ان الادراك الواضح لموضوع مايساعد على تثبيته و تسهم في الوضوح عوامل متعددة منها اشراك الحواس لاسيما حاستي السمع و البصر . من هنا اتت اهمية الوسائل الحسية لتلاميذ المرحلة الابتدائية . يلعب الانتباه دورا في تعميق الادراك و توضيحه كما يسيء للفهم ان الادراك العرضي المشتت لايصل بالتلميذ الى الخبرة المعطاة و اثارة الاهتمام بها و العناية بعرضها بشكل يجذبه

العامل الانفعالي

ان الطفل يتذكر ماهو ممتع بالنسبة له بصورة افضل و لمدة اطول كما يستخدمه في نشاطه . و لهذا ينصح عادة باثارة الدافع للتعلم لدى الطفل حين يراد له تعلم خبرة ما . ان وجود الدافع يجعل اكتسابه للخبرة مصدرا لانفعال سار ناتج عن اشباعه . و استنادا الى هذا العامل الانفعالي تعطي طرق التعليم الان اهمية كبيرة لدور التعزيز في تقدم التعلم . يعتبر الخوف و القلق من الانفعالات التي تعيق الادراك و الانتباه و تشوشهما و بالتالي فانها تعيق التثبيت و التذكر [

الزمن بين التخزين والتذكر
كلما كان هذا المدى قصيرا كان التذكر أقوى و أوضح . فالطفل ينسى معلوماته القديمة ( باستثناء الخبرات المصحوبة بشحنة انفعالية قوية ) اكثر من الخبرات الجديدة . ولكن استخدام المعلومات القديمة في مواقف متكررة ينفي عنها صفة القدم و يجعلها سهلة التذكر . كما ان الحفظ القائم على الفهم و ادراك العلاقات يضمن تثبيتا طويل الاجل

الذكاء


ان تأثير الذكاء يتجلى في قدرة الطفل الذكي على فهم المعنى و التنظيم و الادراك الواضح و الربط بالمعلومات السابقة ، و هذه كلها عوامل تسهم في التثبيت و الحفظ و الشخص الذكي يأنف من الذاكرة الالية ولايقبل على حفظ أي شيء لايفهمه . ان تعليم الاطفال الاساليب المجدية في الحفظ يساعد الى حد كبير على تحقيق نتائج جيدة في تذكر معلوماتهم وقد تثبت جدوى هذه الاساليب حيث تعتمد على الفهم و التنظيم لمحتوى المادة المدروسة ومن أهم الاساليب :

ـ اذا كانت مادة الحفظ نصا أو موضوعا فان افضل طريقة للحفظ هي وضع خطة للنص أو الموضوع و ابراز الفكرة الرئيسية و الافكار الفرعية و جمع المعطيات في تصنيفات و مجموعات مع اختيار تسمية أو عنوان للمجموعة ثم الوقوف على العلاقات الجوهرية بين المجموعات و الربط بين اجزاء الموضوع .

ـ استخدام الرسوم و المخططات و الرسوم الهندسية و الصور القائمة على اساس الشرح الكلامي .

ـ استخدام المادة الواجب حفظها في حل مسائل تتعلق بها ومن شتى الانواع .

ـ التكرار و يعتبر طريقة مناسبة للحفظ اذا توفرت بعض الشروط التي تبعد الحفظ الآلي . لذلك لابد من الاستخدام العقلاني للتكرار و يكون بمراعاة الامور التالية

: توزيع المراجعات بحيث تفصل بين تكرار و آخر فترة من الراحة ( الفاصل يجب ان يكون مناسبا يسمح بالراحة و لا يكون طويلا يؤدي الى اضاعة آثار المرة السابقة ) هذا التكرار الموزع افضل من التكرار المتلاحق . و الفاصل يمنح راحة تقضي على عاملي التعب و الملل اللذين يشتتان الانتباه .

و يعتبر النوم فترة راحة مثالية لان النوم خال تماما من الفعاليات المقحمة التي يواجهها الانسان في يقظته ، و يفضل ان تقرأ المادة قبل النوم مرة واحدة ثم تعاد قراءتها مرة ثانية في الصباح فهذا اجدى من قراءتها عدة مرات تتخللها نشاطات مقحمة ويزيد التأثير السلبي للفعاليات المقحمة كلما كان التشابه كبيرا بينها و بين المعلوات الاصلية المراد حفظها فحفظ درس في اللغة العربية يعرقله درس يليه باللغة الانجليزية مثلا . و يقل التأثير السلبي كلما كانت الفعاليات السابقة و اللاحقة مختلفة .

ـ اذا كانت المادة المطلوب حفظها محدودة المحتوى و ذات وحدة ( مثلا ابيات قليلة يمثل مضمونها حدثا واحدا ) فان الطريقة الجزئية الكلية هي الافضل في التكرار و يقصد بها تكرار المادة كلها في كل مرة اما اذا كانت المادة طويلة ( قصيدة طويلة ) أو موضوعا متشعب الجوانب فيفضل الطريقة الجزئية القائمة على تقسيم القصيدة الى اجزاء و يشترط ان يكون لكل جزء وحده او فكرة رئيسية .

ـ لايجوز ان يكون التكرار آليا بل مصحوب بنشاط عقلي يتمثل في الانتباه و الفهم و ربط الاجزاء في تنظيم عقلي يبرز تسلسل الافكار و ترابطها كما يربطها بالخبرات السابقة