عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 33
التدريب على التفكير والذكاء ....
المراجع:_
د. ناديا سرور هايل.
ثائر غازي الحسيني
Edward de Bono
3- www.edwarddebono.com/cortl/C1M02 1- الكورت ترجمة 2- SERIOUS CREATIVITY(interactive computer based creativity training )
إعداد
سوزان طه باناجة
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة:-
إن أطفالنا الموهوبين هم الثروة الحقيقة لوطننا، فيجب أن نعتني بهم لأنهم مستقبلنا المشرق بإذن الله ، فيجب أن يُعدوا للمنافسة ، هذه المنافسة وهذا الاعداد يعني تعليمهم مهارات جديدة يستخدموا فيها قدراتهم وإمكاناتهم وليقدموا إنجازات تتناسب مع قدراتهم لتسهم في تطوير مجتمعهم،كذلك يجب تعليمهم أو تدريبهم على كيفية التعامل مع التغيرات البيئية التي ستواجههم مستقبلاً.
معنى هذا أننا سنغير أو نحول طريقة التعليم المتبعة في فصولنا الدراسية والتي تركز على حفظ محتوى الكتب المدرسية إلى تعليمهم كيف يتعلموا وكيف يقودهم هذا التعلم إلى الإنجاز.
أي أننا سنطلق على المنهج الذي سنستخدمه مع طالباتنا الموهوبات في برنامج الرعاية منهج الإنجاز.
ما هو منهج الإنجاز؟
هو المنهج الذي نركز فيه على تعليم الأطفال كيف يتعلموا وكيف يقودهم هذا التعلم إلى الإنجاز،بدلاً من المنهج الذي يركز على على حفظ المحتوى الموجود بالكتب الدراسية.
عناصر منهج الإنجاز:-
أولاً/المحتوى:-
نوع ومستوى المعلومات أو المعرفة التي يتوقع من الطالبات تعلمها من حقائق ومبادئ ومفاهيم ونظريات...الخ هذه المعارف تقدم على هيئة المواضيع التي:
ثانياً/معالجة المواضيع:-
يجب أن تكون معالجة المواضيع بطريقة متماسكة ومتناسبة مع المواضيع التي تقدم ومع نوع التعلم المنشود ،وأيضاً هنا يستخدم الأطفال أساليب أو مهارات تفكير مختلفة لتحقيق ذلك التعلم،أي لا ييعتمد معالجة الموضوعات على الحفظ وتخزين المعلومات.
ثالثاً/المنتج:-
أي الطريقة التي يُظهر فيها الأطفال ما يتوقع منهم تعلمه خلال البرنامج ،هذا المحتوى يجب أن يكون على هيئة مخرجات لعمليات تفكير مختلفة.
رابعاً/البيئة:-
وتشمل البيئة بجانبيها المادي والمعنوي ،أي الطريقة التي تنظم بها بيئة الفصل الفيزيائية (الطاولات،الكراسي...الخ)وطر التعلم والتدريس وأنواع التعزيز المختلفة،والمصادر المادية والشخصية،وأيضاً المجتمع أي أن البيئة التي يطبق فيها البرنامج هو المجتمع بصفة عامة بدأًً من مجتمع المدرسة إلى المجتمع المحلي إلى أن نصل للمجتمع الكبير وهو عالمنا أي وطننا المسلم الكبير.
