عطاءا متجددا خصبا.
أما بالنسبة للازواج فالآمر يختلف حيث ان المشاركة تفرض انهما شيء واحد وان يكون دائما الحرص علي الاستقرار والبناء وليس الهدم وان يتجاوز الزوج اي محنة مع زوجته وان تتحمل الزوجة زوجها دون ان يمثل ذلك ضغط عصبي عليها وهناك الحوار البناء الذي يحافظ علي ذات كل فرد.
واشكرك علي هذه المعلومة الجديدة والجميلة بأن نفصل بين الذات والسلوك ، ومن حكم خبرتي في التدريب والاستشارات اري ان هناك موروث ثقافي خاطيء سواء في الاسرة او البيئة او المدرسة ينم عن عدم تقدير الذات. وهذه مشكلة كبري يقع فيها الاباء مما يتحمل النتيجة الاطفال وكان امامي قصة حقيقية اب له ولدين ويشجع ابن وينهر الثاني ويتهمه بالفشل مما اثار نفس الابن وبدأ يسلك سلوكيات مشاغبة في المدرسة لفتت انظار المدرسين وهذا كله ليلفت نظر ابيه اليه.
نحن حقا في اشد الحاجة ان نفصل بين الذات والسلوك او الاسلوب من الممكن ان يقول الاب لابنه مثلا اسلوبك فاشل وهنا لم يضر الذات وادعو ان يصاحب اتهامه او لومه الحل لابنه مما يثمر التعلم والعلاج دون نقص من تقدير الذات.
وفي الحقيقة تعرضت الي تقدير الذات في احدث مؤلفاتي " كيف تحقق احلامك بطريقتك الخاصة" وكيفية تحسين الصورة الذاتية؟
وبنظرة تأملية حول ما يدور حولنا نجد ان الكثيرين لا يحاولون تقدير الذات وانما دائما التقليل من شأن الذات ودائما في محاضراتي ادعو الي تقدير الذات بعيدا عن السلوك والاسلوب. وبذلك وتأييدا لفكرتك بأننا عندما نهاجم نهاجم الاسلوب وليس الذات حتي نبتعد تماما عن تدمير الذات .. الامر الذي من شأنه سيجعل الابن او الابنة يسألان وما هو الاسلوب الامثل الناجح لنحققه حتي نحقق احلامنا. وبالتالي الموضوع يأخذ شكل آخر بعيدا عن تدمير او الضغظ العصبي والنفسي الذي يؤثر علي الذات, ومن المهم ان نعلمهم كيف يحفزون الذات.
تشرفت وسعدت بقراءة موضوعك واتمني ان يكون بيننا دائما مشاركات فعالة يستفيد منها الآخرون.
ناهد الخراشي
مدربة الحياةLife Coach
مدرب معتمد
كاتبة وخبيرة العلوم السلوكية والاجتماعية
خبيرة التنمية البشرية والتطوير الذاتي
اقتباس:
رد الأخت المدربة ناهد الخراشي والذي وصل عن طريق الايميل...
اجعل مشاعرك مشروعات
عناية د سعيد قمحة
بداية احييك علي هذا الموضوع واوافقك الرأي تماما ان نجعل مشاعرنا مشروعات نسعي لتحقيقها سواء كانت مع زملاء او ازواج او زوجات.وان كنت اختلف معكم في نمط العلاقة مع زميل في العمل مثلا تحدها حدود اللياقة والاحترام وعدم التبسط ويشوبها الود والتآلف الاجتماعي الذي يحقق التقدم في العمل ويظله طاقة الحب التي تجعل من العمل عطاءا متجددا خصبا.
بداية أشكر أخي العزيز علاء على اهتمامه و عنايته و إدراج الرد فشكرا جزيلا
و شكر متجدد و متدفق لأختنا الفاضلة المدربة ناهد الخراشي و نقدر لها اهتمامها و استفاضتها و جهدها المقدر بإرسالها الرد عن طريق الإيميل فلها شكر على شكر ..
في الحقيقة لا أجد اختلافا في الفكرة الأساسية فيما يتعلق بنمط العلاقة بين الزملاء في العمل و لعلك تقصدين العلاقة بين زميل من الذكور و زميلة من الإناث فهنا ينبغي للعلاقة أن تظل محكومة بحدود اللياقة و الاحترام و هذا امر لاشك و لا جدال فيه ، و إن كان هناك اختلاف ثقافي بين المجتمعات في حدود و حدوث هذه العلاقة من الأساس و أنا هنا لا أناقش الأمر من زاوية ما ينبغي و ما لا ينبغي من الناحية الأخلاقية أو الدينية .. و إنما الفكرة هي وضع المشاعر في خلفية التعامل مع الزميل (أو الزميلة) بحيث أن التوافق يستثير مشاعر التجاذب بينما الخلاف يستثير مشاعر النفور و بالتالي ينعكس هذا على السلوكيات و كيفية التواصل و اسلوب التعامل بحيث يكون إما بشكل ودي أو عدائي بدون وجود مرحلة وسط سواء كان التعامل بين زملاء من الذكور أو زميلات من الإناث أو زمالات مختلطة في الأماكن التي يحدث فيها ذلك .
