عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 33
"حتمية الإبداع في عالم اليوم"
"حتمية الإبداع في عالم اليوم"
هل هناك حاجة للإنسان المبدع وهل هي ضرورية في عالم اليوم ؟
لن أجيب على هذا السؤال في بادئ الأمر؟ وسوف اترك الإجابة بعدما أتطرق للأمور التالية ....
ماهي سمات عالم اليوم ؟ وماهي التحديات التي تواجه الأنسان العصري نتيجة لهذه السمات ؟
نحن نرى من وجهة نظرنا , ومن وجهة الواقع الفعلى الذي نعيش فيه , أن عالم اليوم يمتاز بالسمات التالية :-أ- قوة المنافسة :-
لاشك أن ظاهرة الاحتكار أصبحت منعدمة الوجود في عالم اليوم , فليس هناك إحتكار لناس معينييين لوظائف معينة , أو دول معينة لصناعات معينة , فقد انتشرت ظاهرة التخصص فصناعة الطائرات على سبيل المثال فيها , وتترك الجزئيات الاخرى للأخرين , هذا مع الاقتناع بأن بعض الدول يمكنها الصنع الكامل للطائرة ولكنها تميل إلى التخصص فما تمتاز به نظراً لقوة المنافسة العالمية السائدة . فلا شك أن هذا الاتجاه يتطلب خلق أفكار جديدة غير معتادة وغير مألوفة وبإستمرار والا فقدت الدول تميزها وسبقها في المنافسة .
ب- إنتشار ظاهرة الاتفاقات الدولية :-
المثال إتفاقية الجات (gatt) ودخول معظم الدول سوف يؤدي بالضرورة لتعريض المنتجات المحلية لكل دولة لمنافسة شديدة من قبل المنتجات الاجنبية . وهذا يستدعي بالضرورة الدخول للسوق بأفكار جديدة , وبعناصر تميز تجلب الطلب وتحقق الاهداف المنشودة , كم أن اشتراط الحصول على شهادة الايزو يتطلب تميزاً معينا في مواصفات المنتجات ... كل هذه الامور تحتم اللجوء الى التفكير الابداعي الخلاق من قبل المديرين ورجال الاعمال والباحثين عن التميز.
ج- الحركة وعدم الثبات : -
فلاشك أن دولاب العمل الإداري يمتلئ بتكنولوجيا جديدة , وظروف متغيرة وحاجات ورغبات مستحدثة ..إلخ هذا بجانب توافر عناصر عدم التأكد والتي لايصلح معها التفكير القالبي , كل هذه العوامل أدت الى حدوث ظاهرة يمكن أن نسميها "ظاهرة التقادم الإداري " ونقصد بها تقادم طرق العمل وأساليبة والأفكار الإدارية السائدة , والنظم والأساليب الإدارية المعتادة , واصبحت كل هذه العناصر غير صالحة للإستخدام في عالم اليوم , وإذا إستخدمت لن تحصل على النتائج المأمولة , الأمر الذي يستدعي بالضرورة خلق نظم وأساليب وأفكار جديدة من كل العاملين في المجال الاداري .
د- تولد حاجات ورغبات جديدة :-
أن بيئة العمل في عصر اليوم تتسم بالعديد من الحاجات والرغبات الجديدة والتي تتطلب من المسئولين التفكير الإبداعي لطرح أفكار جديدة لمنتجات وخدمات جديدة تشبع هذه الحاجات وتلك الرغبات .
هـ-التسابق على المستقبل :-
أن ظروف عالم اليوم ,وقسوة المنافسة السائدة , دفعت المنظمات والمديرين ورجال الأعمال الى التسابق ليس على الامور الحاضرة بل الامور المستقبلية , تحقيقاً لعنصر السبق والانفراد , فنحن نتخيل مدير اليوم لاينظر لحين حدوث طلب من قبل عميل سواء سلعة أوخدمة معينة ثم السعي وراء تحقيقه, فإن هذا الامر لا يحقق له السبق عن المنافسين , إنما يجب عليه إستشعار مسبق لهذا الطلب , العمل على تلبيته قبل حدوثه , هذا بجانب العمل على توجيه هذا الطلب بما يعود عليه بأكبر قدر من المنافع .
و- ضرورة قبول التحدي والصراع :-
إن المديرين ورجال الأعمال في عالم اليوم , لم يعد أمامهم حرية قبول أو رفض هذه التحدي والصراع من قبل المنافسين , بل أصبح عليهم بالضرورة القبول وإلاسوف يتم طردهم من دائرة المنافسة ويكون مصيرهم الفشل الاكيد .
وأخيراً
عزيزي القارئ.. لاشك أنك ايقنت الاجابة الصحيحة للسؤال السابق , وآمنت بإن الانسان المبدع أصبح ضرورة حتمية في عالم اليوم .ولا يسعنا في هذا السياق إلا أن نكرر ماقاله العالم أندرسون قي أهمية الحاجة للإبداع بكونه لايكمن فقط عملية إنتاج تشهد كل لحظة من لحظاتها ولادة جوهرة قيمة , إنما تكمن في كونه عملية مهمة للحياة بحد ذاتها
المفضلات