أي أننا نستطيع القول بأن الهدف من تعليم الموهوبات ( أو الهدف من برنامجنا ) هو أن تكون مخرجاته مادية فيزيائية،عاطفية،اجتماعية، وبالدرجة الأولى متوافقة مع تعاليم ديننا الإسلامي،وهذا يتطلب الاهتمام الكبير بالجانب العقلي وتدريبه على استخدامات مهارات وأدوات التفكير المختلفة بدأً من تنمية أساسيات التفكير والتي تحسن من عملية الادراك ،ففي الحياة العملية إن عملية الإدراك الحسي هي أهم جزء من التفكير،فإذا كان الإدراك محدوداً،أو متحيزاً،أو في اتجاه واحد،أو محدود المدة النتيجة ستكون ضعيفة مهما كان المنطق المستخدم،فعندما نطلب من شخص ما أن يفكر في موضوع ما الذي سيفعله؟طبعاً هنا سيستخدم بناءه المعرفي والاستكشافي من خلال تلك المهارات (مهارات التفكير أو أدواته)،وقد يفقد بعض الأمور أثناء ذلك أويندفع من نقطة لأخرى،وهنا تأتي أهمية تعليم مهارات التفكير والتي تحسن عملية الإدراك الحسي،والتي تؤدي بعد ذلك إلى تطوير السلوك ليصبح سلوك تفكيري،
أساسيات التفكير:-
أو البحث في جميع الاتجاهات،عندما يفكر الانسان يتبع المدركات الحسية التي بناها في عقله ،والاستكشافات العامة التي يقوم بها هي التي تنشأ هذا البناء أو يمكن تسميتها بالخريطة،وكلما كان لدى الشخص خريطة ذهنية (أو بناء معرفي)قوي كلما كانت أفعاله أو ردود أفعاله تجاه المواقف المختلفة أفضل.
هذه الخريطة تتكون (كما سبق) من المعلومات التي يحصل عليها الشخص (ولا بديل لذلك) من القراءة أو الاستفسار والاستماع والتواصل......الخ.
ان الاستكشافات العامة تعني أننا منفتحين لأي معلومات حتى لو أنها كانت تبدو أنها غير وثيقة الصلة بالموضوع الذي نريده ، لأنه إذا ما اعتمدنا فقط على الذي نعرفه أو يناسبنا فهذا يعني أننا سنظل منغلقين على أنفسنا أو ما زلنا في نفس المستوى الحالي من المعرفة والأفكار وقد نفقد فرصاً لا نستطيع تعويضها بعد ذلك.
إن الاستكشافات العامة والشاملة تقدم أو توفر لنا خلفية تسمح لنا بالربط بين المواضيع المختلفة ،كما أنها هي الأساس لتفكيرنا،وهي التي تقودنا لتحقيق الفائدة من عملية التفكير من خلال تعميق وتوسيع خرائطنا الذهنية.
إن البحث يعتبر أكثر تركيزاً من الاستكشافات ، فهناك اتجاه نحو ما نبحث عنه(شيء معين،أو ربما تكون معلومة محددة ) ،فعندما نقوم بعملية البحث نحن نعرف مسبقاً ما الذي نريد أن نجده حتى قبل أن نبدأ عملية البحث ،إضافة إلى أننا نعرف أين يمكن لنا أن نجده(مثال الكشافات التي تستخدم في المطار للبحث عن الطائرات ).
ولكن هناك نقطة هامة عندما نقوم بعملية البحث وهو أن لا يتوقف البحث عند المكان الذي نعرفه،ونمتنع تماماًعن البحث في أماكن أخرى،فهذا سيكون له تأثير سلبي على نتيجة أو محصلة تفكيرنا.
إن الأسئلة هي الطريقة التي نستطيع بواسطتها أن نعرف بها مالذي لا نعرفه،إن الأسئلة تضع المعلومات كهدف أمامنا،من هنا جاءت أهمية طرح السؤال أكثر من الإجابة عليه،إن تحديد وصياغة السؤال هي مهارة هامة جداً نحتاجها بصورة أساسية لعملية ادراكنا ،لأن السؤال يعتبر وسيلة لتركيز الانتباه على المواضيع التي لا نعرفها وفي نفس الوقت نعرف أننا لانعرفها.
إن التحرك نحو المستقبل هو أهم نشاط تفكيري يقوم به الفرد ،فنحن جميعاً نعيش للمسقبل بإذن الله
((اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً))
إن أفعالنا أو محصلة أفعالنا هي مستقبلبة ،فنحن نتحرك بإرادتنا أو بدون إرادتنا نحو المستقبل ،إذن علينا أن نجعل ذلك مهارة نتقنها فنخطط أو نرسم في عقولنا ونتخيل ونشاهد ما نريد الحصول عليه حتى قبل البدء به ولكن في أدمغتنا لنحصل بإذن الله عليه مستقبلاً،التحرك نحو المستقبل يعني أن نجعل ما نريده يتحرك في عقولنا كالفيلم لحظة بلحظة حنى نصل للمنتج أو الهدف النهائي.(كما يفعل المخترعون والمصممون....).
