في المقال السابق، كان الحديث عن قوة الكلمات و ضرورة إدراك ما يصدر عن أفواهنا لما نهم بالتعبير عن مختلف مشاعرنا. في نفس السياق، تتسم التعابير المجازية بقوة و تأثير على أنماط تفكيرنا و بالتالي على درجة المتعة أو الألم التي تحصل لنا و نحن نترجم ما نشعر به إلى كلمات. فعبارات مثل "صعود هرم الوظيفة"، و"بين المطرقة و السندان"، و "على حافة الموت"...كلها ترسم في أذهاننا صورا مختلفة أو تسمعنا أصواتا داخلية أو تشعرنا بدفء أو برودة، لكن منها ما يعتبر إيجابيا و يعطينا قوة دفع إضافية للصمود و منها ما هو سلبي و يمكن أن يسبب لنا آلاما إضافية. و الحل إذن، هو تكسير الأنماط السلبية التي تنتج عن التعابير السلبية، و يتم ذلك مثلا عبر حث الشخص لنفسه أو للآخر على تخيل صورة في ذهنه تضفي بريقا إيجابيا على التعبير المجازي السلبي. فمثلا، إن اشتكى لك شخص قائلا: "إن الدنيا مظلمة علي"، فيمكن تكسير نمط تفكيره بتعبير أفضل مثل:"أشعل المصباح و سترى الدنيا بوضوح". في هذا السياق، يؤكد أنتوني روبنز في كتابه "أيقض قواك الخفية" على أن: "تغيير صورة مجازية شاملة واحدة يمكنه أن يحول الطريقة التي تنظر بها إلى مجمل حياتك."


إذا، ماذا تعلمنا؟


إلى لقاء آخر، و مع موضوع بعنوان: "هل لكل عواطفي قصد إيجابي؟"