ما هو شعورك و أنت تقرأ العبارات التالية: منظر خلاب العقول، بناء هائل الحجم،إنسان خارق، إحساس يفوق التصور، فهد فائق السرعة، مدرب قوي الحضور...
إن للكلمات وقع كبير جدا في النفوس و في تحديد مصير ليس فقط الأشخاص و إنما الأمم و الشعوب. و في هذا الإطار، إن اختيار نوع خاص منها في الإشهارات أو الإعلانات يعزز هذه الفكرة. لكن نجد أن الكثير من الناس عادة ما يستعملون قاموسا محدودا جدا لوصف مشاعرهم مقارنة بالعدد الهائل للكلمات الموجودة في القاموس اللغوي الذي تمتلكها ثقافتهم. فمثلا، قد يجيب الشخص في إطار وصف حالته الذهنية الراهنة بعبارة: "أنا سعيد جدا"، بدل "إنني في حالة من السعادة والغبطة تفوق التصور". فالكلمات ترتبط دوما بمدى الألم أو المتعة اللتان يحصل عليهما الشخص، لذا كان اختيار تعابير لها شحنة عاطفية إيجابية مفصليا في منحه طاقة متجددة تساعده في حياته. و في هذا السياق يشير أنطوني روبنز إلى أننا "إذا كنا نريد أن نغير حياتنا فإننا نحتاج لأن نختار، و عن وعي، الكلمات التي سنستخدمها، كما نحتاج لأن نجاهد باستمرار من أجل توسيع مستوى اختيارنا." إذ باستعمال كلمات وصفية قوية، فإننا نقوم بخلق تجارب حسية جديدة. من جهة أخرى، فإن التعبير عن التجارب الصعبة بعبارات ذات شحنة سلبية يزيد من درجة الألم. لذا من الأفضل أن نستعمل "القاموس التحويلي" لتغيير تلك العبارات بأخرى أقل وقعا سلبيا في النفوس، فنستطيع مثلا أن نقول: "لدي تحديات" بدل "أنا مدمر أو أنا غارق في الهموم..."
إذا، ما الذي تعلمناه من خلال هذا المقال؟
إلى لقاء آخر مع "التعابير المجازية..و تغيير الشعور".