وفي كثير من الأحيان عندما نتحرك نحو المستقبل تساعدنا خبراتنا السابقة لتكوين توقعات معقولة نستفيد منها وفي أحيان أخرى يكون الأمر مجهولاً فأيضاً يعطينا توقعات مجهولة أي أننا أيضاً لن نتفاجأ لحدوثها.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( حب لأخيك ما تحب لنفسك)
وهذه من أهم المهارات الشخصية في التفكير،ففي أي مجال من مجالات التواصل والاتصال (بيع،مفاوضة،تدريس،مواجهة،. .............)أو أي موضوع يشمل العلاقة بين الأشخاص القدرة على رؤية وجهة نظر الطرف الآخر حاسمة وهامة.
إن رؤية وجهة النظر الأخرى لا تعني الموافقة عليها أو تبنيها ،ولكنها ببساطة تعني القدرة على معرفة الصورة من الجهة الأخرى.
ولكن هناك اختلاف كبير بين أن تضع نفسك بتجاربك ودافعيتك في مكان الشخص الآخر محاولاًمعرفة وجهة نظره ،وبين أن تعرف وجهة نظر الآخر من خلال تجاربه وخبراته ودافعيته هو،هذه المهارة تتطلب من المفكر الدخول في عقل الشخص الآخر كملاحظ ومراقب وليس كفاعل.
إن أكثر الأشخاص فعالية هم الذين يستطيعون رؤية نظر الآخرين ولكن دون الموافقة عليها،فنحن نحتاج لتلك المهارة عند التواصل مع الآخرين للوصول لحلول أو تفاهم بفاعلية ، كما أن هذه المهارة تعتبر هامة عندما نخطط للتغير فهنا نحتاج لمعرفة لوجهات نظر جميع الأشخاص الذين سيلحقهم التغير.
إن عملية التحليل هي جزء حقيقي وأساسي في عملية الإدراك،فكما ذكرنا سابقاً أنه في تفكيرنا أو إدراكنا نحن نستخدم النماذج التي اكتسبناها من خبراتنا السابقة،فإذا قابلنا شيئ ما جديد (مهما كان هذا السيئ شخص أو مرض أو موقف أو فقرة في كتاب....الخ)نحن نحاول التعرف عليه من خلال النماذج المبنية داخل عقلنا ،فإذا وجدنا له نموذج فإننا سنتعرف عليه من خلال تلك الخبرة المخزنة(قابلناه في مكان ما ،أو إذا كان مرض ما قد نكون أصبنا به مسبقاً أو قرأنا عنه أو.....)ولكن إذا لم نتعرف عليه فنحن في هذه الحالة نقوم أو نحاول تحليله إلى أجزاء يمكن أن نجد لها نموذج في عقلنا ،وإذا نجحنا في ذلك فإننا نخمن إجمالي هذا الشيئ من الجزء الذي عرفناه أو بمعنى نعمم الصفة التي وجدناها في الجزء.
وكذلك عندما نقوم بتحليل حدث ما ،فنحن نحاول أن نقسمه إلى أجزاء متسلسلة،ومن خلال هذا التحليل نستطيع أن نتوصل إلى سبب هذا الحدث والنقطة الرئيسية فيه ،وفي هذه الحالة نكون في وضع أفضل أو في فهم أفضل للموقف،مالذي حدث،وما الذي نسستطيع القيام به حيال هذا الحدث.
كما أن هناك نقطة هامة يجب أن نأخذها في عين الاعتبار وهي أن عملية التحليل ليست مطلقة أو ثابتة فقد يقوم اثنان بتحليل شيئ ما ولكن بطريقتين مختلفتين ،ولكن في أحوال أخرى تكون العناصر الأساسية ثابتة كما في المركبات الكيميائية.
الاستنباط هو شكل من أشكال الإدراك وهو شكل من أشكال التحليل ولكن في نفس الوقت مختلف عن الاثنين.
فالاستنباط عبارة عن استخراج شيئ محدد (أو جزء )مخفي ضمن أشياء كثيرة أو ضمن الكل.
