هل خدمة الناس خطأ ؟؟؟؟؟
كثير منا يقوم بمساعدة من حوله وينتظر من الشخص الذي قام بمساعدته رد الجميل، وإذا لم يفي تقوم الدنيا ولا تقعد وتكون القطيعة بينهم أو على أقل تقدير الموقف الذي لا ينسى، أليس هذا ما يحدث؟؟؟

كم مرة قمت فيها بمساعدة الآخرين ولم تنل جزاءك منهم أليس العدد أكبر من أن يحصى؟ أليس شئ يبعث سريعا على الإحباط والغضب من الناس، ألم تعد فتقول لنفسك ليتني لم أفعل كذا لفلان فهو لا يستحق؟



(((من المخطئ؟ هو؟ أم أنت؟ أم أن خدمة الناس هي الخطأ؟؟؟؟)))



فلتقف وتتأمل ماذا كنت تبغي من هذه الخدمة؟



أكنت تقدمها بهدف تحصيل جزاء من متلقي الخدمة؟



إذا كانت إجابتك بنعم فقد سلكت الطريق الخطأ والذي سيؤدي بك في النهاية إلى توقفك عن مساعدك للآخرين تماما، لذلك أنت تحتاج لاعادة النظر في الغرض من عملك، وإن العمل لوجه الله (أي إنتظار جزاءك من الله) لهو خير وأجزى وما ستتقاضاه نظير عملك من الله لن يستطيع إنسان أو مخلوق على وجه الأرض أن يعطيك إياه ومهما طال الوقت لن ينسى سبحانه عملك كما ينساه عباده، إخلص العمل لوجه الله ويساعدك على ذلك حفظ هذا العمل سرا بينك وبين الشخص الآخر.

وتذكر قوله تعالى في سورة الإنسان على لسان عباده المخلصين "إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءاً ولا شكوراً * إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريراً" فكان الجزاء من جنس العمل " فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسروراً * وجزاهم بما صبروا جنة وحريراً * .... الآيات.


وتذكر أنك تحتاج لعمل الخير من أجل صحتك النفسية، فأجمل شعور يكون للمرء حين يفرج كربة عن أخيه فيري في عينيه سعادة الفرج الذي اختاره الله ليكون أحد أسبابه.فكما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أحب الأعمال إلى الله فقال "سرور تدخله على مسلم ..."


وقال الرسول – صلى الله عليه وسلم -أحب الناس إلى الله أنفعهم ، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربة ، أو تقضي عنه ديناً ، أو تطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهراً ، ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كظم غيظاً ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة ، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له ، أثبت الله قدمه يوم تزل الأقدام ، وإن سوء الخلق ليفسد العمل ، كما يفسد الخل العسل).
صحيح الجامع -176 ورواه ابن أبي الدنيا وحسنه الألباني


لا تنظر لمساعدة الغير على أنها صعبة حتى لو كانت أكبر من قدراتك لأن معاملتك الطيبة لمن حولك وإبداء مشاركتهم في فرحهم وأحزانهم بكلمات قليلة أو ربما بصمت وإنصات جيد لهم قد تكون أكبر خدمة يمكن أن تؤديها فلا تبخل على أحد بها، ولا تحقرن من المعروف شيئاً.

وتذكر "تبسمك في وجه أخيك صدقة"
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق ) رواه مسلم.
- وقال صلى الله عليه وسلم ( لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ) رواه الحاكم و البيهقي في شعب الإيمان.
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( وتبسمك في وجه أخيك صدقة ) صحيح الألباني.


قد تمر الأيام وتنسى ما فعلته مع شخص ما ثم تدور الأيام ويردها لك في ما لا تتوقعه فتكون سعادتك أضعاف أضعاف انتظارك لها.


وهذا واقع مجرب والله ....