اقتباس:
أما بالنسبة للازواج فالآمر يختلف حيث ان المشاركة تفرض انهما شيء واحد وان يكون دائما الحرص علي الاستقرار والبناء وليس الهدم وان يتجاوز الزوج اي محنة مع زوجته وان تتحمل الزوجة زوجها دون ان يمثل ذلك ضغط عصبي عليها وهناك الحوار البناء الذي يحافظ علي ذات كل فرد.
هذا من الناحية النظرية البحتة و لكن هل يا ترى هذا هو الحال على أرض الواقع؟ لسان حال الواقع يقول أن قلة من الأزواج تستطيع الوصول إلى تلك المرحلة بحيث يصبح من البديهي أن يتجاوز الزوج محنة زوجته و أن تتحمل الزوجة زوجها دون أن يمثل ذلك ضغط عصبي عليها .. و هذا يحدث بعد فترة من الزواج عندما تستقر الطباع التي كانت متنافرة و تنضج المشاعر التي تتحول من رغبة في الإشباع الذاتي إلى رغبة في الإيثار و الذي هو علامة نضوج الحب (مع الحفاظ على التقدير الذاتي و دون الذوبان في الآخر .. و لذلك تفصيل ليس هنا محله)
ذكرني ذلك بالآية الكريمة " و من آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها و جعل بينكم مودة و رحمة"
المودة معروفة و هي المشاعر الطيبة و الود فما هي الرحمة؟
على قول كثير من أهل العلم فالرحمة هي التنازل عن الحقوق ابتغاء استمرار الوصال .. و التنازل إنما يكون الطرفين و ليس من طرف واحد حسبما تقتضي كلمة "بينكم" ..
و رجوعا إلى نقطة البداية .. فالزوج مع ما يفترض فيه أن يفعل إلا أنه يمكن أن يهين زوجته في ذاتها بوصف على شاكلة "انت امرأة فاشلة" أو "جاهلة" أو "كئيبة" .. و في المقابل فالزوجة مع ما يفترض فيها أن تفعل إلا أنها يمكنها أن تهين زوجها في ذاته بوصف على شاكلة انت رجل "ضعيف" أو "جبان" أو "بخيل" .. و يمكن أن يتطور الأمر إلى ما هو أكثر من ذلك ..
إذا القضية هي هي .. اطلاق الوصف السيء و تعميمه على الذات .. و هذا ما يصيب الذات في الصميم بجرح لا يندمل .. لذا فلو انتبه الأزواج لتعاملاتهم فيما بينهم لطالبناهم بنفس ما نطالبهم به تجاه ابنائهم بأن يتجنبوا إهانة الذات و لو كان لابد من النقد أو التوبيخ فليتوجه إلى السلوك .. و النقد الإيجابي لو كان ممكنا لكان أفضل .. كأن يقال مثلا "لو فعلت كذا لكان كذا " بدلا من " ما هذا السلوك السيء"
هنا فعلا مربط الفرس .. فصل الذات عن السلوك .. و النقد الإيجابي الذي يبني و لا يهدماقتباس:
واشكرك علي هذه المعلومة الجديدة والجميلة بأن نفصل بين الذات والسلوك ، ومن حكم خبرتي في التدريب والاستشارات اري ان هناك موروث ثقافي خاطيء سواء في الاسرة او البيئة او المدرسة ينم عن عدم تقدير الذات. وهذه مشكلة كبري يقع فيها الاباء مما يتحمل النتيجة الاطفال وكان امامي قصة حقيقية اب له ولدين ويشجع ابن وينهر الثاني ويتهمه بالفشل مما اثار نفس الابن وبدأ يسلك سلوكيات مشاغبة في المدرسة لفتت انظار المدرسين وهذا كله ليلفت نظر ابيه اليه.
نحن حقا في اشد الحاجة ان نفصل بين الذات والسلوك او الاسلوب من الممكن ان يقول الاب لابنه مثلا اسلوبك فاشل وهنا لم يضر الذات وادعو ان يصاحب اتهامه او لومه الحل لابنه مما يثمر التعلم والعلاج دون نقص من تقدير الذات.