إن القدرة على الاستنباط هي عادة ما يميز المفكر الجيد من المفكر العادي،وهو نوع من الإدراك ولكن يتضمن أيضاً القدرة على التداخل والتقاطع داخل النموذج الكلي(الاستنباط لا يشبه من يستخرج طوبة من جدار من الطوب ولكن يشبه من يحدد شكل معين من حائط من الصلب)،من الشخصيات التي تمثل أو توضح الاستنباط رسام الكاريكيتير،والمقلد.
إن أغلب الناس يستخدمون في تفكيرهم الادراك الكلي أو تحليل الشيئ إلى عناصره أو بعض عناصره ولكن عملية الاستنباط نادرة والسبب لأنها تحتاج إلى التعمق أوالنظر بعد الأشياء الواضحة،كما أنها لا تعني البحث لأننا لا نعرف مسبقاً ما الذي نبحث عنه.
أن الاستنباط يمكن أن نعتبره هو الوصول للنقاط الهامة من خلال التفاصيل الكثيرة وهذه مهارة قيّمة وهامة في عملية التفكير.
إن المقارنة هي أداة أخرى من أدوات الإدراك ،فعندما يقابلنا شيئ ما لم نقابل مثله تماماً سابقاً فإننا فوراً نبحث عن ما يشبهه،فنحن نقارن ما نشاهده مع ما نعرفه مسبقاً حتى نصل إلى أكبر قدر من التشابه لنعانل أو نتعامل مع هذا الشيئ بنفس الطريقة فمثلاً لو استطعنا مقارنة الموقف الحالي بموقف في الماضي فإننا نستطيع أن ندرك ما الذي يمكن أن يحدث مستقبلاً .
وعندما نقوم بعملية التصنيف فنحن أيضاً نقوم بعملية المقارنة لنوجد التشابه والاختلاف لنحدد الفئة التي ينتمي إليه الشيئ،وعندما نقوم بالمقارنة فنحن نساعد إدراكنا للتعرف على الشيئ سواء من خلال البحث عن الأشياء المتشابهة أو الأشياء المختلفة وبالتالي نصل لرد الفعل المنطقي تجاه الشيئ.
ملاحظة/ الشخص المجمل يبحث عن الأشياء المتشابهة أما الذي يحب التفاصيل فإنه يبحث عن الاختلافات.
نحن نحتاج للبدائل لنثري اختياراتنا في اتخاذ أي قرار ، كم نحتاج لخطط أو طرق بديلة لأفعالنا ، كما نحتاج لطرق أخرى ننظر بها إلى الأمور التي حولنا،وقد نحتاج لتعليلات وتفسيرات بديلة،أو وسائل بديلة نستطيع أن نحقق بها ما نريد(إن القليل من الناس الذين يدركون أهمية البحث الدقيق عن البدائل).
نكرر إن العقل يتقبل الفكرة أو الإجابة التي يجد لها نموذج عنده ،فإذا لم ندرب أنفسنا على توفير وتوليد البدائل ،فإن الحلول الإبداعية أو على الأقل الأكثر جودة ستختفي خلف أول إجابة أو فكرة يتقبلها العقل.
فالبحث عن البدائل لا يجب أن يتوقف في حال حصولنا على إجابة مناسبة بل يجب أن نستمر في البحث وتوليد البدائل حتى وإن وجدنا بدائل أخرى(ليس هناك عدد محدد من البدائل التي نتوقف عندها).
إن الهدف النهائي من التفكير هو القيام بفعل أو برد فعل ،والفعل يعني الالتزام والتحديد ،فنحن نتخيل أو نبحث ونضع بدائل كثيرة ولكن في النهاية نستطيع استخدام بديل واحد فقط من البدائل التي وضعت وهنا تأتي عملية الاختيار وهي عملية أساسية وهامة(سواء في اتخاذ القرار أو في اختيار أشخاص أو أو ....الخ) ،إن الاختيار قد يعتمد على أولوياتنا ، أو على محكات واضحة محددة أساسية وفي النهاية وبشكل حاسم أو مباشر يعتمد على ادراكنا الحسي ومشاعرنا،إن الهدف من ادراكنا الحسي هو تنظيم أو ترتيب اختياراتنا .
كما أنه من المهم أن نتذكر دائما بأن الهدف من الاختيار هو القيام بفعل ما ،ما الذي سيحدث بعد ذلك ،إذن هنا نصل لنقطة مهمة وهي أننا لا نبحث عن البديل الأفضل وإنما نختار البديل الذي نستطيع أن نحقق الأفضل من خلاله.
إن التركيب هو الجزء من التفكير الذي يدفع للفعل أو الذي يجعل شيئ ما يحدث،فالتركيب يعني أكثر من مجرد تجميع الأجزاء لتكوين شيئ ما.
في التركيب يجب أن يكون هناك هدف منشود نريد الوصول إليه ،وهويختلف عن التحليل في ذلك حيث أننا نقوم بعملية التحليل في أحيان كثيرة لمجرد التحليل أو لمعرفة كيفية عمل أجزاء معينة أو علاقتها بعضها البعض ،أما بالتركيب فنحن نحاول الوصول لشيئ ما أو لتحقيق هدف ما.
إن التصميم أيضاً يعني القيام بشيئ ما أو جعل شيئ ما يحدث أي في النهاية سيكون هناك شيئ لم يكن موجود مسبقاً أو في تلك اللحظة،شيئ نحن نبتكره (لا نعني الابتكار بمفهومه وإنما نعني نوجده) إن التركيب والتصميم يتشابهان أو يتداخلان في معنى إيجاد شيئ ما ولكن التصميم يشمل القيام بأعمال أخرى أو إضافات (تصميم ملابس ،تصميم طائرات يختلف عن تفصيل ملابس أو تركيب الطائرات).
في التصميم هناك نظام معروف أو طريقة منظمة يجب أن نتبعها ،ثم لا ننسى الهدف من التصميم فعند تصميم نموذج طائرة يجب الأخذ في الاعتبار الهدف هل نبحث عن الجمال،أو الراحة،...وما هي الأولويات .
عادة ما يرتبط التصميم في أذهاننا بالأسياء الجمالة ولكن التصميم يشمل جميع الأشياء فمثلاً هذه الدورة تم عمل تصميم لها أو يمكننا القول أننا صممنا هذا البرنامج التدريبي(بداية كمفهوم ثم كنظام عملي).
نقطة أخيرة عن التصميم وهي أن الاختلاف من تصميم لآخر يكون حسب براعته وخفته وفاعليته.
س/ هل هناك طريقة أو دروس نستطيع بواسطتها تعليم التفكير؟ وكيف؟
نعم يمكن تعليم التفكير وذلك من خلال التدريب على استخدام مهارات التفكير أو كما يسميها البعض أدوات التفكير وذلك من خلال أساليب أو برامج خاصة لتعليم تلك المهارات وأحد تلك البرامج هو الكورت.
ما هو الكورت (C o R T)؟
- برنامج الكورت للدكتور ادوارد ديبونو من كامبردج بانجلترا يعتبر هو أكبر أو أوسع برنامج استخدم لتعليم التفكير مباشرة .
- أكثر من 7 ملايين طالب حول العالم في 30 دولة(بما فيها انجلترا،الولايات المتحدة،كندا،استراليا،الي ابان،سنغفاورة،فنزويلا،اسك تلندا) تستخدم الكورت.
- برنامج الكورت يشرح ويوضح دور عملية الادراك في تدريس التفكير ،كما يتضمن التفكير الابداعي،والمنتج. 1- المحتوى. 2- معالجة الموضوعات. 3- المنتج. 4- البيئة. تعتمد على المقالات والكتابات الموضوعية المختلفة. تقوم على البحث والاستطلاع وكتابة التقارير. تعتمد على آراء وأفكار الطالبات . تلبي احتياجات واهتمامات وقدرات الطالبات. تعطي أو تتيح الفرصة لتقديم المقترحات والإنجازات من خلال الربط بين الماضي والحاضر والمستقبل. 1- الاستكشاف:- (Explore) 2- البحث:_ (Search) 3- طرح الأسئلة:- Posing a question) ( 4- التحرك نحو المستقبل:- (Project) 5- وجهات النظر الأخرى:- (Other View Point) 6- التحليل:- (Analysis) 7- الاستنباط :- (Extract) 8- المقارنة:_ (Compare) 9- البدائل أو وضع الاختيارات :- (Alternatives) 11- التركيب:- (Synthesis) 12- التصميم:- (Design)
- الكورت برنامج لتعليم التفكير مباشرة في المدارس من التمهيدي للثانوية العامة.