و هنا أذكر بعض كلمات للدكتور طارق الحبيب الطبيب النفسي المعروف حيث يقول " ابنك يكذب كثيرا : انت شديد المحاسبة"
"طفلك لا يملك الثقة بالنفس : انت لا تشجعه"
" طفلك يسرق : انت لم تعوده على البذل و العطاء"
" طفلك جبان : انت تدافع عنه"
" طفلك لا يحترم الآخرين : انت لا تخفض صوتك معه"
"طفلك غاضب طوال الوقت : انت لا تمدحه"
"طفلك بخيل : انت لا تشاركه"
"طفلك يعتدي على غيره : انت عنيف"
" طفلك ضعيف : انت تستخدم التهديد"
"طفلك لا يطيعك : انت تكثر الطلب"
" طفلك منطو : انت مشغول"
" طفلك يزعجك : انت لا تقبله و لا تضمه"
"طفلك يغار : انت تهمله"
لذا لا غرابة إن كان هذا هو البذر الذي نزرعه أن يكون ذلك هو الحصاد الذي نجمعه
اقتباس:
وفي الحقيقة تعرضت الي تقدير الذات في احدث مؤلفاتي " كيف تحقق احلامك بطريقتك الخاصة" وكيفية تحسين الصورة الذاتية؟
وبنظرة تأملية حول ما يدور حولنا نجد ان الكثيرين لا يحاولون تقدير الذات وانما دائما التقليل من شأن الذات ودائما في محاضراتي ادعو الي تقدير الذات بعيدا عن السلوك والاسلوب. وبذلك وتأييدا لفكرتك بأننا عندما نهاجم نهاجم الاسلوب وليس الذات حتي نبتعد تماما عن تدمير الذات .. الامر الذي من شأنه سيجعل الابن او الابنة يسألان وما هو الاسلوب الامثل الناجح لنحققه حتي نحقق احلامنا. وبالتالي الموضوع يأخذ شكل آخر بعيدا عن تدمير او الضغظ العصبي والنفسي الذي يؤثر علي الذات, ومن المهم ان نعلمهم كيف يحفزون الذات.
تشرفت وسعدت بقراءة موضوعك واتمني ان يكون بيننا دائما مشاركات فعالة يستفيد منها الآخرون.
ناهد الخراشي
صدقت .. الموروث الثقافي الفاسد المستمد من أعراف فاسدة يشجع على إهانة الذات و بالتالي فحينما يحين وقت الجد و العمل نجد ميلا إلى "جلد الذات" و الذي يدفع إلى إحساس الضحية و الذي هو إحساس جميل لمن يتلذذ بلعب دور الضحية بحيث أنه طالما أنا ضحية إذا فهناك آخر ظالم .. و طالما أن الآخر هو الظالم فعليه أن يقلع عن ظلمه و لست أنا مطالبا بشيء و هذا هو المرض القاتل الذي يقتل النفس و الإرادة .. أن لا أكون مطالبا بفعل شيء و أن يكون الفعل مسؤولية الغير .. و بذلك يظل المرء طوال عمره لا يبرح مكانه بغض النظر عن السرعة التي تسير بها الحباة من أمامه أو من جانبه .. أو من خلفه
حللت أهلا و نزلت سهلا و شرفتنا بردك الوافي و اسهامك القيم .. و إن شاء الله سيكون هناك مشاركات قادمة على نفس الدرجة من حب الإفادة و نقل المعرفة لعل الله أن ينفع بها من يكتب و من يقرأ
نكرر الشكر ..مع وافر التقدير
السلام عليكم ورحمة الله
شكري وتقديري الكبيرين للدكتور سعد على ما أفاض به فأبدع فيه فقرأنا له واستفدنا منه
جعل الله ما قدم في ميزان حسناته
ولي طلب اذا امكن ؟ اريد مقال في كيفية حل المشكلات
ولكم مني جزيل الشكر والعرفان
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
الشكر و التقدير يعودان إليك محملان بكل معاني العرفان أخي الفاضل سعيد (اسمك على اسمي) و شكر الله لك طيب المداخلة
طلبك على العين و الراس و فضلا تابع معنا في المنتدى فعن قريب ستجد ما يسرك إن شاء الله .. و لعلك قد أوحيت لي بفكرة سلسلة مقالات عن حل المشكلات فهي مهارة لا يكفيها مقال واحد ..
جزيل الشكر و وافر التقدير
اشكركم على هذه المواضيع الفعالة وجزاكم الله خيرا
الحمد لله ان جعل من امتنا من يفكر بهذه الطريقة ونتمنى على كل من يقرأ هذا المقال الجميل القيم ان يحاول تطبيقه بقاعة منه ليكون سهلا عليه
ادام الله امثالك دكتور وبارك الله فيك فقد اسعدني هذا المقال لانني وجدت فيه كثيرا مما يعبر عن شخصيتي قالحمد لله والشكر لكاتب هذا المقال