- لايعتمد على معلومات معينة عند الفرد،أو ذاكرة قوية،أو أن يكون الشخص قارئ جيد أو يتطلب مهارات عالية في القراءة والكتابة،لذا يستفيد منه جميع الفئات الموجودة في الفصل(العاديين،والموهوبين والذين لديهم صعوبات تعلم).
- يتكون الكورت من 60 درساً مقسمة أو موزعة في 6 مجالات،في كل مجال 10 دروس .
- صممت الدروس بطريقة سهلة عملية واضحة مركزة حسب المجال الذي تنتمي إليه.
أهميته:
لماذا الكورت؟
يعتبر أهم موضوع في التعليم يجب أن يتعرض له أو يتعلمه الطلاب لكي يحقق الطالب ذاته وشخصيته،ولينتج طلاباً يستطيعون التفكير لأنفسهم وبأنفسهم،وليستطيع كل منهم الوصول للشخصية التي رسمها لنفسه من خلال تفكيره،أي ليصبح كل منهم شخصاً :
-يستطيع أن يعطي أحكاماً لنفسه وبنفسه.
- يطور فهم أكثر أو ادراك لقدراته الخاصة ،حتى يستطيع أن يكون عضواً أو أحد أفراد البشرية المنتجين.
- يستطيع المشاركة بفاعلية في مجتمعه اقتصادياً،وعلمياً،ونفسياً بطريقة عملية
مجالات الكورت:-
الهدف من هذه الدروس هو زيادة وتوسعة ادراك الطلاب حتى يستطيع الطالب أن يكون رؤية واضحة لأي موقف تفكيري،هذه الوحدة أساسية،فهذا المجال يعتبر هو الأساس في التفكير ويجب أن تعطى أولاً ثم بعد ذلك يمكن للمعلم أن يختار أي وحدة أو مجال حسب احتياج الطلاب أو يستطيع اكمال الوحدات بنفس الترتيب.
يتعلم الطلاب كيف ينظموا تفكيرهم ،من خلال استراتيجيات تستخدم بطريقة متأنية ونظامية.
هذه الدروس تشجع التلاميذ على ملاحظة تفكيرهم كوضع طبيعي أو وهو يأخذ مكانه أثناء المناقشة والبرهان،وكيف يمكن لوجهة النظر أن يعبر عنها ،وقيمة الأدلة أو البراهين التي تقدم.
تؤكد هذه الدروس على أن الابداع عبارة عن مهارات يمكن أن تعلم ،فبعض الدروس تصف أو تعمل على تحويل الأفكار أو اخراج الأفكار المحبوسة لأخرى ملموسة جديدة أي ليولد أفكاراً متنوعة.
هذه الدروس تركز على المعلوات المثارة ومن ثم كيف تقيم تلك المعلومات،أي نسأل ما هي المعلومات التي لدينا؟وما الذي نحتاجه؟وكيف نحصل عليها؟ما هي القيمة والمشاعر التي تعطينا إياها تلك المعلومات.
هذا الفصل يركز على جميع مراحل التفكير ،بداية من السبب للتفكير فهو يشمل ضم لجميع المجالات السابقة ولكن بطريقة عملية محسوسة.
الكورت (1) كأدوات أو مهارات للتفكير:-
الوحدة الأولى : كورت (1) توسعة مجال الإدراك .
سنستخدم هنا في برنامجنا هذه الوحدة كمهارات أو أدوات للتفكير وسنطبقها في المواقف التي تتطلب التفكير حسب الاحتياج للمهارة أثناء تنفيذ البرنامج.
ويتكون الكورت (1) توسعة مجال الإدراك من 10 دروس :
كيف ندير درس من دروس الكورت؟؟
كما سبق وذكرنا أن دروس الكورت صممت لتدريس أو لتعليم الطلاب مهارات التفكير أو لتفعيل قدراتهم العقلية(حسب مستوى ودرجة ونوع الذكاء)واستخدام تلك القدرات في أي جانب سواء الأكاديمي،أو الشخصي،أو الاجتماعي،ففي البداية تدرب كل مهارة بطريقة مستقلة ثم تطبق بعد ذلك في أي موقف من الموقف السابقة.
كل درس من دروس الكورت مبني على 5 أجزاء وهي:
وهناك ثمان خطوات أساسية لتمثيل أو لإدارة الدرس:
الخطوة الأولى:
لا نذكر موضوع الدرس،ولكن نبدأ بقصة أو بمثال يوضح سمة أو صفة موضوع الدرس.
الخطوة الثانية:
نعرف الأداة أو الموضوع ونشرح ببساطة ما الذي تعنيه.
الخطوة الثالثة:
ندير نقاش مفتوح بمثال الدرس ونطرح الموضوع للنقاش بطريقة فردية، مع التأكيد على رموز الأداة وذلك بتكرارها كلما أمكن، مع تسجيلها على اللوح.
الخطوة الرابعة:
نقسم الطالبات إلى مجموعات (حسب العدد)،ونختار تمرين من التمارين الموجودة بالبطاقات للتدريب عليه ،مع تحديد الوقت
الخطوة الخامسة:
نناقش استجابات الطالبات لنحصل على تغذية لراجعة لما تدربن عليه،وذلك بالاستماع لاقتراح من كل مجموعة(حسب العدد)،ثم نعلق تلك الاستجابات على جدار الغرفة.
الخطوة السادسة:
نكرر التدريب على المهارة بتمرين آخر وبنفس الطريقة ،ثم نخصص وقت لمناقشة العملية والموجودة في البطاقة.
الخطوة السابعة:
وأخيراً نستخدم المبادئ الموجودة في البطاقة لمناقشة الأداة أو موضوع المهارة،وإذا كانت المناقشة ضعيفة(أي شعرنا بأن الطالبات لم يتدربن كفاية)ندخل مباشرة لتمرين آخر كتدريب نهائي على المهارة.
الخطوة الثامنة:
بعد ذلك يمكننا إعطاء تمرين من تمارين المشروع كواجب ،أو توجيههم لاستخدام تلك المهارة لتطبيقها مع موقف تعليمي من برنامجهم أو من أنشطتهم.
نماذج من المواقف التدريسية التي نطبق بها أدوات التفكير السابقة(أدوات الكورت):-
موقف تعليمي يوضح كيف يمكن تطبيق مهارات أو أساسيات التفكير حتى في الفصول العادية (منقول من موقع الدكتور ديبونو):
عاد أطفال الصف الأول إلى المدرسة بعد نهاية العطلة الأسبوعية،ثم لذهبوا لمشاهدة الخضروات التي تم زرعها ورعايتها من قبلهم،فاندهشوا لما رأوا وأصيبوا بخيبة أمل لأن محصول الخس الذي تم زرعه قد اختفى.
صرخ أحد الأطفال وقال الحلزونة هي التي أكلت الخس!!أخذت المعلمة الحلزونة ووضعتها في قارورة وسألت الأطفال كيف لهم أن عرفوا أن الحلزونة هي السبب،ثم سألتهم ما هي الحقائق والتي على ضوئها قرروا أن الحلزونة هي السبب،فأجاب الأطفال:
الحقائق هي:
بعد ذلك سألت المعلمة تلك كانت الحقائق،ولكن ما هي آرائكم حول اختفاء الخس
أجاب الأطفال:
فسألت المعلمة مرة أخرى إذن بعد آرائكم السابقة ،ماذا يمكن أن نفعل لنتأكد من حكمنا؟فأجاب الأطفال سنعود مرة أخرى ونبحث عن حقائق جديدة.
الحقائق الجديدة بعد عملية البحث:
بعد ذلك قال الأطفال ((النمل دائماً جوعان ويأكل ليلاً ونهاراً،ويخزن الطعام)).
ثم توصل الأطفال من خلال استخدامهم للحقائق والآراء السابقة أن الحلزونة بريئة من أكل الخس وأن النمل هو الذي قام بذلك.
المفضلات